قُراءي الكِرام .
مؤكد بإننا في جميعَ أيامنا مهما بلغت فينا الخلوة والإنطوائيه والعُزله عن بني الإنس وعالمهم إلاّ إننا في إصطدام
شبه مُستمر مع الإنسان الآخر ومؤكد كذلك بأن مثلما هُناك قلوب تنبض لنا بالحُب والإخلاص هُناك أيضاً قلوب تنفر
منّا لسببٍ تراهُ مُقنع أو رُبما غير مُقنع البته لكن فقط قلبُه ينفر منك وهُنا لانُحاسب شخص بشعور يشعره ولايليق
من الأساس مُحاسبته طالما لم يُضرك ولم يُحدث معك أي إصطدام تكون بِه محط ظُلم من لدنه والسبب شعور
يشعره .
وكما قال حبيبنا ونبيّنا مُحمد - صلى الله عليه وسلّم - فيما رواه أبي هريره - رضي الله عنه - " الأرواحْ جنودٌ مُجنّده ماتعارف
منها إئتلف وماتنافر فيها إختلف " وهذه جبلّه علينا التسليم لها و هكذا خُلقت أرواحنا لكن الذي ينبغي علينا التوقف عنده
عدم ظلم وإجحاف الآخر لمجرد أن روحك إختلفت وتنافرت عن روحه وقلبه ، بوقتٍ سابق حصل لي موقف مع أحدهم
- ويعلم الله إن قلبي لم يحمل ضده أي كره أو تخطيط لسوءْ أُحيطه به - لكن من بداية معرفتي بهذا الشخص وأنا أشعر
بثمة شعور يجعلني أنفرُ منه وعقلي يحاكيني ألاّ تحتكي معه إلاّ إن إضطررتُ لِذلك ليس لشئ لكن فعلاً أشعر بشعور
النّفور منه ولاسبب هناك مُقنع وخوفاً من ظلمه ولو كان على محمل الظنّ بيني وبين نفسِي كنت أنوءْ بنفسي من
الإحتكاك معه لكن كان للقدر كلمه أُخرى ووجدتُ نفسي مُرغمه لكي أحتك معه ومع تصاعد إحتكاكي معه إزداد ضيقي
من تواجده حولِي ولاأحدْ يلومنِي على شعور أشعره طالما لم أُبديه له ولم أقع بظلمه - بفضل الله - وقُرابة السنه
والنيف وإحتكاكي معه بتصاعد مستمر حتى أننّي أتذكر حديث أحدهم حول هذا الشخص وأتذكر أنّني قلت له لم أرى
منه سوءْ ولكن قلبي لاأجد أمامه سوى زيادة خطوات النّفور لكي تبتعد عنه وتسلم من ظلمه وضيق يكتنفُ نفسي
حتى حصل ماتوقعته نفسِي وأتى الوقت الذي بوجهي ينفجر بِه وأنه يمقتني ويكرهني بدرجة لاتُقدرها نفسِي لكن
لإننّي لم أضطر لمجاملته في يوم ولم أُبدي له شعور ينال إستحسانه كُنت قد توقعت مثل هذا وقلبِي دليلي .
بنهاية حديثي هذا أقول الحق مكفول للجميعْ بأن يكتم شعور يشعر بِه وإن قام بإبداءه سَ يقوم بمُضايقة الآخر
وخاصةً إن كان من غير سبب لِذلك أرى الأسلم - من باب الإنسانيّه - أن تكتمه وعليّ وأنتم كذلك تقبل أيّ شعور
تشعره بنظرة أو بتحيّة بارده أو حتى بهروب من مجلسك ولانُكلّف النّاس فوق طاقاتها لكن إيّاك ونفسي أن تقعي
بظلم أحد فقط لإن أهواءك لاتتفق مع أهواءه ..!
وإنتهي حديثي هذا وأرجو من الكريم المنّان أن يُلحف قلوبنا بالصبر
حيال ظلم بني البشر .
مواقع النشر