الشيخ محمد ايوب رحمه الله امام المسجد النبوي
توفي فجر يوم السبت الموافق 16/4/2016 ، أحد أهم أئمة المسجد النبوي الشريف وأشهر قراء الحجازية الشيخ ” محمد أيوب ” عن عمر يناهز الرابعة والستين عاما ، وقد توارى جثمانه الثرى في بقيع الغرقد ، وتمت الصلاة عليه في المسجد النبوي الشريف في جنازة مهيبة وسط حشد كبير من محبي الشيخ رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ، حيث حضر كبار المسئولين والأعيان من سكان المدينة المنورة ، وامتلأت ساحات المسجد بالحضور ..
من هو الشيخ محمد أيوب ؟
هو محمد أيوب بن محمد يوسف بن سليمان عمر ، ولد في عام 1372 هـ (1952) في مدينة مكة المكرمة ، حيث نشأ بها وتلقى تعليمه في حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ خليل بن عبدالرحمن ، وحصل على شهادة الابتدائية من مدرسة تحفيظ القرآن سنة 1386 هـ ، ثم انتقل مع ذويه للعيش في المدينة المنورة وتلقى تعليمه المتوسط والثانوي في معهد المدينة المنورة العلمي إلى أن تخرج منه في عام 1382 هـ .
دراسته الجامعة :
تخرج الشيخ محمد أيوب من كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية في عام 1396 هـ حيث تخصص في التفسير وعلوم القرآن ، ثم حصل على شهادة الماجستير عن موضوع سعيد بن جبير ومروياته في التفسير من أول القرآن إلى آخر سورة التوبة ” من كلية القرآن ، ونال شهادة الدكتور في عام 1408 هـ حيث كان موضوع رسالته ” مرويات سعيد بن جبير في التفسير من أول سورة يونس إلى آخر القرآن “.
شيوخه في العلوم الشرعية :
تعلم الشيخ محمد أيوب العلوم الشرعية وعلم التفسير والفقه على المذاهب الأربعة على يد مجموعة من أشهر المشايخ والعلماء في السعودية ، مثل الشيخ عبدالعزيز محمد عثمان ، والشيخ محمد الأمين الشنقيطي ، والشيخ محمد سيط طنطاوي ، والشيخ عبدالمحسن العباد ، والشيخ أبو بكر الجزائري ، والشيخ عبدالله محمد الغنيمان .
حياته العملية :
عيّن الشيخ محمد أيوب بعد تخرجه من الجامعة معيدا بكلية القرآن في الفترة ما بين عام 1397 إلى عام 1398 هـ ، ثم تم تكليفه بأمانة امتحانات الكلية لمدة عشر سنوات متتالية ، وبعد حصوله على درجة الدكتوراه تم تعيينه في هيئة التدريس بقسم التفسير بنفس الجامعة ، وحصل على عضوية في اللجنة العلمية بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف .
الإمامة :
تولى مهام الإمامة والخطابة في مجموعة من مساجد المدينة المنورة ، حيث عين في المسجد النبوي الشريف إماما متعاونا لصلاة التراويح وصلاة القيام في الفترة ما بين عام 1410 هـ إلى عام 1417 هـ ، وعين أيضا إماما في مسجد قباء لصلاتي التراويح والقيام ، وإماما في مسجد العنابية في الفترة ما بين عام 1394 إلى عام 1403 هجريا ، كما كان إماما في مسجد عبدالله الحسيني لمدة عشرين عاما منذ سنة 1403 هـ ، وتم تكليفه من قبل الجامعة الإسلامية بإمامة صلاة التراويح في مسجد برمنجهام في بريطانيا ، وعمل خطيبا في مسجد أحمد بن حنبل الواقع بالحرة الشرقية ، كما سجلت له العديد من قراءات صلاة التراويح والقيام في المسجد النبوي الشريف وكانت تذاع في إذاعة القرآن الكريم .
شهرته في قراءة القرآن :
كان الشيخ محمد أيوب رحمه الله يمتلك صوتا رائعا وأداءً متميزا في قراءة القرآن الكريم ، كما أنه حفظ القرآن كاملا منذ أن كان عمره اثنى عشر عاما ، ودرس القرآن على يد الشيخ زكي داغستاني عندما كان في الابتدائية ، وتتلمذ على يد الشيخ خليل بن عبدالرحمن القارئ الذي علمه قراءة القرآن الكريم بالحجازية ، حتى أصبح الشيخ محمد أيوب من أشهر القراء في المملكة والعالم الإسلامي في القراءة بالحجازية ، وقد أمر خادم الحرمين الشريفين بتسجيل المصحف كاملا بصوته وتم حفظ التسجيلات في مجمع الملك فهد لطابعة المصحف ، وتبث تسجيلاته في إذاعة القرآن الكريم بشكل مستمر ، وحصل الشيخ محمد أيوب على عدة إجازات في القراءات مثل إجازة براوية حفص من شيخ قراء المدينة حسن بن إبراهيم الشاعر ومن الشيخ أحمد عبدالعزيز الزيات ، والشيخ خليل بن عبدالرحمن القارئ .
مشاركاته :
شارك الشيخ محمد أيوب رحمه الله في العديد من الفعاليات والندوات لعل أبرزها ندوة الشباب التي أقيمت في مدينة كامبيس بالمشاركة مع وفد من الجامعة الإسلامية ، وشارك في دورات لتعليم اللغة العربية في مختلف الدول الإسلامية مثل تركيا وباكستان وماليزيا والسنغال .
حياته الخاصة :
تتكون عائلة الشيخ محمد أيوب من ثلاثة عشر شخصا ، حيث لديه زوجتين أنجب منهما خمسة أبناء هم خالد ابنه الأكبر مدرس في مدارس تحفيظ القرآن بالمدينة ، الزبير يعمل أستاذا في الجامعة الإسلامية ، وسعد طالب في كلية الهندسة ، مصعب طالب في كلية الطب بجامعة طيبة ، يوسف طالب في الثانوية وشارك أيضا فيث برنامج بالقرآن نحيا على القناة الرياضية السعودية ، كما لديه أيضا ابنتان .
رد مع اقتباس
مواقع النشر