أم خالد جارتي منذ بضع سنين وتربطنا علاقة الأخوة والصحبة لكونها بعيدة عن أهلها...
وقد اعتدنا على الاجتماع بصورة دورية نهاية عطلة الأسبوع عند أحدى الجارات لتأدية حق الجار والترويح عن أنفسنا ولندع الأطفال يمرحون مع بعضهم البعض
ذات يوم تغيبت أم خالد على غير عادتها مما أثار تساؤل الجميع
فقمت بالاتصال بها هاتفياً وأخبرتني انها على غير ما يرام وقد بدأ ذلك واضحاً من صوتها ... دعوت لها بالشفاء العاجل وأغلقت الهاتف وبلغت الجميع سلامها
في اليوم التالي قمت بزيارتها فبدأت في أسوء حال
مصفرة الوجه.... شاحبة... تتحرك بثقل ...وعينها محمره
لم استطع تركها دون معرفة ما الم بها
فقررت سؤالها علني استطيع فعل شي لهذه الإنسانة الطيبة
وفور حضورها حاملة أبريق الشاي تناولته من يدعا وبدأت بسكبه بدلاً عنها
ناولتها الكوب فمدت يدها مرتجفة وتناولته مسرعه شاكره
سألتها أم خالد ماذا بك أراك اليوم على غير ما يرام ...؟
هل تفكرين بشيء ...؟
هل وقع مكرروه لك أو لزوجك أو احد أطفالك أو اهلك لا قدر الله ..؟
ان كان هناك اخبريني فكلي أذان صاغية ولن أتردد في مد يد العون
وأنت تعلمين بأنك كأختي وأكثر
هنا لم تتمالك نفسها وشرعت في البكاء مما زاد يقيني بأن هناك مكروه واقع لا محالة
اقتربت منها وربت ع كتفيها وهدأت من روعها إلى ان هدأت وبعدها أخذت نفسياً عميقاً وأخبرتني بحكايتها واعتصر قلبي ألما لألمها
حينما أخبرتني بأن زوجها أبا خالد قام بضربها
سألتها :- أكان يضربك منذ قبل أم أنها المرة الأولى..؟
فقالت:- لا أنها المرة الأولى
ولا اعلم ماذا افعل هل اصمت فتصبح عادة ..؟
أم اخبري أهلي ويتخذون الإجراء المناسب...؟
ولكن كل خوفي حينما اخبرهم أكون بذلك أزيد من حجم المشكلة واخسر زوجي
أنني في حيرة يا أختي في حيرة
انه بالفعل أمر محير ... طلبت منها التريث قبل اتخذ القرار وان تفكر في هدوء
ودعتها على أمل ألقاء عما قريب
وفي نهاية عطلة الأسبوع كما هي العادة حدثتها لمعرفة هل ستشاركنا الاجتماع هذه الليلة أم لا
فقالت:- بطبع سأحضر وسأكون أول الحضور
فور وصولي أول ما وقعت عيناي عليه أم خالد وهي محتله وسط المجلس دون منازع وكل الأنظار متجه إليها
كانت أجمل من الفراشة ... وارق من الورد ... وأعذب من الشهد ...
تساءلت بيني وبين نفسي عجباً اهذ هام خالد جارتي والتي لقيتها منذ عدة أيام أن أنها إنسانة أخرى ...؟
ألقيت السلام وجلست وشرعنا في تناول أطراف الحديث وعيناي لم تفارق أم خالد كان لدي فضول قاتل لمعرفة ما حصل
بمجرد أن أصبحنا لوحدنا
قلت :- ما لخبر .. أراك اليوم مبتهجة هل عادت المياه لمجاريها ...؟
ابتسمت وقالت بتمايل نعم وأفضل
قلت باندهاش حقاً ..؟!!!!!!!
قالت بطبع
قلت وكيف ذلك ...؟
قالت:_ في اليوم الذي زرتني فيه وفور انصرافك فكرت من استشير وإلى من ألجئ
فتذكرت المستشارة خزاري الصايل وقمت بالاتصال بها
بمجرد ان ذكرت اسم المستشارة خزاري الصايل اعتدلت في جلستي وسألتها بربك هل حدثتها ..؟
ماذا قالت لك وماذا قلتٍ لها ..؟
وهل حدثتها هي مباشرة ...؟
وكيف كان تعاملها...؟
أطلقت ضحكة عالية وقالت على رسلك على رسلك لما كل هذه العجلة سأخبرك بكل التفاصيل
لقد اتصلت بها هاتفياً وحدثتني السكرتيرة وقامت بطرح عدة اسأله لمعرفة نوع المشكلة
وقمت بلاجابة
وقالت :- سوف تحدثك المستشارة خزاري عما قليل وأغلقت الهاتف
ولا اعلم كم مضى الوقت حينما اتصلت فالوقت كان بطيء جداً
وكلما رن هاتفي ذهبت إليه مهرولة إلى حين جاء اتصالها وكنت مصدقة ولست مصدقه
في أول الحديث كنت متوترة ومع الإسهاب في الحديث ارتحت قليلاً
واتفقت معها على المبلغ والمدة وكيفية التواصل
فقد فضلت أن يكون التواصل هاتفياً بدلاً من زيارتها في مكتبها الخاص
رحبت بذلك وقامت بإرسال استبيان خاص أجبت عليه بأدق التفاصيل
ولا اخفي عليك ما دعاني لكل ذلك أنها لم تطلب معرفة أي معلومات شخصية خاصة بي فقد اكتفت بذكر لقلبي
ومن هنا ازداد اطمئناني
وفور إجابتي ع الاستبيان بدأت تفك عقد المشكلة عقده عقده بكل براعة
وما أثار غرابتي أنها استطاعت معرفة شخصية زوجي بحذافيرها ...بل كشفت لي ما لم اعرفه منذ قبل دون ان تحدثه أو تراه
بأنه هادى ورزين كلامه قليل ويفضل الحرية ويكره القيود ...
يخفي مشاعره دائماً فهو رجل غامض ويحب المرأة الغامضة والهادئة والقيادية المثقفة
لا يعشق المرأة التي ترعاه انه يشفق عليها فقط بينما يذوب عشقاً في السيدة المتوجة التي تتصرف بكبرياء ... يحبها سيدة أعمال ناجحة مشغولة بنفسها دائماً ليس لديها وقت للآخرين
يريدها قوية لا تنهار لأتفه الأسباب لا تبكي أمامه أبدا عليه وأن بكت تبكي فقط لتتدلل
يحب الملابس الناعمة والماكياج الخفيف والبيت النظيف والتجديد عموماً
ويتأثر بالدلع والاهتمام أكثر من العتاب
وأسوا شيء ممكن فعله معه عرض المساعدة عليه اذا مر بظروف سيئة إلا أذا طلب هو ذلك
قالت كل ذلك وهي مزهوة بنفسها يملئها الفخر
قلت:- أحقا قالت كل ذلك
قالت:- نعم وأكثر من ذلك
وطلبت مني المواجه العودة لغرفتي وسريري وبالفعل عدت وبعد طول جفاء اقترب مني وأمسك بيدي الا أنني أبعدتها فجرحي لا زال طري لم يندمل بعد وفي اليوم الثاني كذلك عاود الكره واقترب وابتعدت أخبرتها بردة فعلي
وطلبت مني إن عاد إلى ذلك مجدداً عدم الابتعاد عنه والمساح له بالاقتراب طلب تعويض مالي لا يقل عن 6الالف كي لا يعود مجدداً ضربي
وبالفعل
عاد مجدداً وهذه المرة لم ابتعد وبدء في ملاطفتي ومداعبتي حتى مضى الليل
وأصبحنا ونحن في أفضل حال
وفي المساء دعاني لتناول وجبة العشاء في إحدى المطاعم الفاخرة فلبيت الدعوة
ولكن قبل العشاء طلبت منه اصطحابي إلى إحدى المجمعات لشراء بعض الحاجيات
وبالفعل ذهبنا ودخلت إحدى محلات الذهب والماس واشتريت خاتم وساعة من الألماس بقيمة 12 ألف كتعويض
بعدها ذهبنا لتناول العشاء وقضينا أجمل الأوقات
نظرت إلى الخاتم والساعة وقلت لا أكد اصدق كل هذا في ظرف عدة أيام
ضحكت وقالت بل صدقي يا عزيزتي فهو الآن لا يقوا على بعدي دقيقة وحده وكل ذلك بفضل الله والمستشارة خزاري فقد عزمت التواصل الدائم كي احصل على بعض الاستشارات كلما دعت الحاجة
رتبت على يدها ودعوت لها بدوام الحال
وإلى هنا انفض الحديث
مواقع النشر