هوس الرشاقة الصيفية
الرشاقة والريجيم (الحمية) من ضمن موضة هذه الأيام فمن الطبيعي أن تلجأ بعض النساء إلى حمية قاسية تسبق موسم السياحة. والهدف واضح لأن موسم السياحة يعني موسم السباحة ويعني بالتالي إظهار ما يمكن إظهاره من رشاقة على شواطئ البحر.
ورغم شيوع «موضة» حمية الصيف المشددة فقد حذر أطباء النسائية من المبالغة في محاولة التخلص من الشحوم التي تراكمت في الأجسام طوال أشهر الشتاء. وذكر البروفيسور روديغر ماركواردت، رئيس نقابة أطباء الأمراض النسائية في ألمانيا، أن النساء اللاتي يتبعن الحمية المشددة، أو عانين فترة من هوس الترشيق، أو «الضور أو فقدان الشهية» يعانين في ذات الوقت من انخفاض صامت (غير محسوس) في مستوى الكالسيوم في الجسم. ويعرض هذا العامل النساء بعد فترة انقطاع الطمث إلى الإصابة بتنخر العظام والكسور والأمراض الاستقلابية في العظام.
وهذا يعني أن الحمية في فصل الصيف، تزيد من فقدان الجسم للسوائل والمواد الأولية عبر التعرق، وتتفاقم الحالة من خلال الحمية الشديدة التي لا تدع مجالا لتكون المزيد من الأنسجة الشحمية ذات الأهمية البالغة في تكون وتكلس العظام. ويشير العديد من الدراسات إلى أن نسبة الكالسيوم في أجساد النساء الممارسات للحمية، أو المعانيات من الضور، هو أقل بكثير من نسبته بين النساء الاعتياديات في مجموعات المقارنة.
وقال ماركواردت ان هذه الحقيقة تسير عكس تيار الاعتقاد السائد بين الناس، من أن النساء البدينات أو الممتلئات أكثر عرضة لهذه الأمراض من غيرهن، في حين أن الطب يثبت أن الرياضيات والميالات للنحافة هن اكثر عرضة لتنخر العظام من غيرهن. هذا لأن الخلايا الدهنية لا تتخصص بخزن الشحوم وحدها وانما تتخصص أيضا بإنتاج بعض الهرمونات التي يحتاجها الجسم لبناء خلايا عظمية جديدة.
ومن الواضح أن المرأة تحتاج إلى المزيد من الكالسيوم أثناء فترة الحمل ولذلك ينصح الأطباء أيضا بضرورة التوقف عن الحمية وعلاج فقدان الشهية في فترة الحمل. وتنطبق هذه النصيحة على الحوامل في فترة السياحة الصيفية لأن فقدان الشهية والجوع والحمية القاسية يمكن أن تؤدي إلى نتائج غير مستحسنة.
وتشير دراسة اميركية إلى أن النساء الحوامل المعانيات من «اضطراب التغذية» هن اكثر عرضة للولادة بالعملية القيصرية من غيرهن. وأحصت جامعة بوسطن نسبة 26.5% من الولادات بالعملية القيصرية بين المعانيات من هوس الريجيم. كما ثبت للباحثين أيضا أن هذه النساء يعانين اكثر من غيرهن من كآبة ما بعد الولادة. وواقع الحال أن نسبة الكآبة بين النساء غير المدمنات على الحمية ليست بالقليلة إلا أنها ترتفع بين المعانيات من «اضطراب التغذية» إلى 34.7%.
وطالب ماركواردت بوضع النساء الحوامل المعانيات من «اضطراب التغذية» في موسم الصيف في قائمة النساء المعرضات للخطر وفحص مستوى الكالسيوم في دمائهن بشكل مستمر.
من إيميلي:p
رد مع اقتباس
مواقع النشر