نظرة الاسلام للوقت...
نظرة الإسلام للوقت
يرى الإسلام ..:أن وقت المؤمن هو رأسماله الذى يستثمره وصولا إلى الله .وهو رأس المال الوحيد الذى لايمكن استعادته إذا ذهب ومر.إذن يلزم للإنسان المؤمن أن يستثمر الوقت.
ولذلك نقول لإخواننا ونكرر على هذه المعاني - لكي نعيش فيها - فالمؤمن ليس لديه وقت للهو أو للعب ، فيجب ان يقضي وقته إما في :منفعة له ولأولاده في الدنيا.أوفي المعايش بالحلال .أو فى الطريق الواضح في سبيل الواحد المتعال.وإما في عمل يرفعه في الآخرة.
لأن المؤمنين هم أهل الجد ، وأهل العزيمة ، وأهل الجهاد ، وأهل مضاء النفوس، وأهل القوة الروحية والجسمانية التى تجعل الواحد منهم قدر عشرة:
استمع إلى الله تعالى إذ يقول فى محكم التنزيل ، فى خطابه لأهل الإيمان كاشفا الستار عن قوى الأخلاق الإيمانية ….."وقد حدث في غزوة خيبر وبعد قتال عنيف لفتح الحصن ، ومع ذلك لم يُفتح أن قال سيدنا رسول الله :{{ غداً أعطى الراية لرجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله حتى أن سيدنا عمر قال: ما تمنيت الإمارة في يوم إلا في هذا اليوم، وفي الصباح قال : أين على؟ ، قالوا: إنه يشكوا من الرمد، فأخذ بريقه، ووضع على عينه؛ فشفي في الحال، وسلمه الراية، وتقدم علي نحو الحصن، ولمَّا استعصى عليه الحصن، أمسك باب الحصن بيديه وخلعه وتترس به -أي جعله كدرع له يقيه من سيوف الأعداء - ثم دخل الحصن ، وبعد المعركة حاول ثلاثون رجلاً من أصحاب رسول الله أن يحركوه من موضعه فما استطاعوا .}}
– كيف كان يحمله إذن؟هذه هي القوة الروحانية التى تعطي إفاضة للجسم فتصبح لديه قوة مضاعفة ، وقد أثبت ذلك العلم الحديث :
فالصبر يفرز مادة الأندروفين التى تقوى الخلايا العصبية والأعضاء الجسمانية فتجعل الإنسان في غاية القوة .وبذلك يكون المسلم:ظاهره القوة .وباطنه الفتوة.وعمله لله عز وجل، ولا يشتغل إلا بعمل نافع .فلا وقت عند المسلم يضيعه ، فلا وقت للتسالى ولا وقت للترويح كما يقولون ، لأن ترويح المؤمنين يكون بالأناشيد الدينية في مدح خير البرية ، فيكون أيضا عملاً صالحاَ، أو نروح عن أنفسنا بمداعبة الأولاد والزوجات بنية ، أو نروح عن أنفسنا بالسماع إلى كتاب الله ، ونصغى عن طريق الكاسيت.
إذن المؤمن ليس لديه وقت يضيعه في غير طاعة ، فإما عمل نافع لدنياه ، وإما عمل رافع لأخراه ، وعليه أن يوازن بين الإثنين ، فلا يجعل الدنيا تطغى على عمل الآخرة لأنها وسيلة للآخرة :فكل ما أحصله من مال فهو وسيلة للآخرة.وما أخلفه من عيال المفروض أن يعينوني على سلوك طريق الآخرة.وكذلك أتزوج وأختار من تعينني على سلوك طريق الآخرة.ولا يجب أن أنشغل عن الله بهم.وكذلك لا يتفرغ للطاعة ويترك الأولاد والزوجة والمعايش، لأن هذا كذلك أمر لا يقره الله ورسوله… وهذا مثال :فعندما ترك سيدنا أبو الدرداء زوجته وتفرغ لطاعة الله ، وجاء سيدنا سلمان وكان أخاه في الله لزيارته :فوجد زوجته مبتذلة - أي غير مهتمة بنفسها - فقال سلمان: ما بكِ؟ ، قالت: أخوك أبو الدرداء مشغول بالآخرة وليس له شأن بالدنياوهذه تشبه الرهبانية وهي ليست عندنا:{{ لا رهبانية في الإسلام }} {{ عليك بالجهاد فإنه رهبانية أمتي }} فأراد أبو الدرداء أن يصلي قيام الليل ، فمنعه سلمان من ذلك ، وقبل الفجر بقليل أيقظه ، وقال: قم الآن لنتوضأ ونصلى الفجر مع رسول الله .
فلو أن قيام الليل سيؤثر على عملى بالنهار ، فإني بذلك أرتكب فيه إثماً في حق الله عز وجل .ولو أن صيام النهار نافلة سيؤثر على عملى … هنا يجب علىَّ أن أتركه.وهذا مثال على ذلك :
فقد كان سيدنا عبدالله بن مسعود رضى الله عنه وأرضاه يُحفِّظ القرآن ، وقال رسول الله في حق ابن مسعود:{{ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْـــــرَأَ الْقُـــــرْآنَ غَضًّـــا كَمَا أُنْزِلَ فَلْيَقْــــرَأْهُ كَمَا يَقْــــرَؤُهُ ابْنُ أُم عَبْــــدٍ }}
وبسبب هذا الحديث ، امتلأت مدرسته بمن يريد أن يحفظ القرآن، وكان عندما يُحفِّظ القرآن وهو صائم للنوافل يجد نفسه متعباً لا يستطيع …. فترك صيام النوافل إشتغالاً بتحفيظ القرآن …وهذا هو فقه أصحاب رسول الله …إذ يجب أن يكون العمل للمعاش أولاً ليكون حلالاً لله عز وجل.وجاء أبو الدرداء لسلمان بالفطور فى الصباح، فقال سلمان: اجلس لتفطر معي، قال أبو الدرداء: إني صائم.قال سلمان: لن أفطر حتى تفطر معي ثم قال له سلمان:
{{ إن لبدنك عليك حقاً، وإن لزوجك عليك حقاً، وإن لربك عليك حقاً ….. فأعطي لكل ذي حق حقه }}
فذهب أبو الدرداء يشكوه لرسول الله ، ونقل له ما قاله سلمان فقال :{{ صدق سلمان }}
رد مع اقتباس
مواقع النشر