بدع عرفة
72 ـ الوقوف على جبل عرفة في اليوم الثامن ساعة من الزمن احتياطاً خشية الغلط في الهلال.
73 ـ إيقاد الشمع الكثير ليلة عرفة بمنى.
74 ـ الدعاء ليلة عرفة بعشر كلمات ألف مرة: سبحان الذي في السماء عرشه، سبحان الذي في الأرض موطئه، سبحان الذي في البحر سبيله... الخ.
75 ـ رحيلهم في اليوم الثامن من مكة إلى عرفة رحلة واحدة.
76 ـ الرحيل من منى إلى عرفة ليلاً.
77 ـ إيقاد النيران والشموع على جبل عرفات ليلة عرفة.
78 ـ الاغتسال ليوم عرفة.
79 ـ قوله إذا قرب من عرفات، ووقع بصره على جبل الرحمة: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.
80 ـ قصد الرواح إلى عرفات قبل دخول وقت الوقوف بانتصاف يوم عرفة.
81 ـ التهليل على عرفات مئة مرة، ثم قراءة سورة الإخلاص مئة مرة، ثم الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - يزيد في آخرها: وعلينا معهم مئة مرة.
82 ـ السكوت على عرفات وترك الدعاء.
83 ـ الصعود إلى جبل الرحمة في عرفات.
84 ـ دخول القبة التي على جبل الرحمة، ويسمونها: قبة آدم، والصلاة فيها، والطواف بها كطوافهم بالبيت.
85 ـ اعتقاد أن الله - تعالى -ينزل عشية عرفة على جمل أورق، يصافح الركبان، ويعانق المشاة.
86 ـ خطبة الإمام في عرفة خطبتين يفصل بينهما بجلسة كما في الجمعة.
87 ـ صلاة الظهر والعصر قبل الخطبة.
88 ـ الأذان للظهر والعصر في عرفة قبل أن ينتهي الخطيب من خطبته.
89 ـ قول الإمام لأهل مكة بعد فراغه من الصلاة في عرفة: أتموا صلاتكم فإنا قوم سفر.
90 ـ التطوع بين صلاة الظهر والعصر في عرفة.
91 ـ تعيين ذكر أو دعاء خاص بعرفة، كدعاء الخضر - عليه السلام - الذي أورده في (الإحياء) وأوله: (يا من لا يشغله شأن عن شأن، ولا سمع عن سمع...) وغيره من الأدعية، وبعضها يبلغ خمس صفحات من قياس كتابنا هذا!
92 ـ إفاضة البعض قبل غروب الشمس.
93 ـ ما استفاض على ألسنة العوام أن وقفة عرفة يوم الجمعة تعدل اثنتين وسبعين حجة!
94 ـ التعريف الذي يفعله بعض الناس من قصد الاجتماع عشية يوم عرفة في الجوامع، أو في مكان خارج البلد، فيدعون، ويذكرون، مع رفع الصوت الشديد، والخطب والأشعار، ويتشبهون بأهل عرفة.
بدع المزدلفة
95 ـ الإيضاع (الإسراع) وقت الدافع من عرفة إلى مزدلفة.
96 ـ الاغتسال للمبيت بمزدلفة.
97 ـ استحباب نزول الراكب؛ ليدخل مزدلفة ماشياً توقيراً للحرم.
98 ـ التزام الدعاء بقوله إذا بلغ مزدلفة: اللهم إن هذه مزدلفة جمعت فيها ألسنة مختلفة، نسألك حوائج مؤتنفة.. الخ ما في (الإحياء).
99 ـ ترك المبادرة إلى صلاة المغرب فور النزول في المزدلفة، والانشغال عن ذلك بلقط الحصى.
100 ـ صلاة سنة المغرب بين الصلاتين، أو جمعها إلى سنة العشاء والوتر بعد الفريضتين كما يقول الغزالي.
101 ـ زيادة الوقيد ليلة النحر و بالمشعر الحرام.
102 ـ إحياء هذه الليلة.
103 ـ الوقوف بالمزدلفة بدون بيات.
104 ـ التزام الدعاء إذا انتهى إلى المشعر الحرام بقوله: اللهم بحق المشعر الحرام، والبيت الحرام، والركن والمقام، أبلغ روح محمد منا التحية والسلام، وأدخلنا دار السلام يا ذا الجلال و الإكرام(10).
105 ـ قول الباجوري (318): ويسن أخذ الحصى الذي يرميه يوم النحر من المزدلفة وهي سبع والباقي من الجمرات تؤخذ من وادي محسِّر.
بدع الرمي
106 ـ الغسل لرمي الجمار.
107 ـ غسل الحصيات قبل الرمي.
108 ـ التسبيح أو غيره من الذكر مكان التكبير.
109 ـ الزيادة على التكبير قولهم: رغماً للشيطان وحزبه، اللهم اجعل حجي مبروراً، وسعيي مشكوراً، وذنبي مغفوراً، اللهم إيماناً بكتابك، واتباعاً لسنة نبيك.
110 ـ قول بعض المتأخرين: ويسن أن يقول مع كل حصاة عند الرمي: بسم الله، والله أكبر، صدق الله وعده... إلى قوله ( ولو كره الكافرون).
111 ـ التزام كيفيات معينة للرمي كقول بعضهم: يضع طرف إبهامه اليمنى على وسط السبابة، ويضع الحصاة على ظهر الإبهام كأنه عاقد سبعين فيرميها.
وقال آخر: يحلق سبابته ويضعها على مفصل إبهامه كأنه عاقد عشرة.
112 ـ تحديد موقف الرامي: أن يكون بينه وبين المرمى خمسة أذرع فصاعداً.
113 ـ رمي الجمرات بالنعال وغيرها.
بدع الذبح والحلق
114 ـ الرغبة عن ذبح الواجب من الهدي إلى التصدق بثمنه، بزعم أن لحمه يذهب في التراب لكثرته، ولا يستفيد منها إلا القليل! (11)
115 ـ ذبح بعضهم هدي التمتع بمكة قبل يوم النحر.
116 ـ البدء بالحلق بيسار رأس المحلوق.
117 ـ الاقتصار على حلق ربع الرأس.
118 ـ قول الغزالي في (الإحياء): والسنة أن يستقبل القبلة في الحق.
119 ـ الدعاء عند الحق بقوله: الحمد لله على ما هدانا، وأنعم علينا، اللهم هذه ناصيتي بيدك فتقبل مني،... الخ.
120 ـ الطواف بالمساجد التي عند الجمرات.
121 ـ استحباب صلاة العيد بمنى يوم النحر.
122 ـ ترك المتمتع السعي بعد طواف الإفاضة.
بدع متنوعة
123 ـ الاحتفال بكسوة الكعبة.
124 ـ كسوة مقام إبراهيم.
125 ـ رابط الخرق بالمقام والمنبر لقضاء الحاجات.
126 ـ كتابة الحجاج أسماءهم على عمد وحيطان الكعبة وتوصيتهم بعضهم بذلك.
127 ـ استباحتهم المرور بين يدي المصلي في المسجد الحرام ومقاومتهم للمصلي الذي يدفعهم.
128 ـ مناداتهم لمن حج بـ (الحاج).
129 ـ الخروج من مكة لعمرة تطوع.
130 ـ الخروج من المسجد الحرام بعد الطواف الوداع على القهقرى.
131 ـ تبييض بيت الحجاج بالبياض (الجير) ونقشه بالصور، وكتب اسم الحاج وتاريخ حجه عليه.
بدع الزيارة في المدينة المنورة
هذا، ولما كان من السنة شد الرحل إلى زيارة المسجد النبوي الكريم والمسجد الأقصى ـ أعاده الله إلى المسلمين قريباً ـ لما ورد في ذلك من الفضل والأجر وكان الناس عادة يزورونهما قبل الحج أو بعده، وكان الكثير منهم يرتكبون في سبيل ذلك العديد من المحدثات والبدع المعروفة عند أهل العلم، رأيت من تمام الفائدة أن أسرد ما وقفت عليه منها تبليغاً وتحذيراً، فأقول:
132 ـ قصد قبره - صلى الله عليه وسلم - بالسفر(12).
133 ـ إرسال العرائض مع الحجاج والزوار إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وتحميلهم سلامهم إليه.
134 ـ الاغتسال قبل دخول المدينة المنورة.
135 ـ القول إذا وقع بصره على حيطان المدينة: اللهم هذا حرم رسولك، فاجعله لي وقاية من النار، وأماناً من العذاب وسوء الحساب.
136 ـ القول عند دخول المدينة: بسم الله وعلى ملة رسول الله: ( رب أدخلني مدخل صدق * وأخرجني مخرج صدق * وأجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً).
137 ـ إبقاء القبر النبوي في مسجده.
138 ـ زيارة قبره - صلى الله عليه وسلم - قبل الصلاة في مسجده.
139 ـ استقبال بعضهم القبر بغاية الخشوع واضعاً يمينه على يساره كما يفعل في الصلاة، فريباً منه أو بعيداً عند دخول المسجد أو الخروج منه.
140 ـ قصد استقبال القبر أثناء الدعاء.
141 ـ قصد القبر للدعاء عنده رجاء الإجابة.
142 ـ التوسل به - صلى الله عليه وسلم - إلى الله في الدعاء.
143 ـ طلب الشفاعة وغيرها منه.
144 ـ قول ابن الحاج في (المدخل) (1 / 159) أن من الأدب:
أن لا يذكر حوائجه ومغفرة ذنوبه بلسانه عند زيارة قبره - صلى الله عليه وسلم - لأنه أعلم منه بحوائجه ومصالحه!!
145 ـ قوله أيضاً (1 / 264): لا فرق بين موته - عليه السلام - وحياته في مشاهدته لأمته، ومعرفته بأحوالهم ونياتهم، وتحسراتهم وخواطرهم!!
146 ـ وضعهم اليد تبركاً على شباك حُجْر قبره - صلى الله عليه وسلم - وحلف بعضهم بذلك بقوله: وحق الذي وضعت يدك شباكه، وقلت: الشفاعة يا رسول الله!!
147 ـ وتقبيل القبر أو استلامه أو ما يجاور القبر من عود ونحوه (13).
148 ـ التزام صورة خاصة في زيارته - صلى الله عليه وسلم -، وزيارة صاحبيه، والتقيد بسلام ودعاء خاص، مثل قول الغزالي: "يقف عند وجهه - صلى الله عليه وسلم - ويستدبر القبلة، ويستقبل جدار القبر.... ويقول: السلام عليك يا رسول الله..." فذكر سلاماً طويلاً، ثم صلاة ودعاء نحو ذلك في الطول قريباً من ثلاث صفحات(14).
149 ـ قصد الصلاة تجاه قبره.
150 ـ الجلوس عند القبر وحوله للتلاوة والذكر.
151 ـ قصد القبر النبوي للسلام عليه دبر كل صلاة(15).
152 ـ قصد أهل المدينة زيارة القبر النبوي كلما دخلوا المسجد أو خرجوا منه.
153 ـ رفع الصوت عقب الصلاة بقولهم: السلام عليك يا رسول الله.
154 ـ تبركهم بما يسقط مع المطر من قطع الدهان الأخضر من قبة القبر النبوي!
155 ـ تقربهم بأكل التمر الصيحاني في الروضة الشريفة بين المنبر والقبر.
156 ـ قطعهم من شعورهم، ورميها في القنديل الكبير القريب من التربية النبوية.
157 ـ مسح البعض بأيديهم النخلتين النحاسيتين الموضوعتين في المسجد غربي المنبر(16).
158 ـ التزام الكثيرين الصلاة في المسجد القديم وإعراضهم عن الصفوف الأولى التي في زيادة عمر وغيره.
159 ـ التزام زوار المدينة الإقامة فيها أسبوع حتى يتمكنوا من الصلاة في المسجد النبوي أربعين صلاة، لتكتب لهم براءة من النفاق، وبراءة من النار(17).
160 - قصد شيء من المساجد والمزارات التي بالمدينة وما حولها
بعد مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا مسجد قُباء.
161- تلقين من يعرفون بــ " المزوِّرين " جماعات الحجاج بعض الأذكار والأوراد عند الحجرة أو بعيداً عنها بالأصوات المرتفعة، وإعادة هؤلاء ما لُقنوا بأصوات أشد منها.
162- زيارة البقيع كل يوم، والصلاة في مسجد فاطمة - رضي الله عنها -.
163- تخصيص يوم الخميس لزيارة شهداء أحد.
164- ربط الخرق بالنافذة المطلة على أرض الشهداء.
165- التبرك بالاغتسال في البركة التي كانت بجانب قبورهم.
166- الخروج من المسجد النبوي على القهقرى عند الوداع.
بدع بيت المقدس
167 - قصد زيارة بيت المقدس مع الحج وقولهم: قدس الله حجتك.
168 - الطواف بقبة الصخرة تشبهاً بالطواف بالكعبة.
169 - تعظيم الصخرة بأي نوع من أنواع التعظيم، كالتمسح بها وتقبيلها، وسوق الغنم إليها لذبحها هناك، والتعريف بها عشية عرفة، والبناء عليها ن وغير ذلك.
170- زعمه أن هناك على الصخرة أثر قدم النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأثر عمامته، ومنهم من يظن أنه موضع قدم الرب - سبحانه وتعالى -.
171 - زيارتهم المكان الذي يزعمون أنه مهد عيسى - عليه السلام -.
172 - زعمهم أن هناك الصراط والميزان، وأن السور الذي يضرب به بين الجنة والنار هو ذلك الحائط المبني شرقي المسجد.
174 - تعظيم السلسلة أو موضعها.
175 - الصلاة عند قبر إبراهيم الخليل - عليه السلام -.
176 - الاجتماع في موسم الحج لإنشاد الغناء، والضرب بالدف في المسجد الأقصى.
وهذا آخر ما تيسر جمعه من بدع الحج والزيارة، أسأله- تبارك وتعالى -أن يجعل ذلك عوناً للمسلمين على اقتفاء أثر سيد المرسلين، والاهتداء بهديه.
و " سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك ".
======================
1) رده الله وسائر بلاد المسلمين إليهم، وألهمهم العمل بأحكام دينهم.
2) وهو مخرج في ((سلسلة الأحاديث الصحيحة)) (1620).
3) وقد قضي على هذه البدعة والحمد لله منذ سنين، ولكن لا يزال في مكانها البدعة التي بعدها، وفي الباجوري على ابن القاسم (1 / 41):
ويحرم التفرج على المحمل المعروف، وكسوة مقام إبراهيم ونحوه.
4) وهذا و الذي بعده من أخبث البدع لما فيه من الاحتيال على الشرع والتعرض للوقوع في الفحشاء كما لا يخفى.
5) أي ضريبة الجمارك.
6) وقد صح عن عمر - رضي الله عنه - أنه رأى الناس في حجته يبتدرون إلى مكان، فقال: ما هذا؟ فقيل: مسجد صلى فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: هكذا هلك أصحاب الكتاب، اتخذوا آثار أنبيائهم بيعاً، من عرضت له منكم فيها الصلاة فليصل، وإلا فلا يصل.
7) وهو فيما يبدو مسح الوجه والصدر باليدين على الوجه التصليب.
8) وإنما تحيته الطواف، ثم الصلاة خلف المقام كما تقدم عنه - صلى الله عليه وسلم - من فعله. وانظر القواعد النورانية لابن تيمية (101).
9) نعم قد صح منه موقوفاً على ابن مسعود وابن عمر: رب اغفر وارحم وأنت الأعز الأكرم كما تقدم (الفقرة 55 ص 28).
10) هذا الدعاء مع كونه محدثاً ففيه ما يخالف السنة، وهو التوسل إلى الله بحق المشعر الحرام والبيت....، وإنما يتوسل إليه - تعالى -بأسمائه وصفاته، وقد نص الحنفية على كراهية القول: اللهم إني أسألك بحق المشعر الحرام... الخ كما في حاشية ابن عابدين وغيرها وانظر كتابنا التوسل: أنواعه وأحكامه.
11) وهذا من أخبث البدع لما فيه من تعطيل الشرع المنصوص عليه في الكتاب والسنة بمجرد الرأي! مع أن المسؤول عن عدم الاستفادة التامة منها إنما هم الحجاج أنفسهم، لأنهم لا يلتزمون في الذبح توجيهات الشارع الحكيم كما هو مبين في (الأصل) (ص 87 ـ 88).
12) والسنة قصد المسجد؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد... )) الحديث، فإذا وصل إليه وصلي التحية زار قبره - صلى الله عليه وسلم -.
ويجب أن يُعلم أن شد الرحل لزيارة قبره - عليه الصلاة والسلام - وغيره شيء، والزيارة بدون شد الرحل شيء آخر، خلافاً لما شاع عند المتأخرين، وفيهم بعض الدكاترة، من الخلط بينهما، ونسبتهم إلى شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -خصوصاً، والسلفيين عموماً؛ أنهم ينكرون مشروعية زيارة قبر الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فهو إفك مبين. وراجع التفصيل إن شئت في ردنا على الدكتور البوطي الذي نشر تباعاً في مقالات متسلسلة في مجلة التمدن الإسلامية.
ثم صدرت في رسالة خاصة بعنوان: دفاع عن الحديث النبوي... ، وقد أعيد طبعها بالأوفست قريباً والحمد لله.
13) وقد أحسن الغزالي - رحمه الله تعالى -حين أنكر التقبيل المذكور، وقال (1 / 244): ((إنه عادة النصارى واليهود. فهل من معتبر؟!.
14) والمشروع هو: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا عمر، كما كان ابن عمر يفعل، فإن زاد شيئاً يسيراً مما يلهمه ولا يلتزمه، فلا بأس عليه إن شاء الله - تعالى -.
15) وهذا مع كونه بدعة وغلواً في الدين، ومخالفاً لقوله - عليه الصلاة والسلام -:
((لا تتخذوا قبري عيداً، وصلوا علي حيثما كنتم، فإن صلاتكم تبلغني))؛ فإنه سبب لتضييع سنن كثيرة، وفضائل غزيرة، ألا وهي الأذكار، والأوراد بعد السلام، فإنهم يتركونها ويبادرون إلى هذه البدعة. فرحم الله من قال: ما أحدثت بدعة إلا وأميتت سنة.
16) ولا فائدة مطلقاً من هاتين النخلتين، وإنما وضعتا للزينة، ولفتنة الناس، وقد أزيلتا أخيراً والحمد لله.
17) والحديث الوارد في ذلك ضعيف لا تقوم به حجة، وقد بينت علته في السلسلة الضعيفة ـ 364 فلا يجوز العمل به؛ لأنه تشريع، لا سيما وقد يتحرج من ذلك بعض الحجاج كما علمت ذلك بنفسي، ظناً منهم أن الوارد فيه ثابت صحيح، وقد تفوته بعض الصلوات فيه، فيقع في الحرج وقد أراحه الله منه.
وقد ذهب بعض الأفاضل إلى تقوية الحديث المشار إليه، اعتماداً منه على توثيق ابن حبان لأحد رواته المجهولين، وهذا التوثيق مما لا يعتد به أهل العلم بالجرح والتعديل، ومنهم الفاضل المشار إليه نفسه، كما صرح هو بذلك في رده على الشيخ الغماري في مجلة الجامعة السلفية التي تصدر في الهند. وراجع لهذا كتاب الشيخ عبد العزيز الربيعان في الرد عليه، فإنه قد أجاد فيه وأفاد، وبين فيه وهاء ما ذهب إليه من التقوية، وتناقضه في ذلك.
الشيخ محمد ناصر الدين الألبانى رحمه الله
مواقع النشر