بســــــــــم الله الرحمن الرحيــــــــم
[align=center]أنا عضوه جديده""""
أتنمى أن ينال الموضوع إعجابكم.....
مـا مضـى فــات
يومك .. يومك
اترك المستقبل حتى يأتي
$ ما مضى فات ،،
تذكُّر الماضي والتفاعل معه واستحضاره ، والحزن لمآسيه حمقٌ وجنون ، وقتلٌ للإرادة وتبديد للحياة الحاضرة . إن ملف الماضي عند العقلاء يُطوى ولايُروى ، يُغلق عليه أبداً في زنزانة النسيان ، يُقيد بحبالٍ قوية في سجن الإهمال ، فلا يخرج أبداً ، ويُصد عليه فلا يرى النور ؛ لأنه مضى وانتهى ، لا الحزنُ يعيده ، ولا الهمُّ يُصلحه ، ولا الغمُّ يُصححه ، ولا الكدر يُحييه ؛ لأنه عدم .. لا تعش في كابوس الماضي ، وتحت مظلة الفائت ، أنقذ نفسك من شبح الماضي ، ..........
أتريد أن تَردّ النهر إلى مَصبِّه ّّ!؟
والشمس إلى مطلعها !؟
والطفل إلى بطن أمه !؟
واللبن إلى الثدي !؟
والدمعة إلى العين !؟
إن تفاعلك مع الماضي ، وقلقك منه واحتراقك بناره ، وانطراحك على أعتابه ، وضعٌ مأساويٌّ رهيب مخيف مفزع .
القراءة في دفتر الماضي ضياعٌ للحاضر ، وتمزيقٌ للجهد ، ونسفٌ للساعة الراهنة . ذكر الله الأمم وما فعلت ، ثم قال : { تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ .... 134} [ البقرة ] انتهى الأمر وقُضي ، ولا طائل من تشريح جثة الزمان ، وإعادة عجلة التاريخ .
إن الذي يعود للماضي ، كالذي يطحن الطحين وهو مطحون أصلاً ، وكالذي ينشر نشارة الخشب . وقديماً قالوا لمَن يبكي على الماضي : لا تُخرج الأموات من قبورهم ، وقد ذكر من يتحدث على ألسنة البهائم أنهم قالوا للحمال : لِم لا تجترُّ ؟ قال : أكره الكذب .
إن بلاءنا أننا نعجز عن حاضرنا ونشتغل بماضينا ، نُهمل قصورنا الجميلة ، ونندب الأطلال البالية ، ولئن اجتمعت الإنس والجن على إعادة ما مضى لما استطاعوا ؛ لأن هذا هو المحال بعينه .
إن الناس لا ينظرون إلى الوراء ولا يلتفتون إلى الخلف ؛ لأن الريح تتجه إلى الأمام والماء ينحدر إلى الأمام ، والقافلة تسير إلى الأمام ، فلا تخالف سنة الحياة .
$ يومك يومك ,,
إذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، اليوم فحسب ستعيش ، فلا أمسُ الذي ذهب بخيرهِ وشرهِ ، ولا الغد الذي لم يأت إلى الآن . اليوم الذي أظلتكَ شمسه ، وأدرككَ نهارُه هو يومك فحسب ، عمرك يومٌ واحدٌ ، فاجعل في خلدِك العيش لهذا اليوم وكأنك وُلدت فيه وتموت فيه ، حينها لا تتعثر حينها حياتك بين هاجس الماضي وهمَّه وغمِّه ، وبين توقع المستقبل وشبحه المخيف وزحفه المرعب ، لليوم فقط اصرف تركيزك واهتمامك وإبداعك وكدّك وجِدّك ، فلهذا اليوم لابد أن تقدم صلاةً خاشعةً ، وتلاوةً بتدبرٍ ، واطلاعاً بتأملٍ ، وذكراً بحضورٍ ، واتزاناً في الأمور ، وحُسناً في خلقِ ، ورضاً بالمقسومِ ، واهتماماً بالمظهرِ ، واعتناءً بالجسمِ ، ونفعاً للآخرين .
لليوم هذا الذي أنت فيه فتقسِّم ساعاته وتجعل من دقائقهِ سنوات ، ومن ثوانيهِ شهوراً ، تزرع فيه الخير ، تُسدي فيه الجميل ، تستغفر فيه من الذنب ، تذكر فيه الرب ، تتهيأُ للرحيل ، تعيش هذا اليوم فرَحاً وسروراً ، وأمناً وسكينةً ، ترضى فيه برزقِك ، بزوجتك ، بأطفالك ، بوظيفتك ، ببيتك ، بعملك ، بمستواك { فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ 144} [ الأعراف ] تعيش هذا اليوم بلا حزنٍ ولا انزعاج ، ولا سخطٍ ولا حقدٍ ، ولا حسدٍ .
إن عليك أن تكتب على لوحِ قلبك عبارةً واحدةً تجعلها أيضاً على مكتبك تقول : ( يومُك يومُك ) . إذا أكلت خبزاً حاراً شهياً هذا اليوم فهل يضرك خبز الأمس الجاف الرديء ، أو خبز غدٍ الغائب المنتظر ..!
إذا شربت ماءً عذباً زلالاً هذا اليوم ، فلماذا تحزنُ من ماء أمسٍ الملح الأجاج ، أو تهتم لماء غدٍ الآسنِ الحار ..!
إنك لو صدقت مع نفسك بإرادة فولاذية صارمة عارمة لأخضعتها لنظرية : ( لن أعيش إلا هذا اليوم ) . حينها تستغل كل لحظة في هذا اليوم في بناء كيانك ، وتنمية مواهبك ، وتزكية عملك ، فتقول : لليوم فقط أُهذِّب ألفاظي فلا أنطق هُجراً أو فُحشاً ، أو سباً أو غيبةً . لليوم فقط أرتب بيتي ومكتبي ، فلا ارتباك ولا بعثرة ، وإنما نظامٌ ورتابةُ . لليوم فقط سوف أعيش فأعتني بنظافةِ جسمي ، وتحسين مظهري ، والاهتمام بهندامي ، والاتزانِ في مشيتي وكلامي وحركاتي .
لليوم فقط سأعيش فأجتهد في طاعة ربي ، وتأدية صلاتي على أكمل وجه ، والتزود بالنوافل ، وتعاهد مصحفي ، والنظر في كُتُبي ، وحفظ فائدةٍ ، ومطالعةِ كتابٍ نافعٍ .
لليوم فقط سأعيش فأغرسُ في قلبي الفضيلة ، وأجتثُّ منه شجرةُ الشر بغصونها الشائكة ، من كبر وعُجبٍ ورياءٍ وحسدٍ وحقدٍ وغلٍ وسوء ظنٍ .
لليوم فقط سوف أعيش فأنفع الآخرين ، وأُسدي الجميل إلى الغير ، أعودً مريضاً ، أشيِّع جنازةً ، أدلُّ حيراناً ، أُطعم جائعاً ، أفرج عن مكروبٍ ، أقف مع مظلومٍ ، أشفع لضعيفٍ ، أواسي منكوباً ، أُكرم عالماً ، أرحم صغيراً ، أُجلُّ كبيراً .
لليم فقط سأعيش ؛ فيا ماضٍ ذهب وانتهى اغرب كشمسك ، فلن أبكي عليك ، ولن تراني أقف لأتذكرك لحظةًً ؛ لأنك تركتنا وهجرتنا وارتحلت عنّا ولن تعود إلينا أبد الآبدين .
ويا مستقبل أنت في عالمِ الغيب فلن أتعامل مع الأحلام ، ولن أبيع نفسي مع الأوهام ، ولن أتعجل ميلاد مفقودٍِ .
يومُك يومُك / أيها الإنسان أ روع كلمةٍ في قاموس السعادة لمَن أراد الحياة في أبهى صورها ، وأجمل حُللها .
م ن ق و ل .....[/align]
مواقع النشر