..على لسان طفلةٍ فقدت أمها ..

أماه..

يا شمعة حياتي .. ويا أجمل ما رأته عيناي ..

يا بهجة أملي .. ويا بلسماً لكل آلامي ..

ها قد رحلتِ .. رحلت عن هذه الدنيا وتركتني بمفردي .. بداخلي كلام كثير أريد أن أقوله و لكن ؟؟!!!!.

لا أدري ماذا أقول ؟ ولا أدري بماذا أبدأ ؟؟
قلبي يتفطر حزناً وألماً على فراقك، ومشاعرُ الحزنِ ونار الفراق لم تضطرم بعد ألماً على رحيلك ..

منزلنا أصبح ليس له طعمٌ بدونك .. تسوده الوحشة والظلمة والكآبة ..

أوقن بأن الموت حق على كل إنسان، وراضيةٌ تمام الرضا بأن هذا مما قدره الله علينا ولا مفر لنا منه، والحمد لله الذي لا يحمد على مكروهٍ سواه ، لكن ماذا عساي أن أفعل؟ فصورتك لم تغب عن عيناي منذ أن ذهبت وكأنك واقفة أمامي.

كل زاوية في المنزل تذكرني بك ، وصوتك الحنون ما زال صداه يرن داخل أذني ، وحنانك الذي يشعرني بالدفء والأمان..

كنت لي كمدرسةٍ تعلمت منها أشياء كثيرة أفادتني في حياتي .. وكم نهلت من معين نبع علمك الصافي ..

لكم جلسنا سوياً نتسامر ونتحدث مع بعضنا ، كنت أشعر بلذةٍ لا تساويها لذة حينما أجلس معك لأستمع لقصصك وحكاياتك لأيام ماضيك الرائع التي لا يمل منها أبداً ..

أمي الغالية ..

منذ أن رحلت تراكمت بداخلي كلمات كثيرة وأحاديث لا أدري لمن أقولها بعدك ، ولا أدري لمن أفضي بها الآن بعد أن كنت أحدثك بكل ما يدور في نفسي وأصارحك بكل ما أشعر به ..

كم من المحن والعقبات واجهتني بها بعد وفاتك ولا أدري أستشير من أو آخذ برأي من؟ فالكل ينظر لي بنظرات العطف والشفقة والحيرة.

لكم أحسست بالوحدة بعد ذهابك عني وكأنه ليس هناك أحد يسكن معي في هذا المنزل على العكس عندما كنت على قيد حياتك فكنت أشعر بأني أميرة في هذه الحياة والكل يأتيني ويحدثني.

أماه ..لا زلت أذكر نظرات الوداع الأخيرة التي نظرتها إلى وجهك الوضاء فهي ما تزال منقوشة في ذاكرتي ، وتفاصيل اللحظات الأخيرة لازلت أتذكرها تماماً حتى أدقها، فقد كانت بالفعل لحظات لا تنسى.

أمي الحبيبة..

ثقي تماماً بأن لساني سيظل يلهج بالدعاء لك مادمتُ حية ، وسأدعو لك في كل سجدة أسجدها لله عز وجل لأكون بإذن الله تلك الابنة الصالح الذي يدعو لك بعد رحيلك.

وأخيرا أماه أسأل ربي عز وجل بأن يجمعني بك في جناته ، هناك حيث لا تعب ولا نصب ، ولا هم ولا غم ، حيث السعادة الأبدية والنعيم الدائم ، فإلى اللقاء يا أمي . إلى اللقاء في جنات الخلود..............



........... *منقول * لخاطركم* ................