أقبل رمضان، شهر الخير والرحمة وبدأت الأسئلة تتهافت على شيوخنا الكرام عن المفطرات ومبطلات الصوم والفتاوى في أمور عدّة منها ما تتساءل العديد من النساء في وطننا العربي حوله وهو، عن ما إذا كان البخور يبطل الصيام، خصوصاً أنّه من العادات العربية الأصيلة وتحديداً في شبه الجزيرة العربية التطيّب باستخدام البخور قبل الذهاب غلى المسجد وفي البيت أيضاً.
هل البخور يبطل الصيام ؟!
وجّه الكثير هذا السؤال إلى فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله - فأجاب:
إن المفطرات التي تفطر الصائم لابد أن يكون عليها دليل من الكتاب، أو السنة، أو الإجماع، وإلا فالأصل أن الصوم صحيح غير باطل، والمفطرات معروفة في القرآن والسنة، والبخور إذا وصل إلى باطن الجوف بالاستنشاق فهو مفطر لمن كان يعلم أنه محرم، وأنه يفطر الصائم.
وأما إن كان جاهلاً لا يدري فإنه لا يفطر بذلك، وهذه قاعدة في جميع المفطرات، كل المفطرات إذا فعلها الإنسان وهو لا يدري أنها مفطرة فإنه لا يفطر بها، لقوله سبحانه وتعالى: "رَبَّنَا لاَ تؤاخذنا إِن نسينا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَآ إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَـافِرِين".
وقوله سبحانه: "وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَـكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً".
وعلى هذا فنقول للسائل: لا تستنشق البخور وأنت صائم، ولكن تبخر ولا حرج، وإذا طار إلى أنفك شيء من الدخان من غير قصد فلا يضر، ونقول أيضاً: إذا كنت لا تدري أنه مفطر وكنت تستعمله من قبل، أي تستنشق البخور حتى يصل إلى جوفك فلا شيء عليك؛ لأن جميع مفطرات الصوم لا تفطر إلا إذا كان الإنسان عالماً بها، وعالماً بتحريمها، ذاكراً لها.
هكذا أجاب فضيلته عليه رحمة الله عن السؤال المتكرّر، هل البخور يبطل الصيام ؟!
رد مع اقتباس
مواقع النشر