الدور الأول.. في أحد ممرات المستشفى .. قسم الجراحة العامة.. هناك في نهاية الممر الطويل تقف امرأة .. تسمع صوت نبضات قلبها بقوة وكأنها تصارع للخروج .. نقابها قد قد امتلأ بدموع ذرفت من اعين حائرة تنتظر خبراً يسكن ضجيج روحها المنكسرة ..
يرن جرس الجوال ترتبك .. تحاول استعادة تماسكها .. تأخذ نفساً عميقاً قبل أن ترد .. وتبلع عبرات قد خنقتها ..
## آلو ؟؟
# أهلاً
## طمئنينا... هل خرج أحد من العمليات ؟؟؟
# تتدافع عبراتها المخنوقة فتحاول جاهدة كتمانها وقد تمرد الكثير ... لا ... لكن خيراً ان شاء الله
##أنت اكيدة ان الله معك فلا تجزعي وتوجهي له بالدعاء اتحتاجين اي شئ ألا تريدين العوده للمنزل فلا داعي لوجودك
# مقاطعة لا .. لن ارتاح الا وأنا بجانبها .
## كما تشائين فقط اسمعينا الأخبار الطيبة والله معكما
# شكراً ..
ترفع بصرها عالياً وتديره في ارجاء المكان محاولة الانشغال فتتوقف عيناها وتجهش بالبكاء حينما تتوقف عيناها عند لوحة (( غرفة العمليات )) وتجلس متهالكة وترفع يديها قائلة :
اللهم انك تعلم من هي بالنسبة لي
اللهم انك تعلم انها الفرحة الأولى التي لم تكتمل فلا تحرمني اياها يااااااااااااااااااااااااااارب
اللهم اللهم اللهم ..................................
توقف نبض قلبها لوهلة حينما سمعت صوت الباب يفتح ليخرج الطبيب
--أما زلت هنا؟؟ العملية نجحت بفضل الله وسننقلها الآن للعناية لمتابعة حالتها الأمل كبيييير لا تقلقي
+ هل ستسمح لي برؤيتها؟؟
--لن تخرج الآن.. سننتظر حتى تفيق
استجاب لها الطبيب بعد أن رأى شدة لهفتها وقال حسناً .. ولكن بضع ثوانٍ قليلة
ها قد عاد قلبها يضج من جديد .. وقفت متصلبة حينما رأتها داخل حضانة موصولة بأجهزة وهي نائمة لا تستطيع حتى لمسها فانفجرت باكية دون أن يسمعها أحد لكنها ترتعش وهي مطبقة على فمها محاولة إسكات آآآآآآآآآهاتها ... ونقابها يرتفع عن وجهها ويعود مع شدة زفراتها ..
خرجت بعد أن قبلتها دون أن تلامس قبلتها وجنة زهرتها الصغيرة ذات الأربعة أعوام لا... بل الأربعة أيام فقد ولدت بمشكلة نادرة في الأمعاء استدعت تدخل جراحي والله اعلم بحالها خلال الاربعة ايام السابقة والألم الذي استوطن قلبها تللك الأيام
حاولت تهدئة نفسها بالاحتساب فشعرت بلذة الألم
وبعد أيام وأيام من كفاح مع الألم وهي مابين فرح وألم خرجت ابنتها لتسكن حضن والدتها التي تاقت لذلك كثيييراً
اليوم كان كل ذلك مجرد ذكرى مؤلمة ودموع لألم سكنها سابقاً
لكنه أشد ألماً مع دموع تناثرت على زجاج العناية المركزة وهي تنظر لطفلها الثاني الي يعاني مما عانته اخته سابقاً
هاهي تغمض عينيها وكأنها تتمنى أن يكون كل ذلك حلماً وقد جمعت يديها لصدرها لتمسك قلبها قبل ان يخرج قائلة:
اللهم ثبت قلبي وعقلي
اللهم ارزقني في ابتلاءي الصبر والثبات
انتهى
مواقع النشر