الدرس السابع من أذكار الصباح والمساء ( سيد الاستغفار )

[زهور 1431]

الدرس السابع من أذكار الصباح والمساء ... .. شرح سيد الاستغفار










وقت أذكارالصباح والمساء وتنبيهات مهمة للأذكار تجدينها هنا في اول الدروس إن أحببت الرجوع اليها أختي الغاليه ..


الدرس الأول من دروس شرح أذكار الصباح والمساء ..آية الكرسي





(( اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خَلَقتني وأنا عَبْدُك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت وأعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك على وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت )) ..

تمهيد ..

الاستغفار - طلب مغفرة الذُّنوب - من أهم ما ينبغي أن يعتنيَ به المسلم في حياته و يُوليه اهتمامَه الكبير وعنايتَه الفائقة ، وقد جاء في كتاب الله جلَّ وعلا وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم نصوصٌ كثيرةٌ في الحثِّ على الاستغفار والأمرِ به وبيانِ فضله وفضلِ أهلِه والملازمينَ له ،
يقول سبحانه ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾
وفي الحديث القدسي يقول صلى الله عليه وسلم (( قالَ الله تعَالى: يَا ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلاَ أُبَالِي ، يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلاَ أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لاَ تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً ))
ويقول رسولنا صلى الله عليه وسلم (( وَالله، إنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي اليَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً ))

درسنا اليوم ذكر عظيم له فضله الكبير من - عمل اليوم والليلة - يقال في الصباح والمساء يسمى سيد الاستغفار ..




فضله
=== ...
عن شدَّادِ بنِ أَوْس رضي الله عنه وأرضاه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (( سَيِّدُ الاِسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي، لاَ إِلَهَ إلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ )) ؛ يقول النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: (( مَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهْوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ )) جاء في بعض الرِّوايَاتِ «دَخَلَ الجَنَّةَ»، وجاء في رواية ثالثة «إِلَّا وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّةُ»

صيغ الاستغفار =

1 ) أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه،
2 ) استغفر الله واتوب اليه
3 ) رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم
4 ) سيد الاستغفار ( اللهم انت ربي لااله الا انت خلقتني وانا عبدك ....... ) وهو أفضل الصيغ واعظمها ..



شرح سيد الاستغفار ..

( اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي، لاَ إِلَهَ إلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ )
يقول شيخنا عبدالرزاق البدر - حفظه الله - ... وعندما نقف على معاني الحديث وما اشتمل عليه من الأمور الجامعة في الدُّعاء والخضوع والتَّذلُّل والانكسار والفقر والاعتراف بفضلِ الله ونعمته وأنَّه لا يَغفِرُ الذُّنوبَ إلَّا هو ؛ نتبيَّن أنَّ هذه الصِّيغة المذكورة في هذا الحديث صيغة عظيمة جامعة استحقَّ أن يوصَف هذا الاستغفار بأنَّه سيِّد الاستغفار ، وصفه بذلك الرَّسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
(( اللَّهُمَّ )) هذه الكلمة معناها بالاتِّفاق : أي يا الله .. يقول ابن القيِّم رحمه الله تعالى: « ولا خلاف أنَّ لفظة "اللَّهمَّ" معناه: يا الله ؛ ولهذا لا تُستعمل إلَّا في الطَّلب ، فلا يُقال: اللَّهمَّ غفور رحيم ، بل يُقال: اللَّهمَّ اغفر لي وارحمني ».
(( لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ )) الاعترافُ والإقرارُ لله بالألوهيَّة ، التلفظ بالشهادة « لا إله إلَّا الله » . وهذه الكلمة العظيمة الَّتي بُدئ بها هذا الحديث هي الَّتي خُلقت من أجلها الخليقةُ ، وقامت لأجلِها السَّماوات والأرض، وخُلقت الجنَّة والنَّار، وانقسم النَّاس إلى قسمين: أهل سَعادة وأهل شَقاوة، أهل جنَّة وأهل نار ، فأهل هذه الكلمة هم أهل الجنَّة ، وتاركوها هم أهل النَّار ، فبُدِئَ هذا الحديث بهذه الكلمة العظيمة الَّذي هذا شأنُها .

[زهور 1431]

(( اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ )) في هذا الجمع بين التَّوحيدين : توحيد المعرفة والإثبات ، وتوحيد الإرادة والطَّلب .. وهما التَّوحيد الَّذي أُمِرْنَا بتحقيقه والإتيان به وتكميلِه ..
§ أمَّا توحيد المعرفة والإثبات : فهو متعلِّق بالإقرار بربوبيَّة الله والاعترافِ بأنَّه الخالق الرَّزاق المنعِم المتصرِّف المدبِّر لشؤون خلقِه كلِّها ، والإقرار كذلك بأسمائه وصفاته الواردة في كتاب الله وسنَّة نبيِّه صلى الله عليه وسلم , فهذا النوع من التوحيد يشمل توحيد الرُّبوبيَّة وتوحيد الأسماء والصِّفات ؛ لأنَّ المطلوبَ في توحيد الرُّبوبيَّة وتوحيد الأسماء والصِّفات الاعترافُ والإقرارُ لله بذلك ، الاعترافُ له بالرُّبوبيَّة ؛ توحيد الله بأفعاله، كالخلق والرَّزق والإنعام والإحياء والإماتَة والتَّصرُّف ونحو ذلك ، والاعتراف له بأسمائه الحسنى وصفاته العُليا...
§ وأمَّا القسم الثَّاني فهو توحيد الإرادة والطَّلب : توحيد العبادة ، إخلاص العبادة كلِّها لله وحده .
فهذا الحديث جمع بين هذين التَّوحيدين، فقوله: (( اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي )) ثمَّ قولُه ((خَلَقْتَنِي)) هذا توحيد المعرفة والإثبات ؛ الإقرار لله بالرُّبوبيَّة وأنَّه وحده الخالق لا خالق إلَّا الله ، وقوله ((لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ)) ثمَّ قولُه: ((وَأَنَا عَبْدُكَ )) هذا توحيد الإرادة والطَّلب ، إخلاص الدِّين لله سبحانه وتعالى ؛ فبُدأ هذا الدُّعاء بالجمع بين هذين التَّوحيدَيْن اللَّذَيْن هما أصل الأصول وأهمُّ الأصول ,,
(( خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ )) دلالةٌ على مسألة يذكرها أهلُ العلمِ وهي : أنَّ توحيد الرُّبوبيَّة يستدل به على توحيد الألوهيَّة ، إذا أقرَّ العبد بأنَّه لا خالق إلَّا الله فعليه ألَّا يَعبُدَ إلَّا الله ، فكما أنَّه لا شريكَ له في الخَلق فلا شريك له في العبادة ، ولهذا قال في الحديث : (( خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ )) ؛ كما أنَّه لا خالق لي غيرُك فلا معبود لي سواك ، لا خالق غير الله إذاً لا معبود بحق إلا الله ؛ لا نخضع ولا نذل لا ندعو ولا نستغيث إلا بالذي خلقنا وأوجدنا من العدم وهو الله وحده .
(( خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ )) فكما أنه لا خالق لي غيرك فلا أعبد سواك ؛ الاستدلال بتوحيد الربوبية على توحيد الألوهية؛ ولهذا يُعابُ مَن يدعو غير الله ويستغيث بغير الله بأنه يدعو مَنْ لا ينفعُه ولا يضرُّه ، ويَدَعُ الخالق الرَّازق النَّافع الضَّار المنعِم المتصرِّف في شؤون خلقِه كلِّها.
وعندما تنظر - وهذا واقعٌ مؤسفٌ – في حال بعضِ من ينتَمي إلى الإسلام في هذا الزَّمان تجده يقرُّ بأنَّه لا خالق إلَّا الله ، بل ويقول «لا إله إلَّا الله» !! ومع ذلك تجده عند الأضرحة والقبور - قبر البَدوي وقبر زينب ونَفيسة ونحو ذلك - يذبح وينذر ويستغيثُ ويدعو ويطلبُ ويسألُ وينكسرُ ويَذلُّ ، يقدِّم هذه العبادات لتلك القبور الَّتي لا تملك له ضرًّا ولا نفعًا ,,,
والَّذي يُدعَى ويُسأَل ويُستغاث به ويُتوكَّل عليه ويُعبَد هو الله وحده الخالق ؛ فهذه مسألةٌ نفيسة مسألةٌ عظيمة شريفة أرشدَ إليها هذا الحديثُ العظيم. ..
(( وأَنَا عَبْدُكَ )) ؛ الاعتراف لله بالعبوديَّة ، والخلق عبادُ الله .. ( عابدٌ لك ، مطيعٌ لك، مُمْتَثِلٌ أَمْرَكَ ، منقادٌ لشَرعك ) ..
(( وأنا على عهدك ووعدك ماستطعت )) , قال الخطابي : يريد أنا على ما عهدتك عليه وواعدتك من الإيمان بك وإخلاص الطاعة لك ما استطعت من ذلك . ويحتمل أن يريد أنا مقيم على ما عهدت إلي من أمرك ومتمسك به ومنتجز وعدك في المثوبة والأجر . واشتراط الاستطاعة في ذلك معناه الاعتراف بالعجز والقصور عن كنه الواجب من حقه تعالى . وقال ابن بطال : قوله " وأنا على عهدك ووعدك " يريد العهد الذي أخذه الله على عباده حيث أخرجهم أمثال الذر وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم فأقروا له بالربوبية وأذعنوا له بالوحدانية . وبالوعد ما قال على لسان نبيه " إن من مات لا يشرك بالله شيئا وأدى ما افترض عليه أن يدخله الجنة "
(( ماستطعت )) ‏إعلام لأمته أن أحدا لا يقدر على الإتيان بجميع ما يجب عليه لله . ولا الوفاء بكمال الطاعات والشكر على النعم , فرفق الله بعباده فلم يكلفهم من ذلك إلا وسعهم .
يقول بعضُ أهلِ العلم في قول النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث « مَا اسْتَطَعْتُ » : اشتراط الاستطاعة فيه الاعترافُ بالعَجز والقصورِ ؛ أنا لا أستطيع أن أكمِّلَ الإيمانَ وآتيَ به على أعلى مراتبِه وأَتَمِّ مقاماتِه ، أعترفُ بعَجزِي وقُصوري ما استطعت فلا تؤاخذني على عَجزي وضَعفي وقُصوري ,, ..
(( أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ بِذَنْبِي )) أعتَرفُ وأُقرُّ لك بنعمتك عليَّ بل بجميع نعمك علي ، وأعتَرف وأقرُّ بذنبي وكل معصية وقعت مني ,,
(( أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ بِذَنْبِي )) إشارةٌ إلى أمرٍ ذكره أهل العلم ؛ وهو أنَّ العبد في هذه الحياة في صباحِه ومسائه يتقلَّب بين أمرين : نعمةٌ حادثةٌ من الله سبحانه وتعالى وهي محتاجةٌ إلى شُكرٍ ، أو ذنبٍ يقع فيه لتَقصيره فهو محتاجٌ إلى استغفار ، فالحديث جمع بين الأمرين ، ولهذا قال بعض السَّلف: « إنِّي أُصْبِحُ بين نعمةٍ وذنبٍ، فأريدُ أن أُحْدِثَ للنِّعمة شكرًا ، وللذَّنب استغفارًا »..
(( فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ )) أنَّ مَن اعترف بذنبه وتابَ تابَ الله عليه مهما كان الذَّنب،
« فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » في هذا ,, الاعتراف بأنَّ الله وحده هو الَّذي يغفر الذُّنوب ، وهو الَّذي يقبل التَّوبةَ عن عباده ، فلهذا يتوجَّه العبدُ بالتَّوبة والاستغفار والإنابة وطلب العَفو يتوجه بذلك كله إلى الله وحده ، فإنَّه لا يغفر الذُّنوبَ إلَّا الله .
– فهذا الحديث العظيم قد اشتمل على معانٍ عظيمة استحقَّ بها أن يُوصَف بأنَّه سيِّد الاستغفار:

1ـ ففيه الإقرار لله وحده بالإلهيَّة والعبوديَّة .
2ـ وفيه الاعتراف بأنَّه الخالق.
3ـ وفيه الإقرار بالعَهد الَّذي أخذه الله على عباده.
4ـ وفيه الرَّجاء بما وعَدهم به .
5ـ وفيه الاستعاذة من شرِّ ما جنى على نفسه.
6ـ وفيه إضافةُ النِّعم إلى مُوجدها ومُسديها ؛ وهو الله وحده .
7ـ وفيه إضافةُ الذَّنب ووقوع الخطأ إلى نفسه.
8ـ وفيه رغبة العبد في المغفرة واعترافه بأنَّه لا يقدِر أحدٌ على ذلك إلَّا هو سبحانه..

شرح حديث سيد الاستغفار / الشيخ .. عبدالرزاق البدر – حفظه الله – بتصرف واختصار ..

[زهور 1431]

فـــــــــتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــاو ى


السؤال
ما هو دعاء سيد الاستغفار وما معنى (وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت)؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد
فقد ثبت في البخاري وأبي داود وغيرهما دعاء سيد الاستغفار؛ ولفظ البخاري: سيد الاستغفار: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، أعوذ بك من شر ما صنعت. إذا قال حين يمسي فمات دخل الجنة أو كان من أهل الجنة، وإذا قال حين يصبح فمات من يومه مثله. قال في عون المعبود شرح سنن أبي داود قوله: (وأنا على عهدك ووعدك) أي أنا مقيم على الوفاء بعهد الميثاق، وأنا موقن بوعدك يوم الحشر والتلاق (ما استطعت) أي بقدر طاقتي.
وفي فتح الباري: قال الخطابي: يريد أنا على ما عاهدتك عليه وواعدتك من الإيمان بك وإخلاص الطاعة لك ما استطعت.
وفيه أيضاً: واشتراط الاستطاعة في ذلك معناه الاعتراف بالعجز والقصور عن كنه الواجب من حقه تعالى (أبوء بنعمتك) أي أعترف بها وأقر وألتزم وأصله البواء ومعناه اللزوم (وأبوء بذنبي) أي أعترف أيضاً. انتهى.
والله أعلم.
اسلام ويب . مركزالفتوى .



حكم إبدال المرأة عبارة ( وأنا عبدك ) في دعاء سيد الاستغفار بـ ( وأنا أمتك ) ..
السؤال:
في دعاء سيد الاستغفار الذي ورد: ( اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك ) إلى آخر الدعاء، هل المرأة تستبدل عبارة أنا عبدك بعبارة أنا أمتك؟

الجواب: هذه اختلف فيها العلماء رحمهم الله، منهم من يقول: الأولى إبقاء الحديث على لفظه، فتقول المرأة: وأنا عبدك لأنها حقيقة عبد الله، فهي من عباد الله الصالحين إن كانت من الصالحات، ومنهم من قال: يراعى المعنى، فالمرأة تقول: وأنا أمتك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، وهذا أقرب إلى الصواب لأن إبقاء اللفظ وأنا عبدك يحتاج إلى تأويل، وأما وأنا أمتك فلا يحتاج إلى تأويل؛ لأنها حقيقة أمة الله عز وجل، ولهذا جاء في الحديث الصحيح: ( لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ).
من فتاوى ابن عثيمين رحمه الله تعالى .. فتاوى نور على الدرب ..



هل تقول المرأة في دعائها: وأنا عبدك؟

هل يصح للمرأة أن تقول ..(اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا أمتك .. أم وأنا عبدك)؟

الحمد لله
الأمر في هذا واسع ، فلها أن تدعو بما يناسبها (صيغة التأنيث) ، فتقول : وأنا أمتك , ولها أن تدعو بلفظ الدعاء الوارد ، لأنه وصف للشخص المتكلم ، والشخص يطلق على الذكر والأنثى.

وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عَنْ امْرَأَةٍ سَمِعَتْ فِي الْحَدِيثِ : (اللَّهُمَّ إنِّي عَبْدُك وَابْنُ عَبْدِك نَاصِيَتِي بِيَدِك) إلَى آخِرِهِ فَدَاوَمَتْ عَلَى هَذَا اللَّفْظِ فَقِيلَ لَهَا : قُولِي : اللَّهُمَّ إنِّي أَمَتُك بِنْتُ أَمَتِك إلَى آخِرِهِ . فَأَبَتْ إلَّا الْمُدَاوَمَةَ عَلَى اللَّفْظِ فَهَلْ هِيَ مُصِيبَةٌ أَمْ لَا ؟
الْجَوَابُ
فَأَجَابَ : "بَلْ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تَقُولَ : اللَّهُمَّ إنِّي أَمَتُك ، بِنْتُ عَبْدِك ، ابْنِ أَمَتِك ، فَهُوَ أَوْلَى وَأَحْسَنُ . وَإِنْ كَانَ قَوْلُهَا : عَبْدُك ابْنُ عَبْدِك لَهُ مَخْرَجٌ فِي الْعَرَبِيَّةِ كَلَفْظِ الزَّوْجِ [يعني : أن لفظ الزوج يطلق على الذكر والأنثى] وَاَللَّهُ أَعْلَمُ" انتهى.
"مجموع فتاوى ابن تيمية" (2/177) .
وقال ابن حجر الهيثمي رحمه الله في "الفتاوى الكبرى" (5/342) : "وتقول المرأة في سيد الاستغفار وما في معناه : وأنا أمتك بنت أمتك ، أو بنت عبدك ، ولو قالت : وأنا عبدك ، فله مخرج في العربية ، بتأويل شخص" انتهى .
وسئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى ، عن هذا ، فأجاب : "الأمر في هذا واسع ، إن شاء الله ، والأحسن أن تقول : اللهم إني أمتك ، وابنة عبدك ، وابنة أمتك . . . إلخ ، وهذا يكون أنسب وألصق بها ، ولو دعت باللفظ الذي جاء في الحديث لم يضر إن شاء الله لأنها وإن كانت أمة فهي عبد أيضا من عباد الله" انتهى .
"مجموع فتاوى ابن باز" (6/76) .
والله أعلم
الاسلام سؤال وجواب ..



الى اللقاء ومع درس اخر من دروس اذكار الصباح والمساء غدا ومع الغاليه ام ساره ..

أستودعكن الله ..

[ام سارة**]

بارك الله فيك ورزقك الفردوس الاعلى
شرح واف وقيم
نفع الله بك ولاحرمت الاجر ووفقك الله الى الخير