السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت مقالة عن المراة و حبذا لو نعطيها من قتنا قليلا
اعلم انها مقالة مطولة لكن مقاله غنية بمضمونها و ثقافة الكاتب
دكتور/ محمد المهدي
جزاه الله خيرا كانت متمرسة بالاقوال و المعادلات اتمنى ان تلقى الاهتمام
و جزاها الله خيرا اختنا التي احضرت مقالته ..و بما انها لا تتكلم فقط عن حواء و طفلها وضعته هنا لتعم الفائدة الى كل اخت في حواء
ووفقنا الله لما يحب و يرضى .... لنبدأ بسم الله
بدا لي في أول الأمر أن الكتابة عن سيكولوجية المرأة (الطبيعة النفسية لها) لا يحتاج سوى عودتي إلى أرشيف جلسات العلاج النفسي التي أتاحت لي كثيراً رؤية هذا المخلوق اللغز بلا أقنعة أو بأقل قدر ممكن من الأقنعة ، ثم أربط هذه الرؤى الميكروسكوبية التحليلية برؤيتي للمرأة في الحياة اليومية بالعين المجردة وبذلك تكتمل الصورة ونصل إلى كلمة السر التي تفتح لنا دهاليز هذا الكيان المحير .
ولكن ما إن بدأت العمل بهذا المنهج حتى وجدتني أتوه في جزئيات وتفاصيل يصعب الحصول منها على مفتاح أو مفاتيح للأبواب الرئيسية للشخصية الأنثوية ، هنا فكرت أن أسأل صاحبات الشأن مباشرة عن كلمة السر وعن المفاتيح فوجدت ردوداً متباينة منها :-
" نجوم السماء أقرب لك"
" المرأة إنسان ، فإذا فهمت الإنسان فهمتها "
" المرأة لا تفهم نفسها لذلك فهي عاجزة عن المساعدة في هذا الأمر"
" لو فهمت الفن تستطيع فهم المرأة"
" اقرأ الأديان فستجد تصويراً دقيقاً لأدق خصائص وخلجات المرأة وستعرف القانون الإلهي للتعامل معها"
" إذا فهمت الطبيعة فستفهم المرأة "
وعندما جمعت هذه الردود النسائية اكتشفت شيئاً في غاية الأهمية وهو أن هذا الكائن شاسع المساحات ومتعدد الأبعاد والطبقات ، لذلك تعجز الرؤية الميكروسكوبية التحليلية والرؤية بالعين المجردة عن إدراك كلياته وأنه يلزم إضافة الرؤية التلسكوبية إلى المنهج الحالي لتكتمل الصورة أي العودة إلى الطبيعة ... الأم الكبرى .. والعودة إلى الرؤية الفنية التي تسمح برؤية الشكل والخلفية وتعلي من قيمة الوجدان .... والعودة إلى الأديان لقراءة كتالوج الصانع ( الخالق ) وقراءة قانون التعامل والانتفاع والصيانة ومع كل هذا علينا أن نحترم تواضع النتائج ومحدودية الرؤية البشرية للإنسان عموماً وللمرأة على وجه الخصوص .
أما وقد اكتملت أبعاد المنهج فلنبدأ الآن في القراءة بلا مقدمات وأحياناً بلا كلمات تمهيدية أو عبارات وصلية :-
إن القراءة الفاحصة للحضارة المصرية القديمة تكشف أن تلك الحضارة بفنونها وآدابها وأديانها كانت أعمق إدراكا للطبيعة وأعمق إدراكاً للمرأة في ذات الوقت ، وكانت تربط بين الاثنتين على أساس أنهما ينتميان إلى الأنوثة الولاَدة الراعية الحنونة من جانب والمتقلبة والمتعددة الأشكال والألوان والحالات من جانب آخر .
" وكون الإنسان المصري كان رائداً من رواد الزراعة جعل منه رائداً من رواد الحضارة وارتباط هذا بالمرأة يأتي من الجنس ، ليس الجنس بالمعنى السينمائي ، إنما الجنس بمعنى المبدأ المؤنث في الحياة : مبدأ الأمومة .. مبدأ احتواء البذرة الأولى وتعهدها بالنماء شيئاً فشيئاً حتى تصل النضج وتؤتي ثمارها كاملة . إن أدراك المصري القديم للزراعة جعله يدرك أن الطبيعة عبارة عن أم كبيرة تلد ما عليها ( بإذن ربها ) . كل ما عليها بما فيه الإنسان والحيوان تحتويهم بذوراً صغيرة وتتعهدهم حتى يصلوا التمام .. فهو أدرك أن هناك مبدءاً في الحياة .. هو مدين له بحياته هو والأشياء من حوله .. وأن هذا المبدأ مؤنث والمرأة تجسيد له ..لأن الطبيعة إذا كانت تلد الإنسان فهي تلده عن طريق المرأة . فالمرأة هي الطبيعة في صورة إنسان . من هنا يأتي الرباط بين المرأة والطبيعة (حامد سعيد 1994 – أساسيات الشخصية المصرية – الهيئة العامة للكتاب) ، وكما قدس المصري القديم بعض مظاهر الطبيعة – رغبة ورهبة – كالشمس والقمر والنماء ، قدس أيضاً المرأة ورفعها أحياناً إلى مراتب الآلهة ( أسطورة الإلهة إيزيس ) .
والمرأة راعية لجوانب الرحمة والعدل والبقاء في الوجود ، فالرحمة من الرحم ، ووظيفة الرحم هي احتواء البذرة الأولى وحمايتها وتغذيتها ثم رعايتها بعد ذلك طول الحياة . وفي الأسطورة المصرية القديمة كان "أوزيريس" يمثل الرجل المعلم صاحب القانون والقوة والخير . ولما كان الخير لا يترك وحده على الأرض ، فقد جاء الشر ممثلاً في رمز الشر "سـت" واحتال على "أوزيريس" واحتواه داخل تابوت وأغلق عليه وألقى به في النيل . فما كان من " إيزيس " وهي راعية الحياة وحاميتها والمجاهدة الأولى في سبيل العمل على أن يكون الحق والنظام والخير أمراً واقعاً إلا أن تسعى حتى تحصل على جسده في التابوت . ولكن " ست " يستعيده ، وفي هذه المرة يقطعه إربا ويبعثره في أنحاء الوادي ولم
تقبل إيزيس ثانياً هذا الأمر الواقع وجمعت الأشلاء وحملت منه الأمل .. الطفل " حوريس " الذي أصبح يمثل كل حاكم على هذه الأرض .. كل صاحب أمر في هذا المكان مفروض أنه يحكم باسم "حوريس" لكي يقيم القانون والخير والحق مرة أخرى على الأرض ، وكليوباترا منحت أنطونيو الحب والرعاية والحماية ، وكذلك فعلت شجرة الدر مع الملك الصالح... وهكذا نرى المرأة ترعى الحياة وتلملم الأشلاء وتحمي بذور الحب والرحمة والحق والعدل .
"ويخيل لنا أن الفن المصري كان نتيجة التزام المصري بعالم النبات وتفتحه له وتفتحه لمبدأ الأمومة في الطبيعة أو الأنوثة في الطبيعة . والأنوثة أعم من الأمومة ، الأمر الذي جعل منجزاته تبدو وكأنها من خلق الطبيعة الأم نفسها لا افتعال فيها إطلاقاً بل فيها شيء من العمق والبساطة وصدق التكوين ولا محدودية الإيحاء الذي تقدر عليه الطبيعة .... وإن كلاً من المرأة والطبيعة في ذلك الفن لم تؤخذ غلاباً ولكن حباً ووداً وتواصلاً وتوحداً وامتزاجاً ، فأعطت وساندت وساعدت وأسعدت وكملت وشفت وأتاحت حين شفت بصيرة من معنى الحياة أرق من النسيم وأدق من الكلام " ( حامد سعيد – 1994 – أساسيات الشخصية المصرية) .
وهذا المأخذ الرفيق الرقيق الودود المحب لكل من المرأة والطبيعة يتناقض مع المواقف المعاصرة التي تتحدث عن قهر الطبيعة وتحديها والسيطرة عليها وامتصاص ثرواتها واستغلال قوانينها وركوب برها وبحرها وجوها قسراً وكرها وكذلك المرأة . وكنتيجة لتشوه إدراك الإنسان للطبيعة ( الأم ) تشوه إدراكه للمرأة وأصبح يراها لغزاً عصياً على الفهم ، ولذلك قال بعضهم في يأس : مهما أوتيت من قدرة على فهم أفكار ومشاعر البشر وبالتالي التنبؤ بسلوكياتهم فإنك لا تستطيع أن تدعي النجاح في ذلك مع المرأة ، وإذا حدث ونجحت في فهمها فهماً كاملاً فهناك أحد احتمالين :
أولاً :- أن تكون هذه المرأة مسترجلة
ثانياً : أن يكون ذلك الفهم قد حدث صدفة ولذلك لا يقاس عليها ولا يمكن تعميمها .
ارى من الافضل الاكتفاء بهذه الاقسام
لاعطاء فرصة كافية لقرائة المضمون بتمعن اكثر
و ان شا ءالله انا جاهزة لاستكمال ما تبقى لو رغبتم بذلك...
اختكم منــــة الله بوركتم
مواقع النشر