كلما قرأت سورة الكهف وقفت على هذه الآية طويلا ، أتفكر في معناها وفي مدى تحققها في نفسي وفيمن حولي ..
قد تكون هذه الآية نزلت في القسيسين والرهبان ، الذين يتعبدون ويظنون أن عبادتهم تنفعهم وأنهم محسنون بأعمالهم ، وهي في الواقع لا تقبل منهم .. ، لكنني أفكر في أحوالنا .. نحن على الإسلام .. ولله الحمد .. لكن .. هل أدينا ما تتطلبه شهادة ألا إله إلا الله منا ؟؟
أفكر في الصلاة ..
كم من صلاتنا اليوم يدخل في رصيدنا يوم القيامة ؟ فصلاة المرء ما وعى منها !
ألا تعرف قصة ذلك الصحابي الذي كان يقول لأحد التابعين : إنني اليوم لا أكاد أجد رجلا خاشعا في صلاته !! ، هذا في عصر التابعين .. فما بالك في عصرنا هذا ؟
ثم ترانا نتكل على صلاتنا ونقول : " الحمدلله .. نحن من المصلين .. على الأقل نحن نصلي في المسجد .. أفضل من ذلك الذي يصلي في بيته " .. متناسين القصور التي تثلم في صلاتنا فلا تجد ما يقيمها بعدها !
بالله عليك .. ألا يجدر بنا أن نخاف .. فما يدرينا أننا لسنا من الأخسرين !
أفكر في الزكاة ..
كم منا من يقول : " الحمدلله .. أنا من المتصدقين .. أعين الفقراء ، وأكرم الأيتام والضعفاء ، ولي يد مبسوطة في أعمال الخير " ولو سألته عن الزكاة .. هل يخرجها في وقتها كل عام ؟ هل يحسب أمواله كاملة لينفق منها ما وجب عليه ؟ هل ذكّر أهله بوجوب إخراجهم للزكاة ؟ .. لوجدته يحتار في أمره ..
بالله عليك .. ألا يجدر به أن يخاف .. فما يدريه أنه ليس من الأخسرين !
أفكر في الصيام ..
لو سألتك : هل تصوم كل عام ؟ .. لأجبت : " نعم .. منذ نعومة أظفاري " .. ولكن .. هل تعتقد أن صيامك خالٍ من الرفث والصخب ؟ وهل تعتقد أن صيامك هو صيام الجُنة والوقاية ؟
أم هل صيامك مدعاة للتفكير بجوعى المسلمين ؟ أم أنه صيام ساعات لإعداد المعدة لمأدبة دسمة ؟ أم هل وراء صيامك غير الجوع والعطش ؟
بالله عليك .. ألا يجدر بك أن تخاف .. فما يدريك أنك لست من الأخسرين !
أفكر بالحج ..كم من المسلمين اليوم جاوز عمره الستين وما زال يقول : " سأحج في السنة القادمة ! " ، وما يدريه أنه يعيش إلى السنة القادمة ؟
دعنا من هذا .. أفلا أنظر لنفسي ؟ فقد وفقني الله لأداء فريضة الحج .. ولكن .. هل كان حجي مقبولا ؟ هل أديت جميع المناسك على الوجه الذي افترضه الله علي ؟ أم أنني تغافلت عن بعض الأمور ؟
أم يا تراني ابتدعت في منسك ظنا مني أنني أزيد في الطاعة ؟
بالله عليك .. ألا يجدر بي أن أخاف .. فما يدريني أنني لست من الأخسرين !
* لطيفة : كثيرا ما يرد في القرآن لفظ " حبط " وأصل الحبوط هو انتفاخ بطن الدابة حين تأكل نوعا ساما من الكلأ ثم تلقى حتفها ، وهذا اللفظ أنسب لفظ لوصف الأعمال ، فهي تنتفخ وأصحابها يظنونها صالحة ناجحة رابحة .. ثم تنتهي إلى البوار والعياذ بالله ..
مما قرأت وأعجبني
مواقع النشر