-1-
دخل شاعرٌ على ملك وهو على مائدته فأدناه الملك إليه وقال له : أيها الشاعر
قال: نعم أيها الملك ,قال الملك : ” و ا ” ,فقال الشاعر على الفور , ” إنّ ” ,
فغضب الملك غضباً شديداً وأمر بطرده فتعجّب الناس وسألوه : لم نفهم مالذي دار بينكما أيها الملك ,
أنت قلت ” وا “وهو قال ” إنّ” فما ” وا ” و”إنّ” قال : أنا قلت له : “وا”أعني قول الله تعالى
” والشعراء يتبعهم الغاوون ” فردّ عليّ وقال : “إنّ”يعني قوله تعالى
” إنّ الملوك إذا دخلوا قريةً أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة”


-2-
أهدى أحد الشعراء إلى صديق له اسمه ( توفيق ) حذاء وكتب معه هذين البيتين :
لقـــد أهــديت توفيقاً حذاء
فقـــال القائلــــون وماعليه


أما قال الفتى العربي يوما
شبيه الشيء منجذب إليه


فرد عليه ( توفيق ) قائلا :
لو كان تهدى إلى الإنسان قيمته
كانت هديتك الدنيا وما فيهــا
لكنْ تقبلت هذا النعل معتقداً
أن الهدايا على مقدار مهديها.


-3-
قال أبو نواس يتهكم بالشعراء الذين يفتتحون قصائدهم غالبا بمشهد الوقوف على الأطلال :
قل لمن يبكي على رسم درس
واقفا ماضر لو كان جلس .!
ومن المعروف أن أبو النواس كان من اهم المجددين والمحدثين في الشعر العربي .


-4-
نظر طفيلي إلى قوم ذاهبين فلم يشك في أنهم مدعوون إلى وليمة. فقام وتبعهم، فإذا هم شعراء
قد قصدوا السلطان بمدائح لهم، فلما أنشد كل امرئ منهم شعره، أخذ جائزته،
فلم يبق إلا الطفيلي وهو جالس ساكت. فقال السلطان: أنشد شعرك!
فقال الطقيلي: لست بشاعر، وإنما أنا من الغاوين الذين قال الله في حقهم:
(( والشعراء يتبعهم الغاوون ))
فضحك السلطان، وأمر له بجائزة كجائزة الشعراء.


-5-
روي ياقوت الحموي فقال: بلغني أن رجلا جاء الشافعي برقعة فيها:
ســل المفتــي المكـي مـن آل هاشـم
إذا اشتـد وجد بالفتى ماذا يصنع؟


فكتب الشافعي تحته...
يــداوي هــواه ثــم يكتـــم وجـــده
ويصبــر فـــي كــل الأمـور ويخضـــع


فأخذها صاحبها ثم ذهب بها ثم جاءه وقد كتب تحت بيته هذا البيت:
فكيف يداوي والهوى قاتل الفتى
وفـــي كـــل يـــوم غصــــة يتجـــرع




فكتب الشافعي :
فإن هو لـم يصبــر علــى مـــا اصابــه
فليــس لــه شيـئ سوى الموت انفع


-6-
دخل الاخطل يوماً على الخليفة عبد الملك ابن مروان فاستنشده، فقال الاخطل:
قد يبس حلقي فمر من يسقيني.
فقال عبد الملك: اسقوه ماء. فقال الاخطل: انه شراب الحمار.
فقال عبد الملك: فاسقوه لبناً،
فقال: عن اللبن فطمت، فقال: فاسقوه عسلاً. فقال الاخطل: شراب المريض.
فقال عبد الملك: أذن تريد ماذا؟ قال: خمراً يا أمير المؤمنين.
قال: أوعهدتني اسقي الخمر، لا أم لك.
لولا حرمتك بنا لفعلت بك ما فعلت. فخرج الاخطل فلقي فراشاً لعبد الملك
فقال: ويلك إن أمير المؤمنين استنشدني
فبح صوتي فاسقني شربة خمر فسقاه. فقال: أعدله بآخر فسقاه آخر.
فقال تركتهما يعتركان في بطني.
اسقني ثالثاً. فسقاه ثالثاً فقال: تركتني امشي على واحد. اعدل ميلي برابع. فسقاه رابعاً
فدخل على عبد الملك وانشده قصيدته الرائعة التي مطلعها:
خفّ القطين فراحوا منك وابتكروا فأزعجتهم نوىً في صرفها غيرُ


-7-
يُقال أن ابن الرومي الشاعر العباسي ادركه الصيام في شهر (اغسطس)
فصام رمضان الا انه وصف معاناة الحر والعطش فقال :


شهر الصيام مبارك
(ما لم يكن في شهر آب!!)


الليل فيه ساعة
(ونهاره يوم الحساب)!


خفت العذاب فصمته
(فوقعت في نفس العذاب)!


-8-
أتى أحد الأعراب ومعه قماش إلى خياط كي يخيط له ثوباً، فلما أخذ الخياط
مقاس الأعرابي أخذ يقطع من القماش كي يخيط له حينها غضب الأعرابي
وقال له: لم قطعت القماش يا علج (( العلج = الحمار ))
فقال الخياط: لن تصلح الخياطة إلا بشق القماش ، وكان مع الأعرابي هراوة (( عصا ))
فشج رأس الخياط بواحدة فهرب الخياط من محله ولحقه الأعرابي وهو يقول:


مـا إن رأيـت ولا سـمـعـت بـمـثـلـه
فـيـمـا مـضـى فـي سـالـف الأحـقـابِ


مـن فـعـل ِ عـلـج ٍ جئـته ليخيط لي
ثـــوبـاً فـخـــرّقـــه كـفـعـل ِ مُـصـابِ


فـعـلـوتـه بـهـــــراوةٍ كـانـت مـعـي
ضـــــربـاً فـــولـّــى هــــاربـاً لـلـبـابِ


أيـشـق ثـوبـي ثـم يـقـعـد آمـنـاً ؟!!
كـــلاّ ومـــنـــزل ســـــورة الأحــزابِ


-9-
خرج الحجاج متصيّداً، ولما ابتعد عن جنده مرّ بأعرابي يرعى إبلاً .....
فقال له الحجاج: كيف سيرة أميركم الحجاج ؟؟
فقال الأعرابي: غشوم ظلوم، لا حيّاه الله ولا بيّاه.
قال الحجاج: فلو شكوتموه إلى أمير المؤمنين ؟؟
قال الأعرابي: هو أظلم منه وأغشم، عليه لعنة الله !!
فذهب عنه الحجاج حتى وصل جنده ثم قال لهم هاتوا به وقيدوه معنا إلى القصر،
فأخذوه وحملوه فلما ساروا
سأل الأعرابي الجند: من هذا ؟؟ قالوا: الأمير الحجاج، فعلم
أنه قد أحيط به فحرّك دابته حتى صار بالقرب من الحجاج،
فناداه الأعرابي: أيها الأمير، فقال: ما تشاء يا أعرابي ؟؟
قال: أحب أن يكون السِّر الذي بيني وبينك مكتوماً
فتوقف الحجاج وضحك من قوله كثيراً ثم خلّى سبيله


-10-
ذهب أعرابي إلى الحيرة وقد أوفدوه قومه بمالهم كي يأتي لهم بتجارة وأرزاق،
فلما وصل الأعرابي الحيرة وجد بسوقها إسكافياً يدعى ( حنين )،
فأخذ الأعرابي يساومه بخفين أعجباه لكنه لم يشتر ِ من الإسكافي شيئاً، فاغتاظ حنين منه،
فخرج إلى الطريق التي لابد للأعرابي من المرور منها،
فعلّق أحد خفيه في شجرة على الطريق ورمى بالخف الآخر بعد تلك الشجرة قليلاً ثم اختفى، فجاء الأعرابي
فرأى الخف المعلّق على الشجرة فقال: ما أشبهه بخفّي حنين، لو كان معه الآخر لأخذته.
فلما تقدم رأى الخف الآخر مرمياً على الأرض، فنزل عن دابته وأخذ الخف
ثم ذهب إلى الشجرة ليأخذ الآخر، حينها خرج حنين
من مخبأه وعمد إلى راحلة الأعرابي وما عليها فذهب بها. فلما عاد الأعرابي
لم يجد راحلته فرجع إلى قومه وليس معه إلا الخفان، فقال له قومه: بماذا جئت من سفرك؟
فقال: جئتكم بخفي حنين ؛ فذهبت مثلاً