إن الأنسولين هو أحد أشهر العلاجات التي يعرفها جيدآ ويعتمد عليها عددآ كبيرآ من المرضى المصابون بداء السكري ، فالأنسولين هو هرمون ينظم استخدام الجسم للسكر والأغذية الأُخرى الموجودة بالدم ، وينتج السكر في خلايا متخصصة في جزء من البنكرياس ، وفي حاله نقصه لا يستطيع الجسم استخدام السكر بشكل صحيح ويتكاثر الجلوكوز وهو نوع من السكر الموجود في الدم ، ويؤثر الإنسولين أيضًا في استخدام الجسم للبروتين والدسم والمنتجات المعدنية ، مثل البوتاسيوم والفوسفات ، لذلك فإن مرضى داء السكري يعانون من خلل في الإنسولين وبالتالي فهم يحتاجون لاستخدام مادة الإنسولين بشكل خارجي لمساعدة الجسم على العمل بشكل سليم .


ويمتص الجسم الإنسولين النقي بسرعة ، لكن المشكلة أن تأثيره يدوم وقتًا قصيرًا ، وتصنع شركات الأدوية مستحضرات متعددة من الإنسولين من شأنها أن تطيل مدة تأثير هذا الهرمون الهام ، وتُصنع مثل هذه المستحضرات ، بالجمع بين الإنسولين والبروتينات ، أو بتعديل البنية الكيميائية للإنسولين ، لتعويض الجسم عن الخلل الموجود به ، ويستخدم الإنسولين المرضى الذين يعانون من خلل شديد في عمل البنكرياس على إفراز الإنسولين ، وبالتالي فهم يحتاجون إلى الإنسولين ، فيصبح الحل هو تعاطيه من خلال العلاج الخاص بداء السكري ، لأن عدم تناول العلاج يشكل خطرآ كبيرآ على الحياة .


وبالنسبة لإرتفاع ضغط الدم فقد أصبح مرضآ ضمن أحد أكثر الأمراض إنتشارآ على مستوى العالم ، فمع تقدم الحياة وتغيرها وزيادة الضغوط النفسية حولنا من كل مكان أصبح العديد من الأشخاص يعانون من فرط ضغط الدم ، والمقصود بفرط ضغط الدم هنا هو فرط ضغط الدم المرضي وليس المؤقت ، وكان فرط ضغط الدم ذو إنتشار أكبر في بعض الدول الفقيرة لكن الآن أصبح هذا المرض منتشر على مستوى العالم ، كما أصبح فرط ضغط الدم يتسبب للمرضى المصابون به في تعرضهم لمضاعفات صحية خطيرة نتيجة الإصابة به ، وفرط ضغط الدم هو إرتفاع الضغط الذي يساعد على تدفق الدم داخل الأوردة والشرايين بمعدل يتخطى المعدل الطبيعي للضغط ، ويشكل إرتفاع ضغط الدم عن المعدل الطبيعي عدة مرات مخاطر صحية كبيرة على المصاب به ، وقد أصبحت الإصابة بمرض إرتفاع ضغط الدم حديث الكثيرين في السنوات الأخيرة ، وذلك لارتفاع نسبة المصابين به بشكل كبير ، وقد زادت نسبة المصابون بأمراض ضغط الدم المرتفع بشكل ملحوظ وفي فترة زمنية ليست كبيرة ، فقد أكدت الإحصائيات التي اجريت أن ضغط الدم المرتفع أصبح مرض العصر القاتل وذلك لوصوله إلى زيادة تصل إلى أربعة أضعاف نسبة إنتشاره في الفترة الماضية ، وقد أرجع العلماء المتخصصون سبب إنتشار مرض ضغط الدم المرتفع بهذا الشكل إلى زيادة تعرض الأشخاص في حياتهم اليومية إلى القلق والتوتر ، وسرعة وتيرة عصرنا الحالي الذي أصبح مليء بالتحديات التي تتطلب المزيد من الجهد والعمل وهو ما يمثل عبئآ نفسيآ على الكثير من الأشخاص فيصابون بالعصبية والقلق والإنفعال الدائم .


والعلاقة بين داء السكري وضغط الدم علاقة وثيقة ومباشرة ، فنسبة كبيرة من مرضى ضغط الدم المرتفع يعانون من الإصابة بداء السكري ، فمرض السكري يؤدي للإصابة بإرتفاع ضغط الدم كأحد المضاعفات الضارة ، وقد أجريت دراسة حديثة في تايوان أكدت أن مرضى البول السكري قد يصابون بإرتفاع ضغط الدم نتيجة تناولهم الإنسولين بإنتظام ، فقد رصدت الدراسة أن عددآ يقدر بحوالي 8000 شخص ممن هم مصابون بالبول السكري يتناولون الإنسولين ، أصيب منهم حوالي 5000 شخص بإرتفاع ضغط الدم ، بعد تناولهم جرعات زائدة من الإنسولين حتى يستجيب البنكرياس .


وقد أوضحت الدراسة أنه كلما تم زيادة مدة تعاطي الأنسولين ، كلما أصبحت الفرصة أكبر للإصابة بضغط الدم المرتفع ، ولاحظ الباحثون في هذه الدراسة أن المرضى الذين يتناولون الإنسولين لفترة تزيد عن 5 أعوام هم الأكثر إصابة بضغط الدم ، بينما الأشخاص الذين يتناولون الإنسولين لفترة تصل إلى 5 أعوام أو أقل فنسبة إصابتهم بإرتفاع ضغط الدم لا تتجاوز 14 % ، وبالتالي فإن الحل كما ذكرت الدراسة هو تناول الإنسولين بجرعات بسيطة دون اللجوء للجرعات المركزة لأنها تشكل ضررآ أكبر من الجرعات الأخرى وتهدد بإرتفاع كبير في ضغط الدم .