أمي أو التعليم

[ارام]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الشيخ محمد العويد نود منك الإجابة على إستفسارنا أثابك الله ..

صديقتي فتاة تركت أسرتها ووالدتها المقيمة في إحدى القرى وذهبت للعيش عند أخوها رغبة في إكمال تعليمها الثانوي لكن عائلتها و أمها حاولوا إقناعها بعدم إكمال التعليم وبالمقابل حاولت توضيح أهمية التعليم ورغبتها في الإستمرار لكن عائلتها لاتولي العلم اهتماماً فهم يرون أن أهم ما يجب تعلمه أمور الدين وقد تعلمتها فلما الإستمرار !

وفي النهاية ذهبت الفتاة ورضخت العائلة لما حدث وهاهي توشك أن تكمل المرحلة الثانوية وتركت خلفها والدتها التي أصبحت تتحمل أعمال المنزل وحدها و التي طالما حاولت إقناعها بترك التعليم .

وهي الآن تطمح في إكمال التعليم الجامعي لتحقق حلمها ( أن تصبح معلمة)
لكنها تعاني من الحيرة فهل ترضي والدتها وتعاونها أم تكمل التعليم الذي قد يفيدها كثيراً في حياتها

وهل تعد آثمة لعدم تنفيذ رغبة أمها في الإكتفاء بالتعليم
وبماذا تنصحها


بارك الله فيك
ونفع بك

[الشيخ محمد العويد]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الحكم في مثل هذه المسائل يحتاج إلى معرفة ببعض التفاصيل حول الوضع القائم في الأسرة حتى يمكن رؤية المصالح والمفاسد والترجيح بينها ، وعلى كل حال فهناك أمور أود التنبيه عليها :
1- لا يشك أحد في أهمية طاعة الأم وأن طاعتها مقدمة على طاعة غيرها ، وأن صلاح المستقبل ونجاحه مربوط بصفة كبيرة بتحقيق رضاها ، حتى لو فات شيء من العلم أو شيء من أمور الدنيا .

2- أن كون العائلة لا تولي اهتماماً للعلم فهذا يحتاج إلى تأمل في حال العائلة ، لأنه لا يمكن الحكم على عائلة بأنها لا تولي للعلم أي اهتمام لمجرد أنهم لم يسمحوا لابنتهم السفر للدراسة ، فالسفر للفتاة وتغيير المنطقة عرضة لتغير الحياة لديها ، وكونها مع أخيها أيضاً فقط لا يطمئن العائلة كما لو كانت عندهم .

ومع أن الظروف الحالية تتيح للفتاة أن تتعلم وتشارك في التعليم ، وخصوصاً إذا كانت على قدر من الالتزام إلا أنني لا أستطيع إعطاء حكم جازم في الأمر ، فنصيحتي أن تحاول أن تشرح لأهلها الأمر فربما تقنعهم وربما يتبين لها أنهم على حق .
نسأل الله تعالى أن ييسر أمرها
والله أعلم