[align=center]~وأسدل الستار~
ارتفع بكاء وليد
وعفاف مازالت في فراشها
لا تسمع نداء صغيرها الجائع
حتى أيقظها خالد من نومها
فاستيقظت بتثاقل
وذهبت لطفلها
الذي اتعبه البكاء
......
مشهد يتكرر كل ليلة
سهر عفاف المضني مع طفلها
اعمال المنزل المنهكه
طلبات الزوج التي لاتنتهي
ضيوف ومناسبات
دائما عفاف في توتر وقلق
فهي الطباخة
وهي العاملة
وهي المربية
وهي الزوجة
تقوم بكل الأعمال
ولا تنال أجرا!
فأجرها عند الله عظيم
راضية بجهادها ابتغاء الجنة
تعمل وتعمل
بلا تذمر
تتعب أحيانا
فلا تجد من يخفف عنها تعبها
ينتهي اليوم ولم تنتهي أعمال البيت
فمع وليد المدلل لا تجد عفاف الراحة
فهو يريد أن يلعب في الحديقة
ويتلف الأزهار
ويقطع الشجيرات الصغيرة
بدون أن تقول له ماما لا
وإلا رفع صوته بالبكاء حتى يأتي المنقذ بابا الحنون
ليلقي على عفاف كلمات اللوم
فلا يريد لأحد أن يمس طفله المدلل حتى لو كانت أمه!
......
ذات مساء
كان وليد نائما
فاغتنمت عفاف الفرصة
لعمل الكعك الذي يحبه زوجها
وبعدها ذهبت وارتدت ثوبها الوردي الذي أهادها خالد في ذكرى زواجهم الثاني
ولبست عقد اللؤلؤ
ورفعت شعرها بمشبك فضي جميل
وزينت وجهها بمساحيق التجميل
ثم وضعت العطر المفضل لزوجها
وجلست في غرفة المعيشة
تنتظر متى يستيقظ زوجها
.....
نهض خالد من فراشه متململا
وخرج لغرفة المعيشة
توجه للأريكة
جلس بدون أن يلقي التحية
أخذ الريموت واشغل التلفاز
ثم نظر بكل برود لعفاف قائلا لها
هل عندك طلبات اليوم؟
فأسرعت عفاف بالترحيب متجاهله كلامه القاسي
وقبلته على جبينه
وقدمت له الكعك
وسكبت له كوبا من الشاي
فلم يمد يده نحوها
وقال: بسرعة ماذا لديك؟
ردت عفاف بكل هدوء
ليس هناك طلبات
أنا اريد أن اجلس معك
نتنحادث فقط
فأنت تعلم أن وليد لايجعل لي وقتا للحديث معك
وأنت في الصباح تكون في العمل
وتعود المساء وانا في المطبخ
ثم تنام
وحينما تستيقظ
تخرج لتقضي باقي يومك مع أصحابك
وتعود آخر الليل
وأنا نائمة
....
واليوم يوم اجازة
فقلت يوم مناسب لكي اجلس معك
ونتبادل الاحاديث
ليس إلا
...
وبكل برود
أخذ خالد يقلب في قنوات التلفاز
حتى توقف على القناة الرياضية
وأخذ يتابع بحماس
متجاهلا زوجته المسكينة
ومر هذا اليوم ثقيلا على عفاف
وودعت يومها بدموع على وجنتيها الناعمة
وخلدت للنوم
.......
عاد خالد من العمل
دخل منزله
وأحس بهدوء غريب
عفاف ليست في المطبخ
وليس على النار شي
غضب خالد
وأخذ يتمتم بكلمات الغضب
إنها نائمة ولم تطبخ لنا غداء
تسهر الليل على الهاتف تهاتف صاحباتها ثم تنام ولا تقوم بأعمال المنزل
أنا دللتها كثيرا
اتغاضى عن كل شي لأجلها
و و و و و
أخذ يسير خالد في المنزل متجها لغرفتهما
وبدا يسمع صوت ابنه
ماما ... ماما
.....
دخل خالد الغرفة
وهرع وليد نحو أبيه يحتضنه ويبكي
اعتلت على وجه خالد علامات الغضب
عفاااااف..عفاااااف
اقترب منها
نزع الغطاء من عليها
اخذ يصرخ بوجهها
عفاااااف
انهضي الساعة الان الثانية مساء
عفااااف
فلم يتلقى اجابة
احس بخوف
اقترب منها
حركها .. فلم تستجيب
سمع انفاسها
لا... إنها لاتتنفس
اخذ يصرخ
عفااااف
انهضي مابك
عفاف ... عفااااف
اخذ هاتفه وهو يتراجف
اتصل على جاره كي يحضر الطبيب
.....
جاء الطبيب
قام بالفحص
وقال إنا لله وإنا إليه راجعون
لقد ماتت عفاف
....
ماتت عفاف
ومات كل شيئ جميل معها
فطفلها تيتم
وزوجها ترمل
والبيت أصبح كئيب
والآن فقط عرف خالد قدر عفاف
وأخذ يتذكر كم من مرة جرحها
وكم من مرة رفض طلباتها
وكم من مرة أحرجها أمام أهله
وتذكر تلك الليالي التي يقضيها خارج المنزل
تاركا زوجته بمفردته
مفضلا رفقائه على زوجته
الآن ندم
ولكن هل سينفع الندم
لن تعود عفاف ياخالد
لن تعود
والآن فقط سيسدل الستار
.....
قصة كتبتها
وأتمنى أن تنال على إعجابكم[/align]
مواقع النشر