لو كنتَ في سباق مع الرفاق ، وبلغ السباق أشدَّه وقارب منتهاه ..
ورأيت غيرك قد سبقك ، ويوشك أن يبلغ النهاية وخطاك تتعثر بك
والفتور يدب في أوصالك .. ثم نظرت أخرى للوراء
فإذ بالذين خلفك يهرولون إليك ليسبقوك ويخلفوك وراء ظهورهم
تتجرع حسرة السباق وفوز الرفاق ..
سيكون همُّك في هذه اللحظات ، أن تسبق من أمامك
وأن لا يسبقك من وراءك !
ولو كانت الهزيمة ، فلا تسل عن الآلام والكربات التي ستعاني
منها أبد الدهر ، وربما طيلة العمر ، وهذا في العرض الزائل
والمتاع المنقطع
فكيف بالسباق إلى جنة عرضها السماوات والأرض ؟!
سباق يُبلِّغك رضوان الله وجنته وسيصلك بمولاك
فتحل عليك محبته ومودته ، ونعيم قربه ، وبرد رضاه ..
إذا فهلمَّ إلى سباق الآخرة ، وأحذر أن تتوانى فتخسر !
أو تتراجع فتتأخر فتحرم الرضا في يوم الهول الأكبر ..
والأمر يسير على من يسَّره الله عليه .. وإليك هو :
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء الفقراءُ إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فقالوا :
ذهبَ أهل ُ الدُّثورِ مِنَ الأموالِ بالدَّرجاتِ العُلى والنَّعيمِ المُقيم !!
يُصلُّونَ كما نُصلِّي ، ويصومون كما نصومُ ، ولهم فضل
ُ أموالٍ يَحُجُّونَ بها ويعتمرون ، ويجاهدونَ ويتصدَّقون ..
فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" ألا أُحدِّثُكم بما إن أخذتُم أدركتم من سبقَكم
ولم يُدرِككم أحدٌ بعدَكم وكنتم خيرَ مَن أنتم بين ظَهرانيهِ
إلاّ من عمل مِثلَهُ ؟
تُسبِّحون وتحمدونَ وتُكبرون خلفَ كلِّ صلاةٍ ثلاثاً وثلاثين "
وفي رواية ، قال لهم :
" أفلا أُخبرُكُم بأمرٍ تُدركُونَ به من كان قبلَكُم وتسبقون
من جاء بعدَكُم ، ولا يأتي أحدٌ بمثل ما جئتُم به إلاَّ
من جاءَ بمثلِه ِ؟
تُسبِّحونَ في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ عشراً وتحمدون عشراً وتُكبِّرونَ عشراً "
فلا يشغلك عنها شيء ، لتدرك من سبقك ، وتسبق من لحق بك
ولتأتي بما يسرُّك أن تراه يوم لقاء الله تعالى ..
منقول
مواقع النشر