عمت الفوضى قاعدة الاجتماعات التي تترأسها ( سعيدة ) في ذلك المبنى الفاخر على طريق الملك فهد .. لتصرخ بأعلى صوتها ... بس نعنبوكم دجاج في عشه ... تونا جالسين ما بعد جت رئيسة مجلس الإدارة وأصواتكم واصلة آخر الشارع أنا متأكدة لو أطل مع الدريشه أبلقى الناس متجمهرة تحت تحسب في المبنى حريق وحنا نطلب استغاثة .
صمت الجميع وعيونهن منصبة عليها يتأملن أناقتها التي لا تمت للواقع بأي صلة لا من حيث اللبس الذي أنعدم فيه تناسق الألوان ويوحي بأنها ارتدته والإضاءة مغلقة ، هذا غير فرقة شعرها وجعلته منساب على كتفيها وكأنها لوحة السيدة المونليزا ولكن تختلف بلبسها نظارة مقعرة ذات إطار حمل ألوان الطيف .
قطعت سيدة ذلك الصمت بسؤالها .. مدري هل مدام ( سمر ) بتتأخر يا مدام ( سعيدة ) التفتت إليها هذه الأخيرة وهي تقول لها كل هالمكياج اللي في وجهي وما تدرين أني آنسه عمرك شفتي مدام تلقى وقت تحط مكياج ثقيل من صجة عيالها وحنة زوجها يا يغار عليها وإلا ينشب لها أن شافها متزينه ويقول .. وشوله تطلعين خل نسهر سوى .
وبينما هي تتحدث دخلت ( سمر ) إلى قاعة الاجتماعات وهي تتأفف وتقول .. آسفة على التأخير خلونا نبدى الاجتماع ... أخرجت بعض الأوراق من حقيبتها وهي تسعل قبل أن تتحدث .. بسم الله الرحمن الرحيم أحب أقولكم يا بنات أن هذا الاجتماع راح يشهد أول قناة عربية نسائية تختص بالنساء فقط من حيث الميك أب ، وبرامج الطبخ والمشاكل الأسرية وقمع دكتاتورية الرجل وإثبات للعالم العربي أن للمرأة دور فعال وتستطيع أن تنافس الرجل في المهام الإدارية والفكرية وكذلك تساهم في صنع القرار وتوجيه الدفة الحياة نحو طريق النجاح وهالشي أبي أثبته للمجتمع الذكوري النمرود بوجودكم معي من خلال نشاطكم وتفاعلكم .. وفي الختمام اللي عندها سؤال تتفضل .
رفعت ( سعيدة ) يدها وهي ترفع نظارتها بطرف أصبعها حتى تستقر على أنفها وهي تسأل .. أستاذة ( سمر ) فيه كلمة في سياق الحديث أشكلت علي اللي هي كلمة نمرود هل تعني ( نمر ) وإن كانت تعني النمر فأي نوع من النمور المخطط وإلا المنقط أتمنى التوضيح وشكرا .
رجعت ( سمر ) بظهرها على الكرسي وهي تتطلع إلى ( سعيدة ) التي تقدمت بوجهها ووضعت يدها تحت ذقنها متكئةً على الطاولة لتقول بكل برود .. بالله عليك يا ( سعيدة ) هذا سؤال يصدر من نائبة رئيسة مجلس الإدارة .. هذا تطرحينه في القناة الوثائقية حقت المجد مهوب هنا .. صمتت للحظات ثم استطردت قائلةً تدرين وش أتمنى هالحين .. أتمنى أني أدخن عشان تكون قدامي طفاية زقاير وانشبها بين عيونك ...
من جد مهوب معقول كيف ننجح ونواجه الرجل ونتفوق عليه دام هذا سؤالك .. تراجعت ( سعيدة ) وهي تبتسم وتقول بخجل .. روقي يا ( سمر ) معد بقى إلا تتفلين علي .. تجاهلتها وهي تنظر للحاضرات وتقول لهن .. كل واحده منكم عارفه عملها وأتمنى خلال ساعة تجيني قائمة بالبرامج الأولية والاقتراحات وياليت بعد كل وحده تبتكر لها فكرة برنامج وتقدمة على شكل دراسة وأنا أشوفه مع الأستاذة ( سعيدة ) ..
قاطعتها هذه الأخيرة بقولها أنا عندي فكرة برنامج ليش ما نسوي الكاميرا الخفية في المشاغل النسائية يعني نجي لوحده تطلب صبغة نحط على راسها دريم ويب ونقول غلطنا ونهبل فيها وآخر شي نقول لها معك الكاميرا الخفية وإلا نحط في عيونها بديكير على أنه مسكرة أول ما تتلحم وتبدى تصيح نقول معك الكاميرا الخفية بس هنا بنواجة مشكلة لما تتلحم عيونها كيف بتشوف الكاميرا لازم ندور فكرة مقلب ثاني غير هذا فكروا معي يا بنات ...
أخذت تتحدث وتصف و ( سمر ) تردد بصوت خافت اللهم طولك يا روح اللهم ألهمني الصبر من عندك .. يا ربي خذ روحها وفكني منها ما تسوى علي يوم شاركتها .
كانت تدعو و ( سعيدة ) مستمرة في اقتراحاتها إلى أن قاطعتها ( سمر ) وهي تجز على أسنانها أنا عندي فكرة برنامج أحسن وش رايك نقدم برنامج جرائم قتل وأول قضية وحدة مقتولة في قناة ... صمتت ( سعيدة ) واكتفت بمراقبة ( سمر ) وهي تصرف الموظفات حتى ضلت هي لوحدها معها لتقول لها بكل برود .. يا ( سعيدة ) مهوب معقول اللي تسوينة أنت لازم تثقلين لا تخليني أتحسف في يوم أني قبلت شراكتك معي .. وقفت ( سعيدة ) بسرعة ودارت عليها وهي تقول لا لا الله يخليك تراني بايعه كل ذهبي وحاطته في هالمشروع ..
تأففت ( سمر ) مرة أخرى وهي ترد عليها حتى طاري الذهب لا تجيبينه من سمعك قال اني مشاركة حرم الرميزان ترى كلها كم قطعة يا الله جابت مكتب السكرتيرة اللي برى .. المهم فكينا من هذا كله وقولي لي كيف أثبت للرجال أهمية المرأة .
جلست ( سعيدة ) وهي تأخذ نفساً رومنسياً وتردد وهـ يا الرجال وينهم يا حسرة اللي محد منهم فكر يطق باب بيتنا ولا حتى يمرون قدامه أقل شي عشان نشم العطورات حقتهم .. المرة الوحيدة اللي تعاملت فيها مع رجال يوم كنت في السوق شفت واحد يناظرني قمت الحقة أنا ألين خشيت معه في محل ملابس رجالية يوم التفت علي من اللخمة لقطت أقرب سروال طويل وصرخت بأعلى صوتي للبايع عندك مقاسي يا الأخو ..
الناس قامت تضحك وطلعت وأنا أمشي على جنب .. تقدمت منها ( سمر ) وهي تسألها سلامات ليش تمشين على جنب ليكون تعرض لك والا مد يده عليك ..يا ليته تعرض لي وإلا مد يده علي على الأقل يصلح غلطته بس الفكرة ومافيها أني صرت مكسورة الجناح والجناح إذا انكسر تميل الطيارة لذلك صارت مشيتي كذا .
ضحكت ( سمر ) وهي تقول لها يا ( سعيدة ) لا يهمونك الرجال مشاعرهم وقتيه بس شوفي الحرمة تقطع نفسها عشانه ولا يبين في عينه تقول بحر ما يملاها شي أبد ..أخذت تلعب ( سعيدة ) بشعرها وهي تقول بس ترى سهل أنك تجيبين راسه بالدلع والغنج .. أجابتها بسخرية في هذي صدقتي تجيبينه على وجهه ولما ياخذ منك اللي يبغى يمسح بوجهك مكان ما جبتي وجهه سواء بلاط وإلا فرشه ..
يا صديقتي شوفيني أنا متزوجة أطبخ واغسل وشايله أهله ومع ذلك طول الوقت جالسه على خط النار أن مشيت في السليم مافيه مدح ولا شكر وأن زليت لو زله بسيطه نابتني محاضرة عن حقوق الزوج والواجبات ولو قلت له عن الواجبات الزوجية أول شي يقوله لي عمرك شفتي الثلاجة فاضيه مدري ليش مفهوم التقصير عند الرجال مربوط بالثلاجة والأكل ..
تنهدت ( سعيدة ) وهي ترد عليها يا ( سمر ) خليه يجي وأصير له ثلاجة لو يبي بس يتقدم لي بدال جلستي لحالي في هالبيت .. تصوري جتني حالة نفسية كل ما صلحت لي قهوة أحط فنجالين وأن سويت شاهي أحط بيالتين ألين مره دخلت بنت جيرانا علي فجأة وشكت فيني قالت أنت عندك أحد وقتها فرحت يوم شكت حسيت أني أنثى ممكن أخرب .. تدرين ساعات أنسى نفسي وأطلع من البيت بدون عباة والناس تمر من جنبي ولا أحد يذكرني من اللي يمرون إلا إذا شفتني وحده تعرفني تقولي وش مطلعك بدون عباة خشي معي في عباتي وأنا ودي أقولها ترى كله واحد لو خشيت وإلا ما خشيت محد درى عني بس أعيش الدور معها عشان ما تقول وش هاللي محد يشوفها ..
خليها على الله .. ابتسمت ( سمر ) وهي تحاول تضييع الموضوع .. ( سعيدة ) وش عندك لابسه فستان ووش مديل هالوردة اللي ماخذه نصف كتفك .. داعبت ( سعيدة ) الوردة وهي تجيبها .. لأني معزومة اليوم على زواج وقلت مافيه وقت أرجع للبيت وأغير لبست كل شي والميك أب أبزبطة هنا في القناة ..
قطعت حديثها طرقات الباب ودخول السكرتيرة ومعها مجموعة ملفات حملت البرامج المقترحة والآراء لتضعها على سطح المكتب وتخرج بعدها مما جعل ( سمر ) تمد يدها وتقرأ أحد تلك البرامج المقترحة والذي حمل عنوان ( واقع الرجل ) وينص على محاورة تدور بين المذيعة وبين الرجل وكشف شخصيته وملابسات واقعه مع المرأة ..
قرأتها بتمعن حتى آخر سطر بعدها رفعت رأسها نحو ( سعيدة ) التي كانت تتأمل وجهها في المرآة وتمط في شفتيها وهي تضع الحمرة ومن ثم تضمهما على بعضهما البعض وتفركهما بقوة حتى ينتشر اللون ويثبت .. يا صديقتي خلي عنك الميك أب وعطيني رايك في فكرة هالبرنامج .. أخذت ( سعيدة ) الملف وقرأته وأشادت فيما احتواه مع طرح استفسار لم يخطر ببال ( سمر ) منهي اللي ممكن تكون مذيعة متألقة وحنا تونا قناة جديدة .. لم تكد تطرح سؤالها حتى أخذت ( سمر ) تفكر بصوت عالي فيمن ترشح ريانيا برغوت أو خديجه الوعل ..
لتقول لها ( سعيدة ) من جدك هذولي بيتركون الأم بي سي عشان قناتنا اللي كلها اجتهادات شخصية أنا لو أقولك هالحين عطيني راتب اضطريتي تتسلفين من القهوجية حنا نحمد ربنا أن المقر كان دعم من الشيخه ( العنود ) مع مليونين ريال وحتى ( هيفا المنصور ) تبرعت بالإخراج لنا ببلاش هذا غير الذهب اللي بعته بعد .. تأففت ( سمر ) وهي تشير بأصبعها نحوها قائلةً .. ترى أن جبتي طاري الذهب مرة ثانية أبعطيك نصيبك سبيكتين ويصير معك ثلاثة ..
تعجبت ( سعيدة ) وهي تقول كيف ثنتين وتصير معي ثلاث .. أجابتها ( سمر ) بسرعة أنا عديتك معهم يا السبيكة .. المهم خلينا في الموضوع أنا أبيك تصيرين مذيعه البرنامج وأول شخص بنتقابل معه الدكتور ( خالد ) .. لم تعطي ( سعيدة ) أي فرصة للاعتراض بل خطفت سماعة الهاتف وأمرت سكرتيرتها بإحضار رقم الدكتور ( خالد ) الذي سرعان ما تحدثت معه ورحب باللقاء وأعطته موعد بعد يومان وطلبت من ( سعيدة ) أن تستعد لهذا اللقاء .
* * *
مر اليومان بسرعة وحضر الدكتور ( خالد ) إلى مكتب ( سمر ) وتبادل معها أطراف الحديث بخصوص البرنامج بعدها استأذنته للحظه وطلبت من السكرتيرة أن تنادي على (سعيدة ) التي حضرت بسرعة وطرقت الباب ودخلت وقد غطت نفسها بـ ( جلال الصلاة ) لتقف ( سمر ) وهي تشير لها خير أن شاء الله وش هذا أنت داخله على خوان زوجك يوم تتغطين بجلال .. تمتمت ( سعيدة ) بخجل هووو يا ( سمر ) لا تحرجيني قدام الضيف أنا حرمة خليجية محافظة ..
غضبت وهي ترد عليها يعني حنا اللي بنات كلب كلنا بنات محافظات روحي اطلعي البسي نقابك واستعدي في الأستوديو .. خرجت بسرعة و ( سمر ) تبتسم للدكتور وتعتذر له وعادت تتبادل معه أطراف الحديث حتى أخبرتها السكرتيرة عن مدى استعدادهم داخل الأستوديو ...
نهضت معه وتوجها إلى الأستوديو ليستقر على المقعد مقابل ( سعيدة ) التي ابتسمت وهي تقول له مشاء الله عليك يا دكتور ( خالد ) أنت وسيم هل أنت مرتبط ؟ .. بادلها بنفس الابتسامة وهو يومأ يرأسه كناية عن الرفض وأمسكت بكأس الماء أمامها وهي تقول له بخجل ممكن تغمض أبرفع النقاب عشان أشرب أحس حرارتي ارتفعت ... أشاح بوجهه وشربت والمخرجة ( هيفا المنصور ) تطلق صيحتها في الأستوديو كي يستعد الجميع ( 321 ) اكشن ..
سعيدة : مرحبا بكم في برنامج ( واقع الرجل ) واليوم ضيفنا شخص وسيم يمه منه يهبل وااااااو .
نطقتها وسقطت برأسها على الطاولة ولم تشاهد الكأس الذي ضرب في جبتها وجعلها تفقد توازنها وتسقط على الأرض وتنهض وهي تمسك برأسها ..
ستوووووب أنطلقت صرخة المخرجة ( هيفا المنصور ) في المكان ومن ثم وجهت حديثها نحو ( سعيدة ) يا عزيزتي حنا في برنامج مهوب في سوق المملكة التزمي بالمكتوب من قبل الأعداد ... يا الله الكل يستعد .. أكشن
سعيدة : مرحباً بكم أعزائي المشاهدين في برنامج ( واقع الرجل ) واليوم ضيفنا الدكتور ( خالد ) .. هلا والله فيك
الدكتور خالد : هلا والله فيكم
سعيدة : دكتور خالد كما تعلم ويعلم الجميع بأننا داخل مجتمع ذكوري فرض سيطرته منذ قديم الأزل ولا يزال هو المهمين على تقاليد الأمور ... في نظرك هل يَعَتبَر الرجل أن المرأة غير قادرة على تدبير شؤونها وشؤون المجتمع .
الدكتور خالد : بالعكس المرأة لها دور فعال في المجتمع واللي جالس يصير بخصوص حقوق المرأة كلها أشياء دخيلة عشان تفكك مجتمعنا بتصادم الجنسين في بعضهما البعض مما يولد جيل غير مستقر نفسيا وعاطفيا .
سعيدة : اااااااااه جيت على الجرح يوم قلت عاطفياً كنك تشوفيني وأنا جالسه في ستار بكس فاتحه البلوتوث أنتظر بطاقة واحد من الشباب تجي وفيها رقمه .
انفجرت ( هيفا المنصور ) وهي تقول ستووووب يا ( سعيدة ) مهوب معقول كل شوي نوقف عشان غرامياتك يا تنضبطين وإلا عطيناك ليفه ومكنسه وخليناك تمسحين المكاتب بدال أم أحمد .. أشارت ( سعيدة ) بيدها وهي تقول معليش انجرفت مشاعري الجياشة نحو العواطف خلاص معد أتعودها
تأففت ( هيفا ) وهي تقول استراحة خمس دقائق ... ابتسمت ( سعيدة ) وهي تقول للدكتور خل نسوي بروفة على السؤال القادم يا الله .
سعيدة : دكتور خالد ممكن تقولي ليش الرجل طبعه حاد ودائما معصب وكل شي ما يعجبه ..
نطقت بكلماتها وهي تضم كفيها أمام صدرها وتعود بظهرها إلى الوراء وهي تكمل حديثها وتبتسم لا دقق في حركاتي تخبر متأثره بتركي الدخيل وبعد شوي ابتقدم وأضم يديني قدام صدري بتتخربط بيني وبين حق الجزيرة فيصل القاسم كلنا نضبط نفس الحركة ..
تنحنحت ( هيفا ) وهي تقول استعدوا يا الله اكشن
سعيدة : دكتور خالد ممكن تقولي ليش الرجل طبعه حاد ودائما معصب وكل شي ما يعجبه ..
الدكتور خالد : امممممم الرجل بطبعه يشعر بالمسؤولية تجاه بيته وزوجته وأولاده ولما الحياة تعاكسه سواء في الرزق وإلا في الأمور المحيطة به ينعكس على نفسيته هو بالدرجة الأولى ومن ثم على أسرته وأولاده ..
سعيدة : وفي النهاية الضحية المرأة .. معنا اتصال من ( أم مبارك ) .. تفضلي يا أختي .
أم مبارك : ممكن أكلم الدكتور خالد
سعيدة : معك الدكتور خالد تفضلي
أم مبارك : أنا يا دكتور خالد حلمت أمس أن عيالي يجروني للحمام يبون يسبحوني غصب وأنا أصرخ أقولهم ما أبي وهم يقولون ريحتك مخيسة لك فترة ما سبحتي مدري وش تفسير الحلم في نظرك مع العلم أني متعشية نواشف مهوب شي دسم .
سعيدة : يا خاله ( أم مبارك ) هذا برنامج أسمه واقع الرجل مهوب تفسير الأحلام .
أم مبارك : والله يا بنيتي عجزت أتصل على قناة ( بداية ) وقلت أدق عليكم كود تردون علي وتبردون قلبي بتفسيره .
سعيدة : يا خاله تفسيره أنك تسبحين عشان معد يجيك الحلم ثاني مره .. ناخذ اتصال ثاني من ( خلود ) ..
خلود : الوووووو كيفك دكتور خالد تدري طلتك تهبل ( بنعومة مفرطه )
سعيدة : تدرين لو ما تعدلتي وبطلتي تميلح بأجي أخنقك بسلك التلفون اللي تكلمين منه .
خلود : وااااو يمه خوفتيني .. سبحان الله ما يعصب ولا يحسد إلا الشيون دائماً .. المهم أنا متصلة وأبي أطلب أغنية ( عبد المجيد عبد الله – يحلمون ) وأهديها للدكتور خالد وأمي وأبوي ولصديقتي ( ضي ) ولكل بنات كلية الآداب في جامعة الملك سعود امووووووه ...
سعيدة : حبك برص ... ( نقطتها بصوت خافت ولكن الدكتور خالد سمعها ففرج شفتيه مبتسماً لتقول بسرعة ..
سعيدة : صراحة يا دكتور خالد حنا مشكلتنا تنقصنا الثقافة الإعلامية هم المشاهدين أنه يتصل وبس أهم شي يعلق الخط معه في أي قناة ويسمع صوته ويقول اللي في راسة أين كانت القناة .. معنا اتصال آخر من ( أم فهد ) .
أم فهد : الو دكتور ( خالد ) كيفك عساك بخير .. معليش يا أخت ( سعيدة ) ما انتبهت يوم جت الكاميرا عليك فكرت راسك المقرفون اللي على الطاولة كلكم نفس السواد ..
ابتسمت ( سعيدة ) وهي ترد عليها شكرا على الإطراء يا ( أم فهد ) .. تفضلي معك الدكتور .
أم فهد : دكتور أنا الحقيقة عندي مشكلة كبيرة مع زوجي وهو أنه وصخ ما يغير ملابسه ألين أقوله ولا يودينا مشاورينا إلا بطلعة الروح ويتخللها احياناً زعل ما نكلم بعض ويا الله يحن ويطلعنا ..
هذا غير أنه بخيل ودائماً يدعي الطفرة وهو عنده خير في نظرك وش الحل معه مع العلم أني فكرت كثير أطلب الطلاق بس قالي أخوي بصريح العبارة ما عندي مكان يشيلك أنت وعيالك حافظي على بيتك وزوجك وحز في خاطري كلامه يعني وقت الزواج يرمونا في حلوق خلق الله ولما نحتاجهم ما نحصلهم وش الحل في نظرك .
الدكتور خالد : يا أختي فيه مقولة أنا مؤمن فيها تماما لكل قفل مفتاح وأنت يجب أن تبحثين عن مفتاح هذا القفل ..
أم فهد : يا دكتور هو بكبره قفل بدون مفتاح يعني تشوف أني أسايسة مثل ما قال أخوي ..
الدكتور خالد : ايه وحاولي تخشين تحدي مع نفسك في القدرة على تغيير سلوكيات زوجك ونمط حياتك هنا قمة النجاح ..
سعيدة : طيب يا دكتور خالد آخر اتصال مع ( مرام ) .
مرام : السلام عليكم كيفكم ان شاء الله مرتاحين ومبسوطين ممكن أكلم الدكتور خالد
الدكتور خالد : تفضلي يا أختي أسمعك .
مرام : أنا يا دكتور جديدة في عالم الحياة الزوجية وأواجه صعوبة في التعامل مع زوجي خصوصاً أني ما أعرف اطبخ ولا أغسل لكن الشهادة لله هو طاير فيني وما يسمع فيني ودائما يصرح لي بمشاعره وبحبه لي ..
تمتمت ( سعيدة ) بصوت خافت .. يلعن أبو الحظ وانا اللي أعرف اطبخ وأغسل مافيه أبن أمه فكر يتقدم لي أخاف محطوط لي عمل ليكون صدق أذكر مره شربت لبن حامض عند ( غادة ) ..
سحبها من شرودها صوت الدكتور خالد وهو يقول .. يا ( مرام ) حاولي تغيرين من طبعك بأسرع ما يمكن وتتعلمين الطبخ والغسيل وكيفية إضفاء أجواء جديدة في حياتك الزوجية ..
لأن زوجك يعتبر هالحين في أحسن حالاته معك لأنه ما شبع منك وأنت بالنسبة له تجربة جديدة بس مجرد ما تمر سنه أو أقل يبدى يشوف عيوبك ويطالبك بالأساسيات اللي أنت تفتقدينها ولا تفكرين في أنه يحبك هالحين أن هالشي بيحول بينك وبين متطلبات الحياة عشان كذا لازم تغيرين من نفسك ..
سعيدة : نشكر الأخت ونقول لها هذا طبع الرجال كلهم مهما تسوين لهم ما يبين في عينهم عشان كذا شوفي نقاط ضعفه وتعالي له منها حتى تسيطرين على الموقف وخليه خاتم في أصبعك متى ما بغيتي البسيه ومتى ما بغيتي أفصخيه .
قاطعها الدكتور خالد .. الكلام هذا غير صحيح والدعوة مهيب حرب بين الرجل والمرأة لكل واحد منهم مهامه اللي يقوم فيها في هالحياه .. وبكلامك هذا بتصير فوضى في المجتمع
تجاهلت كلماته وأنهت المقابلة وأثار هذا اللقاء ضجة كبيرة في الشارع العربي مما جعل الاتصالات والفاكسات تنهال عليهم وتطالبهم بالمزيد ..
* * * *
أقامت القناة لقاءات كثيرة تهاجم فيها الرجل حتى تمرد النساء على أزواجهن وأصبح المجتمع في شقاق والضحية هم الأطفال ليأتي يوم تفاقمت فيه المشكلة وخرج مسئول كبير في الدولة صرح بأهمية دور المرأة وفعاليتها وأنها عندما تعطلت وامتنعت انشل جزء من الحياة الاجتماعية الجزء المتعلق بها .. لتعود الأمور إلى مجاريها بعد أن منعت الدولة القناة النسائية من ممارسة عملها في بث الفتنة والتفرقة لتخسر أموالها وتعود ( سمر ) إلى رشدها وتعلم بأن ملح الحياة الزوجية هي الخلافات البسيطة .. كما أن ( سعيدة ) تقدم لها الدكتور خالد وتزوجها لطهارة قلبها وبساطتها في التعامل .. وأصبح الكل يعلم بأهمية دور المرأة ووجودها في حياة الرجل لأنه وبكل بساطة لا يستغني عنها أبدا
النهاية
طيفك غـيـمة من الــــــــــحب
رد مع اقتباس
مواقع النشر