يدفع الفضول الأطفال في سنواتهم الأولى إلى الإمساك بكل شيء حولهم ووضعه في أفواههم، ما يجعل الأم في حالة تأهب دائمة لتنظيف كل أنحاء المنزل، باستخدام المطهرات والمنظفات بمختلف أنواعها سعيًا وراء القضاء على البكتيريا والجراثيم.






هناك عدد من الأصوات البحثية المتصاعدة يشير إلى أن تعريض الأطفال لقدر من الجراثيم قد يفيد في تعزيز مناعتهم وتقليل تعرضهم المستقبلي لأمراض مثل الربو والحساسية.وهذا الخط من التفكير يدعى "النظافة الافتراضية"، حيث تشير الأبحاث إلى أن الأطفال الذين يتعرضون بشكل محدود للجراثيم في طفولتهم أكثر عرضة لأمراض المناعة وأمراض الربو والحساسية، بينما الأطفال الذين يلتحقون بروضة الأطفال في الصغر أو ينشأون في أماكن أقل اهتمامًا بالتعقيم كالمزارع مثلًا يكون جهازهم المناعي أقوى.كما يحتاج عقل الصغير للتحفيز والتفاعل مع المدخلات المختلفة ليتطور بشكل طبيعي، كما يحتاج جهازه المناعي أيضًا للتحفيز عبر التعرض للجراثيم المختلفة.
هل استخدام المطهرات يضر بصحة الطفل أم يعززها؟

ليست كل الجراثيم الموجودة حولنا ضارة، فهي تعيش حولنا منذ آلاف السنين، وهي تتغير وتتطور بمرور الزمن تمامًا، كما يتغير السلوك الإنساني، فبعض البكتيريا مثل تلك التي تعيش في الجهاز الهضمي تقوم بوظائف مهمة وبمرور الزمن يختفي بعضها، وقد يكون لاختفائها عواقب سيئة أو جيدة.




فالإفراط في استخدام المطهرات يحول دون تعرض الأطفال للميكروبات التي تعزز نظامهم المناعي تمامًا، كالإفراط في استخدام المضادات الحيوية.
ما الذي يجب علينا أن نفعله؟

مثل كل شيء في حياتنا، ينبغي علينا أن نحرص على التوازن في تعرض أطفالنا للجراثيم، فلا تفرطي في التنظيف والتعقيم ولا تهملي في نظافة الأطفال تمامًا، ما قد يعرضهم للإصابة بالأمراض المختلفة.