[align=center]قال الله تعالى عن المنافقين : { في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا } وقال تعالى : { ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم } وقال : { لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا } وقال : { ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا } وقال تعالى : { قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين } وقال : { وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا } وقال : { ويشف صدور قوم مؤمنين } { ويذهب غيظ قلوبهم } . و " مرض البدن " خلاف صحته وصلاحه وهو فساد يكون فيه يفسد به إدراكه وحركته الطبيعية فإدراكه إما أن يذهب كالعمى والصمم . وإما أن يدرك الأشياء على خلاف ما هي عليه كما يدرك الحلو مرا وكما يخيل إليه أشياء لا حقيقة لها في الخارج . وأما فساد حركته الطبيعية فمثل أن تضعف قوته عن الهضم أو مثل أن يبغض الأغذية التي يحتاج إليها ويحب الأشياء التي تضره ويحصل له من الآلام بحسب ذلك ؛ ولكن مع ذلك المرض لم يمت ولم يهلك ؛ بل فيه نوع قوة على إدراك الحركة الإرادية في الجملة [ فيتولد من ذلك ] ألم يحصل في البدن إما بسبب فساد الكمية أو الكيفية : ( فالأول أما نقص المادة فيحتاج إلى غذاء وأما بسبب زياداتها فيحتاج إلى استفراغ . و ( الثاني كقوة في الحرارة والبرودة خارج عن الاعتدال فيداوى[/align]
عن شيخ الاسلام ابن تيمية
مواقع النشر