لماذا يفضل البعض القيصرية؟


رغم صعوبة ألمها، هذا ما سنحاول الإجابة عليه من خلال هذا الموضوع لنعرض أمامك كافة الآراء الطبية في الولادة القيصرية.

أكثر أمانا
العمليات القيصرية
هي باختصار ولادة طفل بعملية جراحية عن طريق فتح بطن وفتح الرحم، بدون المرور من الجهاز التناسلي، وتجرى العملية تحت مخدر عام أو نصفي وفقا لحالة الأم.
والولادة القيصرية لا شك تجنب الأم والجنين مشاكل صحية كثيرة قد تحدث بسبب الولادة الطبيعية، خاصة إذا جاءت متعثرة وهو ما يحدث في كثير من الولادات الآن.
أعرف أن آلام الولادة الطبيعية ستفوق قدرتي على التحمل، وبخلاف الآلام فهي تحمل أخطارا كثيرة أعرفها بحكم مهنتي كطبيبة.
فبالنسبة للأم، قد تتسبب الولادة الطبيعية في حدوث تمزقات للرحم أو للمهبل أو حدوث انفجار الرحم أو النزيف الرحمي بعد الولادة.
فضلا عن ما تسببه من مشاكل جنسية تشعر بها الأم بعد انقضاء فترة النفاس، كما أنها في أحيان كثيرة قد تتسبب في إصابة الأم بالتمزق الشرجي أو بالسلس البولي.
أما بالنسبة للطفل، فقد يصاب الجنين باختناق نتيجة لنقص الأكسجين الواصل إلى المخ أثناء فترة الولادة مما قد يصيب أحد أعضاءه بالشلل.
وقد يؤدى هذا إلى إلحاق الضرر بجهازه العصبي، خاصة إذا كان الجنين كبير الحجم أو كان وضعه غير طبيعي في رحم الأم.
فالجنين في هذه الحالات يكافح للخروج من قناة الولادة الطبيعية، ويزداد الخطر مع استخدام [الشفاط] لتسهيل خروجه.
فتلك الوسيلة تضر بمخ الطفل وقد تؤدى إلى مضاعفات خطيرة كحدوث نزيف في المخ أو إصابة الطفل بالتخلف العقلي وقد تنتهي بوفاته



المضاعفات
أعرف أن هذه المضاعفات لا تحدث دائما، وأن عمليات الولادة القيصرية أيضا لا تخلو من المخاطر، لكن التقدم الحالي في أسلوب وتقنيات إجراء العمليات القيصرية، والمضادات الحيوية المستخدمة والتقدم في أسلوب التخدير، كل ذلك يؤدى إلى تجنب حدوث مضاعفات ويساعد على سرعة التئام الجرح.
للولادات القيصرية أيضا مميزات أخرى لا يمكن إغفالها، فهي تتيح تحديد موعد الولادة أو على الأقل تجعل الأم على معرفة مسبقة به، مما يجنب الأم والأب أيضا كثير من المواقف المزعجة التي قد تحدث بسبب الولادة الفجائية.
قديما كانت النساء تخشي من العمليات القيصرية بسبب ما تتركه من آثار في البطن نتيجة إجراء الجراحة، أما الآن فمعظم الأطباء يجرون العملية من خلال جرح مستعرض يسمي [جرح البكيني]، وهو مالا يترك أي تشوه على جسد الأم بعد الجراحة.



للضرورة فقط
"إنها المرأة البسكويت " ..هكذا أصف المرأة التي تخشي من آلام الولادة إلى هذا الحد المرعب.
واعتقد أن السبب في هذا يرجع إلى زيادة اعتماد المرأة في السنوات الأخيرة على التكنولوجيا في حياتها، حتى أن البيت المصري أصبح أشبه بآلة كبيرة.
فالمرأة لم تعد تقوم بالمجهود البدني الذي اعتادت أمهاتنا على القيام به في المنزل وفي رعاية الأسرة لذلك مع أول ألم من آلام الولادة تشعر الأم بالتعب الشديد وتطلب من الطبيب أن يجري لها الولادة القيصرية هربا من تلك الآلام.
والولادة القيصرية على الرغم من أنها بالفعل تجنب الأم آلام الولادة بسبب إجرائها تحت تأثير البنج، إلا أن إجراؤها يجب أن يتم في حالات محددة وبهدف ولادة طفل سليم لأم سليمة.
الأطباء عادة لا يلجئون إلى العمليات القيصرية إلا في
حالة ضيق الحوض أو كبر حجم رأس الجنين، أو في حالة حدوث نزيف حاد قبل الولادة، أو عند وجود تاريخ سابق لبعض العمليات الجراحية في الرحم.
كذلك تكون الولادة القيصرية ضرورة في حالة وجود أورام ليفية أو أكياس بالمبيض أو وجود بعض الأمراض المصاحبة للحمل مثل الارتفاع الحاد في ضغط الدم أو تسمم الحمل أو وجود أمراض مزمنة في القلب أو الكلي أو إصابة الأم بمرض البول السكري.
أيضا قد نقوم بهذه الولادات في
حالة ضعف الانقباضات الرحمية أو عدم استجابة عنق الرحم للانفتاح مع استعمال الطلق الصناعي.
وهناك أسباب أخرى تتعلق بالجنين ذاته تجبر الطبيب على إجراء عملية ولادة قيصرية كنزول الحبل السري قبل الجنين الذي قد يموت نتيجة لذلك.
أو وجود الجنين في أوضاع غير طبيعية كالوضع المستعرض أو المجيء بالجبهة أو بالمقعدة، أو عند وجود اضطرابات في تخطيط رسم قلب الجنين يوضحها الجهاز المتخصص مثل الهبوط الحاد في عدد ضربات قلبه أو عدم انتظامها أو زيادة سريعة تتعدي الـ 200 نبضة في الدقيقة مما يدل على نقص كمية الأكسجين الواصلة إليه وبالتالي احتمال اختناقه ووفاته . أيضا لابد من إجراء العملية في حالة وجود أكثر من طفل داخل الرحم



مخاطرها
الولادة القيصرية تنطوي على مخاطر عدة فيما يتعلق بالطفل، قد تسبب له جرحا في رأسه أثناء فتح الجزء السفلي من الرحم إذا كان رقيقا، وقد تتعرض بعض عظام الجنين للخلع أو حتى الكسر في حالات الولادة المعقدة.
أما بالنسبة للأم، فتحدث المشاكل أثناء عملية التخدير نفسها كصعوبة التنفس أو حساسية بعض النساء لبعض الأدوية.
أيضا قد تحدث إصابة في الجهاز البولي مثل المثانة البولية أو الحالب وقد يحدث نزيف داخلي شديد أثناء العملية.
أما بعد العملية فيبقي الجرح الذي يستغرق وقتا طويلا حتى يشفي، والذي كثيرا ما يلتهب ويصاب بالتقيح.
وأخيرا.. فالولادة الطبيعية هي المسار الطبيعي لخروج الجنين من رحم أمه كما خلق الله وأراد.
أما العمليات القيصرية فهي من اختراعنا نحن البشر، والواقع مليء بالأمثلة التي تدل على أنه ما من شيء يتدخل فيه الإنسان باختراعاته الحديثة إلا ويفسد..
فقط على كل امرأة مقبلة على الولادة أن تهتم باختيار المستشفي التي ستجري بها الولادة والطبيب الذي سيجريها لها وذلك لتوفير أقصي درجات الأمان للأم ولجنينها.

اعتقاد خاطئ
أن تتم أولي ولادات الأم بعملية قيصرية فهذا لا يعني أن كل الولادات التالية لهذا الأم ستكون كذلك، فالدواعي التي تجري على أساسها العملية الأولي لا يشترط تكرارها مع الحمل التالي، لكن إذا ما تم إجراء عمليتي الولادة الأولي والثانية بالطريقة القيصرية فذلك يحدد وبشكل قاطع ودائم مسارات الولادات التالية للأم.
إذا يدل ذلك على أن جميع الولادات التالية لهذا الأم سوف تجرى بعملية قيصرية إجبارية



اكثر حساسية
وجد الأطباء أن الأطفال الذين ولدوا قيصريا كانوا أكثر عرضة للإصابة بالإسهال خلال عامهم الأول، كما أن خطر إصابتهم بالحساسية زاد بمقدار الضعف.
أرجع الأطباء السبب في ذلك إلى أن العملية القيصرية تؤخر الوجود الطبيعي للبكتيريا في القناة الهضمية للطفل، والتي تلعب دورا أساسيا في نمو نظام المناعة.
فالطفل الذي يولد بطريقة طبيعية يلتقط البكتيريا من مهبل الأم، بينما يلتقط الأطفال المولودين قيصريا البكتيريا من البيئة المحيطة بهم في المستشفيات

في امان الله تمنياتي لكن بولاده ميسره