بسم الله الرحمن الرحيم
وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى..أرسل الله عز وجل إلى قرية من القرى رسولا فكذبوه فأرسل لهم رسولا آخر معه فكذبوهما فأرسل ثالثا وعزز به..فكذبوا الثلاثة.. وقالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا .. بل وبطشوا بهم..فجاء رجل من أقصى المدينة –انظروا من أقصى المدينة ما توانى وقال هم بعيدين عني وإذا قربوا اهتميت بالموضوع- وليس على مهله وقال إذا لحقت عليهم لحقت وإذا ما لحقت فالله يعلم بالنية ..
لا!!.. وإنما جاء يسعى..وهو مهتم بالموضوع الذي جاء من أجله أكبر اهتمام ..
رجل يحمل هم ولم يتوانى ويتكاسل ويستسلم للرقاد..فلما وصل إلى القوم ..
قال يا قوم اتبعوا المرسلين ..يا قوم هؤلاء رسل الله فاتبعوهم فإنهم سبب للنجاة من عذاب الله والفوز بجنته..تصوروا أن هؤلاء القوم بطشوا برسل الله فماذا يتصور أن يفعلوا مع رجل عادي..هو يعلم أن مصيره الهلاك ولكن هم الدعوة وخوفه على قومه وحبه الخير لهم
جعله يضحي بنفسه..فلما قال لهم يا قوم اتبعوا المرسلين لم يتحملوا فقتلوه ..
حتى إن بعض الروايات تقول أنهم لم يمهلوه حتى ينزل عن فرسه بل عاجلوه على الفرس..
يعني عقول متحجرة ما تناقشوا معه ولا شيء مباشرة القتل!!!!..
وأخرجوا حنجرته بل حتى أخرجوا أمعاءه من دبره ..
-كما ورد عن ابن مسعود-يعني إلى هذا الحد وصل بهم التعنت والتجبر..
فما هو جزاؤه ..الجنة ..(قيل ادخل الجنة )..
فهل انتهى همه حتى بعد دخوله الجنة ..لا والله ..بل قال :
(يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين)..
يا الله أي هم يحمله هذا الإنسان حتى بعد موته لا زال يحرص على هداية قومه..
هذا هو الهم المطلوب لحمل الدعوة أيها الإخوة والأخوات..
وانتقم الجبار له من قومه بصيحة واحدة أهلكهم بها جميعا..
(وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين*إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون*يا حسرة على العباد.....)
يعني هم والله أهون على الله من أن ينزل لهم جندا من السماء..
بل هم أحقر ..والله عليهم أقدر.. بصيحة واحدة بادوا عن آخرهم..
فأين من يحمل هم الدعوة..
أليس لنا في هذا الرجل قدوة!..
رد مع اقتباس
مواقع النشر