إذا كان طعامك وشرابك يؤثر على صحة حملك ونمو جنينك، فماذا عن حالتك النفسية؟ بالتأكيد تنعكس على جنينك هي الأخرى سواء بالسلب أو الإيجاب، فجنينك يشعر بكِ ويتأثر بكل شيء تقومين به، وهذه حقيقة يجب أن تتأكدي منها، لذلك عندما تحزنين وتبكين، يتأثر الجنين بشكل كبير، خاصة إذا زادت فترات الحزن والزعل فتنعكس على صحة جنينك النفسية والجسدية أيضًا.كيف تؤثر نوبات زعلك الطويلة على جنينك؟لا شك أن جميعنا يمر بأيام حزن وضيق موسمية، وربما الدخول في حالات بكاء بسبب بعض التغيرات الهرمونية والجسمانية، ولكن الحديث هنا ليس عن تأثير هذه الأيام القليلة التي سرعان ما تزول، بينما عن الضغط النفسي المستمر أغلب فترة الحمل والشعور بالحزن والبكاء دائمًا وربما نوبات الاكتئاب المصاحبة للحمل وتحتاج لتدخل طبي لعلاجها.تشير العديد من الدراسات إلى أن الأم التي تتعرض لنوبات حزن وضغط طويلة خلال فترة الحمل، يكون جنينها أكثر عرضة للتشوهات الخلقية بجهازه العصبي خلال الثلاثة أشهر الأولى، نتيجة لزيادة إفراز الكورتيزون ونقص الأكسجين في الدم.يصبح الجنين أيضًا أكثر عرضة للإصابة بنوبات المغص الشديدة بعد الولادة وعدم قدرته على تنظيم نفسه وبكائه الهستيري لفترات طويلة، باختصار يصبح عصبيًّا ومنزعجًا طوال الوقت إذا أصابك الأمر نفسه طوال فترة حملك.يؤثر حزنك وعصبيتك في أثناء الحمل أيضًا على جنينك، فيعاني بعد الولادة من اضطراب النوم والنشاط المفرط وقلة التركيز مستقبلًا.يفرز جسمك في لحظان الغضب والحزن هرمونات معينة للضغط العصبي والاضطراب والضيق تنتقل لجنينك خلال المشيمة، وتجعله يشعر بالشعور نفسه وتؤثر على حركته ونموه داخل رحمك.تزيد نسبة تعرض الأمهات العصبيات خلال فترة الحمل للولادة المبكرة، مما يؤثر بالطبع على صحة الجنين فيما بعد.يستمر أيضًا تأثير هذه الحالة على جنينكِ فيما بعد بمرحلة المراهقة الأولى والشباب، فيصبح أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والتوتر العصبي وفرط الحركة وصعوبات التركيز والتعلم.لذلك عزيزتي الأم..لا تثقلي نفسك بالمهام والهموم، إذا رغبتِ في مساعدة أسرية أو طبية اطلبيها فورًا، تغلبي على تقلباتك المزاجية خلال الحمل، وإذا وجدتِ أن فترات حزنك تطول بشكل مرضي وليس عابرًا، عليكِ إستشارة الطبيب للعلاج، لا تستهيني بحزنك لأنه يؤثر عليكِ أولًا وعلى صحة طفلك المنتظر.