السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قدم تاجر إلى المدينة يحمل من العراق خُمُراً
فباع الجميع الا الخُمر السود حيث كسدت ولم يُقبل عليها الناس
فشكى ذلك الى صديقه الشاعر "مسكين الدارمي"
وأنه قد خسر في تجارته بسبب كساد تلك الخمر,
وكان مسكين الدارمي قد اشتهر بشعره في الغزل والهجاء
وقيل أن اسمه "ربيعة بن عامر" وكان قد انقطع للعبادة زاهدا في الدنيا.
فأشفق الدارمي على التاجر وصاغ له ثلاثة أبيات و هي:
قل للمليحة في الخمار الأسودِ**مـاذا فـعـلـت بزاهــد متـعـبّـدِ
قـد كـان شمّـر للصـلاة ثيـابَـه**حتى خطرتِ له بباب المسجدِ
ردّي عليه صـلاتـه وصـيامَـه**لا تـقـتُـليـه بحـقِّ ديـنِ محمّـدِ
وقال لصديقه التاجر ابحث عمّن ينشرها لك في المدينة.
فذاع خبر في المدينة أن الشاعر قد رجع عن زهده وعشق صاحبة الخمار الأسود .
فلم تبق في المدينة مليحة ولا غير مليحة إلا اشترت لها خمارا أسودا
فباع التاجر جميع ما لديه من خمر سوداء بأثمان عالية
فاعتبرت هذه الأبيات بمثابة أوّل إعلان تجاريفي العالم.
مواقع النشر