[ALIGN=CENTER]انتَ وهؤلاء [/ALIGN]
[ALIGN=CENTER] ما أعظمك أيها المسجى ، وما أزكى ذاك الشذا الذي يفوح من بقايا جسدك ، شذا المسك الذي أحتار قاتلوك في كنهه ، فمضوا يتأولون الأسباب ، ويخترعونها ، وما دروا أنك أكرم إنسان ، نَدُر مثلك في الوجود ، ندر من يقدم روحه رخيصة لأجل عقيدته ، ويبيع نفسه سهلة لأجل جنة عالية .
أيها المجرمون .. والله إنكم لأضعف من أن تزيلوا عقيدته ، وأجبن من أن تقفوا أمام صامد مثله ، ولكنكم – وبمنتهى السخرية – أغبياء ، نعم أغبياء ، تعيشون لتأكلوا ، وتجتهدون لتجمعوا ، وأنتم نائمون في كهفكم ، غافلون عن مرجع أجسادكم ، لا تظنوا أن ثيابه الرثة ، وماله القليل ، مبعثاً لحزنه أو همه ، فهو أسعد إنسان.
لا تحسبوا أن سلاحه القديم ، عاجزاً عن ردكم ، فهو أقوى سلاح حمله إنسان .
أيها المتحضرون القتلة ... ماذا فعلت لكم أموالكم المكدسة في مصارفكم ؟ ماذا صنعت لكم ملابسكم البذخة ؟ ما نتيجة أسلحتكم المدمرة ؟
أموالكم سبب انتحاركم ، وملابسكم سبب اختناقكم ، وأسلحتكم سبب فناءكم .
أما هذا البطل المسجى ، فإن سلاحه إيمانه ، ولباسه دينه ، وماله عقيدته .. فهل يقدر أحد على النيل منه ؟ ... حتى وإن نلتم منه أو قتلتموه ، فلتعلموا أنه يُحـلِّـق في الجنات كيف يشاء ..قد بُدِلت ثيابه إلى حرير وديباج .. وألُبِس أسورة الذهب والفضة .. و زُوِجَ حورّية تخلب الألباب بجمالها .. فمن المنتصر إذن ؟
مَنْ لُطِّخَت يداه بدماء الأبرياء ، وشُوِّهَتْ سيرته بمجازر الأتقياء .. ونهايته جثة سوداء منتنة .. ومأواه نار سوداء محرقة
أم ذاك الذي زُخّرِفت كفيه بحمل القرآن .. وجُـمِلَت سيرته بمشاهد الإيمان .. وخاتمته جسد مُنَوّرٌ مِسكّي .. ومثواه جنة فيحاء ورياض خضراء وسرور ونعيم مقيم .... حقاً هذا هو الفوز العظيم .
فيا كل إنسان أترغب بنفسك عن منزلة الجنان ، وتبخل بروحك ومالك على دين الإسلام .. إن كنت كذلك فلا تبخل بالدعاء .[/ALIGN]
مواقع النشر