جاء محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم الي الكون بعد ان مهد له ربه تمهيدا كاملا , بأن بشر به النبيون - وذكر
الله سبحانه وتعالي صفاته في الكتب السماوية التي نزلت قبل القرآن ليعرفه اهل الكتاب فلا تكون لأحد يوم
القيامه حجة في ألا يؤمن به - لذلك كانت اوصاف الرسول موجودة في التوراة والانجيل .
كان علي بن ابي طالب هو الخليفة الرابع لرسول الله صلي الله عليه وسلم , واول من آمن به طفلا , وعندما بعث
الرسول عليا الي اهل اليمن ليدعوهم للآسلام - كان هناك احبار اليهود حاضرين مجلس القوم الذين كانوا يستمعون
الي كلام علي - فسأله حبر يهودي , صف لنا رسول الله ابا القاسم محمد بن عبد الله - وكان الحبر اليهودي ممسكا
بكتاب وكلما تحدث علي رضي الله عنه قلب اليهودي صفحات الكتاب كأنه يراجع الأوصاف التي ينطقها علي .
قال علي بن ابي طالب ( ان رسول الله صلي الله عليه وسلم ليس بالقصير ولا بالطويل البائن أي لم يكن يميل الي
القصر ولا زائد الطول بشكل لافت للنظر - وليس بالجعد القطط ولا بالسبط ,, الشعر الأسود ,, أي شعر الرسول كان
أسود اللون وسطا بين النعومة والتجعد - وكان ضخم الرأس مشرب لون حمرة أهدب الأشفار سلط الجبين , اي ان
رسول الله صلي الله عليه وسلم كان وجهه في لون الزهر ابيض يميل الي الاحمرار و رموش عينيه طويلة وجبهته
واسعة ناعمة .
ويقول علي رضي الله عنه _ ان رسول الله شئن الكفين والقدمين بعيد مابين المنكبين , اي ان عظام رسول الله
كانت ضخمة عند ملتقي العظام في الجسم , كالركبتين والمرفقين والمنكبين - وهذا دليل علي قوة البدن .
كما ان كفاه كانتا ضخمتين واصابعه قوية .
ويكمل علي رضي الله عنه الصورة فيقول : اذا مشي يتكفأ كأنما ينزل من صبب , لم أر قبله مثله ولم ار بعده
مثله , أي : أن الرسول عليه الصلاة والسلام عندما يسير كانت الأرض تنحدر أمامه خشوعا فيميل للأمام في سيره
وهنا سكت علي بن ابي طالب , فأكمل الحبر اليهودي الحديث من الكتاب الذي كان معه فقال :
ان رسول الله في عينيه حمرة , حسن اللحيه , حسن الفم , تام الأذنين , يقبل جميعا ويدبر جميعا .
فرد عليه علي بن ابي طالب ( هذه والله صفة رسول الله عليه الصلاة والسلام ).
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ( كان رسول الله صلي الله عليه وسلم أبيض , كأنما صيغ من فضة , رجل الشعر )
- وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم فخما ضخما يتلألأ وجهه كوجه القمر ليلة البدر , اذا سره شيء يمتليء
بشرا , ازج الحواجب اي دقيق الحواجب وبين الحاجبين فرق وفي هذا الفرق عرق يظهر اذا غضب رسول الله
من شيء وكان شديد سواد العينين واسع الفم سهل الخدين , مفلج الأسنان اي ان اسنانه مستوية بينها مسافات
قليلة دقيقة .
كما كان صلي الله عليه وسلم , عريض الدر مابين المنكبين عنقه في صفاء الفضة وفي ظهره خاتم النبوة الذي
تحدثت عنه الكتب السماوية السابقة للقرآن .
وكان رسول الله احسن الناس وجها واعظمهم خلقا , اذا جلس تكون كتفه اعلي من جميع الجالسين , واذا صافحه
احد امتلأت يد المصافح برائحة زكية كأنها العطر - فقد كان عرق رسول الله ازكي من العطر وكانت رائحة رسول الله
صلي الله عليه وسلم تسبقه الي اي مكان يذهب اليه- وقال مالك رضي الله عنه ( كنا نعرف رسول الله اذا اقبل
بطيب رائحته , فقد كانت رائحته الزكية تسبقه الي اي مكان , فاءذا جلس ملأت المكان .
وكان صلي الله عليه وسلم اذا تحدث اتم الكلمات حتي يفهمه من أمامه - وكان قليل الكلام , لايتكلم الا فيما يعنيه
ويؤلف قلوب من يلقاهم , ولا يفرق القلوب - ويتفقد اصحابه ويسأل عمن غاب عنهم - ولا يفضل احدا علي احد في
ولا يحب اهل النميمة ولا يسمح بالنفاق في مجلسه , ويجلس في المكان الذي ينتهي به وسط الناس , ويوزع
نظراته علي كل من يحضر مجلسه , حتي لا يظن احد أنه افضل من الآخرين .
اللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين ,,,,,,,,,,,,,,
منقول من كتاب السيرة النبوية - للشيخ محمد متولي الشعراوي - رحمه الله
مواقع النشر