السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت الفاضلة
كلامك في واد وأنا في واد آخر فلست غضبان ولم يرد في الخاطر أيا مما ذكرتي ولكنني أعد جواباً أحاول فيه ضبط المسألة ، لأنها تحتاج إلى تأمل كبير .
فأرجو ألا أكون بسكوتي سببت فهماً خاطئاً أنني غضبان وأنا لست كذلك .
وهذا الموضوع أي الحصول على كتابهم المقدس يعتريه أمران متناقضان مهمان ، أحد جوانبه خير والجانب الآخر شر عظيم .
والسبب في ذلك أن أسلوبهم يمثل فرصة كبيرة لمن أراد الاطلاع على مذهبهم من كتبهم فيقف على فساد عقيدتهم بنفسه ويزداد إيماناً بعقيدته السمحة عندما يقرأ تناقضاتهم وكفرياتهم ، ويزداد علماً يستفيد به إذا واجه أحد النصارى .
وأسلوبهم في الدعاية سواء المجانية أو البيع مع التوصيل المجاني يعتبر ترويجاً لكتبهم ونشراً لها ، بصورة يتيح لهم نشر سمومهم وأفكارهم بحرية كبيرة . مما يزيد من الدعاية لهم .
وهذه مشكلة كبيرة عندما نعلم أن كثيراً من المسلمين ربما تؤثر فيه كتبهم بإزالة بعض الحواجز والعقبات بينه وبين النصارى فيرى أن القراءة في كتبهم مما يزيد الإنسان اطلاعاً على ثقافات الشعوب وعقائدهم ، ومن ثم يتشبع بأفكارهم وعقائدهم فيتكون لديه ذوبان معرفي ، تختلط فيه المفاهيم العقدية بمفاهيمهم ، وللأسف الشديد فإن أغلب المسلمين يعيش عقيدة فاسدة تلتقي مع النصارى في الشرك بالألوهية .
فلا نظن أن المسألة تتسم بالوضوح المجرد من التأثير العقدي أو الفكري أو على الأقل التهوين من الخلاف العقدي ، بل على العكس إنني عندما أحذر من كتبهم فلا أقصدك شخصكم الكريم وإنما أنبه على قضية التخصص وأن القراءة في كتبهم ليست متاحة لكل شخص فهي تحتاج إلى من لديه خبرة بالعقيدة ولديه مشروع معرفي في معرفة العقائد الباطلة من منابعها الأصلية .
وعند توفر هذه المعطيات فنحن نشد على يد كل من أراد نسخة أو نسخاً من كتبهم ونعينه بما نملك من وقت وجهد في ذلك ، بل ونتقرب إلى الله تعالى بذلك .
فأرجو أن يتبين مقصودي وأنني لا أقصد من خلال السكوت كل هذه المدة أنني متضايق ، لا والله ، لكنني احتجت إلى وقت أتأمل فيه المسألة .
وعموماً فالمسألة قابلة للآراء وهي اجتهادات شخصية تتفق في حسن النية والقصد وإن اختلفت في الرؤية .
فنسأل الله لنا ولكم العلم النافع والعمل الصالح والثبات على الحق .
والسير على منهج سلف الأمة
والله أعلم
مواقع النشر