بسم الله الرحمن الرحيم
كثيرا ما يحب الإنسان أن يبدأ صفحة جديدة في حياته ولكنه يقرن هذه البداية المرغوبة بموعد مع الأقدار المجهولة
وقد يقرنها بموسم معين أو مناسبة خاصة كعيد ميلاد أو غرة عام مثلا...
وهو في هذا التسويف يشعر بأن رافدا من روافد القوة المرموقة قد يجيء مع هذا الموعد فينشطه بعد خمول ويمنيه بعد إياس وهذا وهم فغن تجدد الحياة ينبع قبل كل شيء من داخل النفس .....
لا مكان لتريث إن الزمن قد يفد بعون يشد به أعصاب السائرين في طريق الحق أما إن يهب المقعد طاقة على الخطو أو الجري فذاك مستحيل ...
لاتعلق بناء حياتك على أمنية يلدها الغيب فإن هذا الإرجاء لن
يعود عليك بخير...
الحاضر القريب الماثل بين يديك ونفسك هذه التي بين جنبيك
والظروف الباسمة أو الكالحة التي تلتف حولك هي وحدها
الدعائم التي يتمخض عنها مستقبلك فلا مكان لإبطاء أو انتظار قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده في النهار ليتوب مسيء الليل...
ثم إن كل تأخير لإنفاذ منهاج تجدد به حياتك وتصلح به أعمالك لا يعني إلا إطالة الفترة الكابية التي تبغي الخلاص
منها وبقاءك مهزوما أمام نوازع الهوى والتفريط
بل قد يكون ذلك طريقا إلى انحدار اشد وهنا الطامة
والليل والنهار مطيتان فأحسنوا السير عليهما إلى الآخرة
واحذرو التسويف فإن الموت يأتي بغتة..
مواقع النشر