إن زراعة التفاح تمت قبل وقت طويل، حيث يعتقد أنه نما في البرية في آسيا الوسطى والصين، وكذلك في جنوب غرب آسيا، عندما وضع مؤرخين الكتاب المقدس ” جنة عدن ” .


أولا دراسة جامعة إلينوي إكستنشن عن تاريخ التفاح
إن شعوب العصر الحجري في أوروبا قامت بزراعة أشجار التفاح في سنة 3000 قبل الميلاد، وسكان البحيرة القديمة في شمال إيطاليا وسويسرا أيضا نما عندهم التفاح، والإغريق والرومان على حد سواء قاموا بزراعة التفاح، وعندما غزا الرومان إنجلترا في القرن الأول قبل الميلاد جلبوا فن زراعة التفاح معهم، وذلك خلال عصر الاستكشاف، وكان التفاح أهم الفواكه المزروعة، حيث جلب الإسبان التفاح إلى المكسيك وأمريكا الجنوبية، والحجاج من مستعمرة خليج ماساتشوستس زرعوا بذور التفاح عام 1629 .


وقد قام الهنود بزرع الأشجار من البذور التي تلقوها من المستوطنين البيض، حيث يقول جون تشابمان المعروف باسم جوني أبلزيد ” بدأت العديد من البساتين الصغيرة في جميع أنحاء ولاية أوهايو وإنديانا في أوائل 1800، واليوم، يبلغ معدل محصول التفاح السنوي الذي يزرع في 35 ولاية في الولايات المتحدة أكثر من 200 مليون بوشل .





الأساطير والتفاح
إن الأساطير استخدمت التفاح كرمز إلى الحب والجمال، ففي الأساطير اليونانية رفضت أتلانتا الزواج ما لم يتمكن الخاطب من هزيمتها في سباق الجري، وقد قام واحد من عشاقها الذين يريدون خطبتها وهو ” ميلانيون “، بإنجاز هذا الهدف عن طريق إسقاط 3 تفاحات من نوع ” الجولدن ” خلال السباق، لذا فقد توقفت أتلانتا وأنهت السباق وأصبحت زوجته .


وفي أساطير تيوتونيك، كان براغي متميز بالنبل والحكمة، وقد تزوج أيدون التي كانت رمز الشباب الأبدي، والتي أوصته بتناول التفاح الذهبي ” الجولد “، حيث أخبرته أن الآلهة قد وضعت فيه سحرها لمنع الشيخوخة، أما الهنود الإيروقويز فإنهم اعتبروا شجرة التفاح هي شجرة مركزية من السماء .


ثانيا دراسة جامعة أكسفورد عن التفاح
ويقول باحثون من جامعة أكسفورد إن المثل البالغ من العمر 150 عاما، والذي يقول : ” تفاحة يوميا تبقي الطبيب بعيدا ” يتأكد أمام اختبار الزمن .


دراسات وإحصائيات الدراسة
كتب العلماء في طبعة عيد الميلاد الأكثر جمالا من مجلة ” بي إم جي ” الطبية، أن المشورة الصحية الفيكتورية ستكون اليوم حول الوقاية من أمراض القلب، لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 50 عاما، وباستخدام النماذج الرياضية، وقام الباحثون في الدراسة بعملية حسابية حول البالغين من العمر 50 عاما أو أكثر في المملكة المتحدة والذين يتناولون تفاحة يوميا، ووجدوا أنه هذا يمنع حوالي 8500 حالة وفاة بسبب النوبات القلبية والسكتات الدماغية كل عام .


ويقولون أن عدد الوفيات القلبي الذي يبلغ 9400 حالة، هو ما يمكن رؤيته إذا قام كل شخص يزيد عمره عن 50 عاما بعدم تناول الستاتينات وهي أدوية القلب الحديثة الخافضة للكوليسترول، وقد اكتشف هذا الرقم الأخير بسبب نتائج الدراسة الكبيرة الأخيرة التي كانت بقيادة مجموعة باحثين من جامعة أكسفورد، والذين اكتشفوا أن الستاتينات يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، بما في ذلك في الأشخاص الذين يعانون من مشاكل منخفضة في القلب، حيث يعمل التفاح أو عصر التفاح على تعزيز عمل هذه الستاتينات .


أقوال الباحثين في الدراسة
يقول الباحث الرئيسي في الدراسة الدكتور آدم بريغز، من مجموعة بحوث تعزيز الصحة في جامعة أكسفورد : ” كان لدى الفيكتوريين الحق في ذلك عندما أتوا بمشورة الصحة العامة الواضحة والبسيطة التي قدموها والتي تفيد بأن تفاحة يوميا تبقي الطبيب بعيدا “، وأضاف : ” يظهر فقط مدى فعالية التغييرات الصغيرة في النظام الغذائي التي يمكن أن تحدث بإضافة التفاح، وأن كل من الأدوية وتناول الغذاء الصحي يمكن أن يحدث فرقا حقيقيا في الوقاية من أمراض القلب والسكتة الدماغية ” .


وعلى الرغم من أن التفاح أكثر تكلفة من الستاتينات، يخلص الباحثون إلى أن تناول تفاحة في اليوم قادرة على أن تتطابق مع الاستخدام الأكثر انتشارا للطب الحديث، ويشدد الباحثون على أنه لا ينبغي لأحد من الذين يتناولون الستاتينات حاليا لأنهم معرضون لخطر الإصابة بأمراض القلب أن يتوقفوا عن تناولها، على الرغم من أنهم شددوا كذلك على ضرورة تناول التفاح بكثرة .


وتوافق مورين تالبوت الممرضة القلبية العليا في مؤسسة القلب البريطانية، وهي المنظمة التي مولت مجموعة البحث، على ذلك فتقول : ” لقد استمرت رسالة ” تفاحة في اليوم ” لأكثر من قرن، على الرغم من أننا نشجع الآن الناس على تناول خمس فواكه وخضروات مختلفة في اليوم، وليس فقط تفاحة واحدة، ففي حين أن الفاكهة هي بلا شك جيدة بالنسبة لك، فإنه لا ينبغي أن تحل محل أدوية القلب الحيوية، مثل الستاتينات، التي يصفها الطبيب، وتؤكد هذه الدراسة أن الستاتين يعمل على إنقاذ كثير من الأرواح، حيث أنه واحد من الأدوية الأكثر أمانا، وينصحون بتناول التفاح أو شرب عصير التفاح معه لأنه يعزز من عمله بصورة كبيرة .