ما معنى أحبب من شئت فإنك مفارقه

[لا بد من العبور]

السلام عليكم يا شيخنا الفاضل ورحمة الله وبركاته

فكرة في كلمة أحبب من شئت فإنك مفارقه .. وقلت في نفسي اي فراق يقصد جبريل عليه السلام
لرسول الله صلى الله عليه وسلم
اهو فراق الدنيا والتوهان فيها
ام فراق الموت واللقيا بعدها ولا فراق
ارجو التفصيل في الامر
وجزاك ربي الجنة

[الشيخ محمد العويد]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الذي يبدو والله أعلم أن هذا خاص بالدنيا لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أحبب
وهذا من تكليف الدنيا .
ويكون المعنى أنه مهما أحببنا من أناس فإننا سوف نفارقهم مفارقة دنيوية .
وكأنه يشير عليه الصلاة والسلام إلى أهمية المحبة التي يبقى أثرها وهي محبة الله تعالى ومحبة رسوله الكريم
وأن محبة غيرهما سوف محبة ناقصة عن محبتهما ، وأن الفراق هو نهاية كل محبة .

فيبقى المؤمن متأملاً هذا الحديث ومستعداً لفراق كل حبيب في الدنيا

والله أعلم

[لا بد من العبور]

شيخنا الفاضل

وحديث لا يرى للمتحابين مثل الزواج

اليس هو حب ايضا

واليس هو ايضا ممكن ان يصل للاخرة

حفظكم الله

وهل لو قال الانسان اللهم اجمعني بمن احببت في الاخرة لمجرد الجمع فقط معه او مشاهدته
او القرب منه في الاخرة هل له ذلك

وفقكم الله للخير

[الشيخ محمد العويد]

الحديث صحيح ولكن المقصود بالفراق كما قلت أنه في الدنيا فإن المحبة في الدنيا تنقطع بالموت
وربما تكون يوم القيامة مستمرة بل أحسن من محبة الدنيا وربما تنقلب محبة الدنيا إلى عداوة يوم القيامة كما قال تعالى :
{الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ }الزخرف67 .

فقوله أحبب من شئت فإنك مفارقه مقصوده في الدنيا .

كما أن الله تعالى يجمع بين المتحابين يوم القيامة إذا كان مآلهم الجنة وفي الحديث الصحيح :
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله ورجل قلبه معلق بالمسجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه . متفق عليه

وهذا ليس خاصاً بالرجال بل حتى النساء فيما بينهن .

وفي الحديث الآخر :
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن لله جلساء يوم القيامة عن يمين العرش وكلتا يدي الله يمين على منابر من نور وجوههم من نور ليسوا بأنبياء ولا شهداء ولا صديقين
قيل يا رسول الله من هم قال هم المتحابون بجلال الله تبارك وتعالى المتحابون بجلال الله تبارك وتعالى
رواه أحمد وهو صحيح .

فإذا دعا الله تعالى أن يجمعه في الآخرة بمن أحب في الدنيا فإن الله يجمعه به إذا كان من أهل الجنة .
وأما إن كان من أهل النار فلا يجتمع به وتأملي هذه القصة التي ذكرها الله تعالى في سورة الصافات لرجلين كانا صديقين في الدنيا فأما أحدهما فعمل بعمل أهل الجنة ودخلها وأما الآخر فعمل بعمل أهل النار فدخلها .
يقول الله تعالى :
إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ{40} أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ{41} فَوَاكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ{42} فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ{43} عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ{44} يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِن مَّعِينٍ{45} بَيْضَاء لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ{46} لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ{47} وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ{48} كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ{49} فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ{50} قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ{51} يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنْ الْمُصَدِّقِينَ{52} أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَدِينُونَ{53} قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ{54} فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاء الْجَحِيمِ{55} قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدتَّ لَتُرْدِينِ{56} وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ{57} .

فهذان الرجلان رغم أنهما كانا صديقين في الدنيا فإن الله تعالى لم يجمعهما بسبب اختلاف المآل .

وفقكم الله وبارك فيكم
والله أعلم