الهرمونات هي المتهم الأول دومًا الذي نلقي عليه اللوم عند تخبط حالتنا المزاجية، وهذه الأسطورة لا تأتي من فراغ؛ للهرمونات تأثير كبير في مشاعرنا وسلوكياتنا، والأمر لا يرتبط بالحمل والدورة الشهرية فحسب، بل إنه قد يبدأ قبل كل ذلك حتى إنك قد تلاحظين بعض التغيرات على طفلتك الصغيرة أيضًا.متى يظهر تأثير الهرمونات عند طفلتك؟تظهر بعض التغيرات في جسم طفلتك بفعل الهرمونات وهي في سن السابعة أو الثامنة تقريبًا أي قبل دورتها الشهرية الأولى بثلاث أو أربع سنوات، وهو ما يتعارف عليه باسم مرحلة البلوغ.ومع بداية، عادة يزيد وزن طفلتك خاصة في منطقة الثدي والبطن، وكذلك قد تتغير طباعها وتصبح أكثر مزاجية وتصل هذه التغيرات إلى ذروتها مع الدورة الشهرية.ورصد الخبراء بعض الحالات إذ قد يظهر تأثير الهرمونات على طفلتك حتى وهي لا تزال رضيعة، إذ تلاحظين زيادة حجم الثدي نسبيًّا لديها ويرجع السبب في ذلك إلى انتقال بعض هرمونات الأنوثة "الإستروجين" من الأم إلى الابنة في أثناء الحمل. وسرعان ما يختفي هذا الأمر خلال أسبوعين، وقد تعاود هذه الزيادة في الظهور بعد ذلك ولكنها تختفي مجددًا وهكذا.كيف تؤثر الهرمونات في طفلتك؟عادة ما تزيد الهرمونات التناسلية لدى البنات في عمر السابعة، وعادة ما يتأثر عقلها بهذه التغيرات قبل أي عضو آخر كالثدي أو شعر الجسم، ومن هنا تبدأ تظهر بعض التقلبات المزاجية عند طفلتك.في هذه المرحلة، تبدأ طفلتك طورًا جديدًا من حياتها: ستجدينها في بعض الأحيان غاية في البهجة واللطف كما عهدتيها دائمًا، وفي أحيان أخرى تميل إلى الحزن والانكماش كما لو أنها في عمر المراهقة.كما ستلاحظين إن طفلتك – رغم صغر سنها – تميل للعزلة والابتعاد عنك وإبداء الغضب في أحيان كثيرة.الأسباب التي تدفع طفلتك للشعور بهذه التقلبات المزاجية؟ في واقع الأمر أن دورة الهرمونات داخل الجسم هي ما يؤدي في النهاية إلى حدوث الدورة الشهرية، لكن وجود هذه الهرمونات في حالة نشطة ولكنها تكون مضطربة نظرًا لعدم تنظيمها ضمن مسار الدورة الشهرية يجعل مشاعر طفلتك في حالة اشتعال متواصلة كما لو أنها تلعب البينج بونج، وهو ما يجعلها تبالغ في انفعالاتها أو يجعل مزاجها في حالة تقلب دائم.كيف يمكنك التعامل مع طفلتك في هذا الوقت؟تفهمي المرحلة التي تمر بها طفلتك، وما يدفعها للتصرف بهذه الطريقة.لا يدفعك تفهم طبيعة عمل الهرمونات إلى التسامح مع جميع تصرفاتها، فهناك أمور لا يمكن أن تمر مرور الكرام حتى لا تتمادى في الأمر حتى بعد انتقالها إلى مرحلة المراهقة وهي الأكثر تعقيدًا.حددي الأمور التي يمكنك التسامح والأمر التي لا يمكن تمرريها، وحاولي أن تحدثي نوعًا من التوزان في الأمر حتى لا يتحول الأمر إلى نوع من العداوة المستمرة أو التساهل اللا محدود.أخيرًا، احرصي على التحدث مع أمهات أخريات مررن بنفس الفترة أو قراءة تجارب الأخريات على الإنترنت حتى لا تصابي بالإحباط، فهذا سيشعرك كم أن الأمر طبيعي وأنك لا تمرين بالأمر وحدك.
مواقع النشر