هذه قصة لمرأة مؤمنة لقد زنت وغفلت عن رقابة الله للحظات لأن حرارة الإيمان، وخوفها من الرحمـن أشعلت قلبها وصم، وأقضت مضجعها فلم يهدى بالها ولم يقر قرارها
عصيت ربي وهو يراني كيف ألقاه وقد نهاني
.(ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا)حر المعصية تأجج نارا في قلبها، وأقلقها كبر الكبيرة في عينها، وقبح الفاحشة يستعر في صدرها حتى لم تقتنع بالتوبة بينها وبين ربها فقالت: أصبت حدا فطهرني..عجبا لها ولشأنها؟؟
هي محصنة وتعلم أن الرجم بالحجارة حتى الموت هو حدها، فينصرف عنها الحبيب- صلى الله عليه وسلم- يمنةً ويسرى ويردها، والغد تـأتي لتقدم له الدليل على فعلها، لم تردني؟ لم تردني؟ لعلك أنتا ردني كما رددت "ماعزا" فوا لله إني لحبلا من الزنا، فقال لها: أذهبي حتى تلدي، فيا عجبا لأمرها تمضي الشهور والشهور ولم تخمد النار في قلبها فاتت بالصبي في خرقه، تتعجل أمرها، ها قد ولدته فطهرني، عجباً لها؟؟. قال اذهبي فارضعيه حتى تفطميه...وآه لها سنة..سنتان، ولم يطفئ حرها، فلما فطمته أتت بالصبي وفي يده كسرة خبز دليل لها، وقالت: فطمته واكل الطعام برهانها، فدفع الصبي إلى رجل من المسلمين، ثم أمر بها فحفر لها إلى صدرها وأمر الناس برجمها، فيقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى رأسها فنضخ الدم على وجه خالد فسبها، فسمع نبي الله- صلى الله عليه وسلم- سبه غياها فقال: مهلاً يا خالد فالذي نفس محمداً بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكسل لغفر له، ثم أمر بها فصلى عليها ودفنت
أفلا نعجب من حالها؟؟؟ حولين كاملين وحوار المعصية تلسع فؤادها، وتحرق قلبها، وتعذب ضميرها، فهنيئاً لها، إنه الخوف من ربها. وهكذا فلتكن العزيمة والإصرار على التوبة الصادقة
إذا لم يرد المرء عن فعل منكر حياءٌ ولم يردعه عنه يقين
فقد ضاع حتى لو بدا منه مظهرٌ جميلٌ ولو تاقت إليه عيون
يرد يدي عن بطشها خوف ربها ويمنع نفسي إن تخادع دينُ
مواقع النشر