[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
ميلاد جديد
فى جزيرة نائية بعيدة عن الانظار..
تحيطها الاشجار..
من كل مكان ..
وتملئ سماؤها طيور تعزف الحان..
من صنع الرحمن ..
جلس ينظر للبحر متأملا ً متذكرا ً كيف كان وكيف اصبح الان..
فمنذ خمس سنوات كان الحال غير الحال والحياة غير الحياة
فكم كانت حياته منغمسة فى الشهوات والنزوات والمتع المحرمة
فكان ليله نهار ونهاره ليل ..
كان من رواد تلك النوادى الليلية .. يرتشف الخمر كما يرتشف الماء
ويبعثر امواله على الراقصات حتى طلوع الفجر.. –ولما لا وهو لم يتعب فى جمعهم فقد ولد وفى فمه معلقه من ذهب –
ويعود الى بيته فاقد الوعى مستندا على حراسه
ويستيقظ ليبدأ نشاطه فى اصطياد
الفتيات الجميلات
وفى الليل يذهب مرة اخرى للنوادى الليلية
وهكذا.... كانت حياته تدور فى دائرة مغلقه
مليئة بالمعاصى والمجون
وذات يوم
دعته صحبة السوء للخروج معهم فى رحلة عبر البحر
فقبل دون تفكير حين علم انها مليئة بكل مالذ وطاب من فجور وخمور
واخذ يعد للرحلة
ويعد الايام
وجاء اليوم الموعود
والتقى الجمع على ظهر سفينة
واقلعت السفينة ....
وبدأت تتعالى اصوات الموسيقى و الغناء والرقص
وصاحت الضحكات وارتفعت اصوات الكؤوس
ولكن..... جاءت الرياح بما لم تشتهى السفن
ففى اثناء ذلك...
هبت العواصف وهاجت الامواج وأخذت تلطم السفينة وكأنها تعلن احتجاجها ورفضها
على ما يحدث فوقها من عربدة وانحلال
واصطدمت السفينة بصخرة كبيرة
وسرعان ماتحول الغناء الى صرخات مدويه
والضحك الى بكاء
وتعالت الصرخات والاستغاثات
يالله ... يارب
انقذنا
اغيثنا
وتحطمت السفينة
واصبح كل من على السفينة مبعثر فى الماء كأن عقدا بعثرت حباته كل حبه فى مكان
والامواج تهيج ويبتلعهم البحر فى جوفه
وبعد لحظات
سكت كل شئ
سكتت الاصوات والصرخات
وساد الصمت المكان
وهدئت العواصف و الامواج كأن شئ ما كان
وهذا صاحبنا فاقد الوعى تتلقفه الامواج
تاخذه موجة وتسلمه لاخرى
حتى جاء الصباح
وعاد اليه وعيه فاذا به يجد نفسه فى هذا المكان
وحيدا لا صاحب لامال
تحيطة الصخور والرمال
وطيور لا يعرف لها من قبل اشكال
اخذ يهرول يمينا وشمال
يصرخ... يسغيث
هل من مجيب هل من مغيث
ما من مجيب ولا مغيث
ومالبس ان اكتشف انه وحيدا فى هذا المكان الموحش
ماهذا المكان اين انا ؟ اين البشر؟؟؟
هكذا اخذ يتسأل . لكن ....مامن مجيب
اخذ يصرخ و يبكى لماذا يارب اتيت بى الى هنا
ولماذا تركتنى وحيدا هاهنا
لماذا لماذا ....
انهار... واعياه البكاء.
واخيرا...
استسلم ...
و كان فى كل ليلة يجلس ينتظر الموت
لكن الموت لم ياتى
حتى الموت ... حكمتك يارب
جلس يفكر فى مصيره و كيف سيعيش
واخذ يفكر فى ماحدث له وما حكمته
وادرك كم كان بعيييييداً عن الله
كم غرته الدنيا ولهته
لكن الان اين ماله اين حراسه اين جاهه
اين واين واين ؟؟؟
وظل يستغفر الله عما كان منه
وفكر كيف ان الله منحه فرصة لحياة جديدة نظيفة
وكأنه ولد من جديد
وكلما تذكر ماكان فيه وكيف انه كان من الممكن ان يلقى الله وهو على هذه الحالة يبكى ويزداد ندما وحسره... ويستغفر الله
ويحمده ان منحة هذه الفرصة
فادرك حكمة الله ونعمته عليه
وبينما هو جالس وشريط الذكريات يمر بين عينيه
خمس سنوات مرت
يتذكرها لحظة لحظة
فاذا بريااااااح شديدة ... تحطم كل شئ فى طريقها
... حتى الكوخ الذى كان يحتمى به !!!!
فنظر الى السماء ... وقد ت ظهرت عليه علامات الدهشة ولسان حاله يقول لماذا مالحكمه ؟!
لكن سرعان مارجع لنفسه واستبدلت الدهشة بالرضا ...
واليقين بالله .. فقد تعلم ان كل شئ بقدر وان هناك حكمه لكل شئ لكن لا يعلمها الا الله
فحمد الله... واخذ يلملم الكوخ
وشرع فى بنائه مرة اخرى
واثناء ذلك
اذا به يسمع صوت
ماهذا الصوت؟؟؟
صوت طائرة .... ؟؟؟
لا
لا ليست حقيقة بل وهم صوره خيالى
لا... بل حقيقة
انها طائرة ... نعم طائرة
وبالفعل..... هبطت الطائرة
ونزل منها رجلين
وسألوه
من انت وما هذا المكان وما أتى بك الى هنا ؟؟؟
فقص لهم حكايته
وسألهم ما أتى بكم انتم الى هنا ؟؟؟
فقالو نحن كنا قد اخطأنا الطريق
وعندما هبت الرياح اضطررنا الى الهبوط فى هذا مكان
فنظر لهم مبتسما وقال
لا بل هو من ارسلكم لى .. بعد ان تعلمت الدرس ووعيته
قالو من ...؟؟؟
قال .... الله
وخرا ساجداً لله ...
واخذ يودع الجزيرة بعينيه
ثم ذهب معهم .
النهاية
شكرا جزيلا لكم [/align]
مواقع النشر