منذ ان بدأت معاناتي تزول من هذا الابتلاء قررت ان احكي قصتي لجميع من يعانون ما عانيته , لان قصص الاخرين و معاناتهم مثلي هي من كانت تصبرني وتشجعني لاتخلص من مرضي
بدأت قصتي قبل 8 سنوات تقريبا حينها كنت في السادسة عشر من عمري , قررت الالتزام و ارتداء اللباس الشرعي و دوامت على الصلاة و القران و اديت العمرة و شعرت انني اتغير لافضل . و لكنني رأيت حلما و لا ادري كيف فسرته على انني ساموت! مرت علي ليالي طويلة كنت اشعر انني ساموت ! دائما ابكي وحدي في الليل طويلا واخاف من الموت لدرجة انني كنت ارتجف و اتخيل كيف ستخرج روحي من جسدي ولم يمنع صغرسني من ظهور علامات الحزن و الاكتئاب على وجهي.
كنت متفوقة في المدرسة , التحقت بالجامعة و مع انشغالي بالدراسة قلت اعراض المرض عندي و صارت تأتيني على فترات متباعدة.
بعد التخرج عدت اسوأ من الاول , , لم اكن سعيدة في اي شيئ ورغم ان الله سبحانه و تعالى انعم علي بالعلم و الخلق و الجمال الا انني لغاية الان لم اوفق بخطبة و زواج ! اعلم انه هذا قدري ... الحمد لله ... ولكن الى جانب وسواس الموت ظهرت عندي اعراض العين و الحسد و دائما يحدث ان يفشل معي كل شيئ باخر لحظة!و لكن وسواس الموت فتك بي تلك الايام كل يوم اقول انني سأموت و افكر بكتابة وصيتي, اتخيل اهلي من بعدي و عندما اكون بالطريق انظر الى الناس و الاشياء نظرة مودع , اخاف ان افعل عمل خير لأنني اشعر انه اخر عمل لي في هذه الدنيا , اذا مر وقت و لم اتحدث لصديقتي و اردت ان اكلمها اقول في نفسي اذن نفسي توحي ان اكلمها لانني ساموت و يحب ان اودعها قبل ذلك , فاترك الهاتف و امضي حتى اعتزلت صديقاتي و تخاصمنا لابتعادي عنهم , اتخيل دائما ملك الموت حولي اذا ابتسمت لي امي اشعر انها النهاية و انها تبتسم لي لانني سافارقها, اربط اي كلمة تقال بالموت , اخاف كل شيئ و لا اشعر بلذة شيئ , حتى انني لا اتحمل المزاح من احد , اخاف ان اسمع خبر اي شخص قد توفي , حتى عندما اطالع صفحة الوفيات بالجريدة اتخيل اسمي كيف سيكون بينهم, اخاف ان افسر اي حلم اراه حتى لا يكون تفسيره الموت , اذا جلست مع عائلتي وكانوا يضحكون و يمزحزن اقول في نفسي اكيد انني سأودعهم قريبا , طبعا ناهيك عن الاعراض الجسدية للوسواس من ضيق صدر و و ثقل عليه و صعوبة التنفس , نتيجة لهذا صبحت منعزلة اجتماعيا , تاتيني افكار و وساوس غريبة , حتى اصبحت اشعر بان اي عمل اتقرب به الى الله لن يتقبله الله مني , شعرت بانني وحيدة في العالم , و تخيلت حياتي كأنها حلم , اشعر بان كل ما يمر علي حلمت به من قبل وكنت اشعر ان هذا معناه قرب الاجل , لا تستغربوا من الافكار الغريبة فالشيطان حيله كثيرة على الشخص الضعيف , اذن ما الحل ؟؟
الحل ان نكون اقوياء.. نعم فالشيطان رغم حيله الكثيرة كيده ضعييييف جدا, استمد قوتك هذه من التقرب الى الله , و مصارحة افراد اسرتك او اقربهم اليك , تجاهل هذا اللعين , تخيل انه يضحك عليك و يكون بقمة سعادته و انت تكون تصارع نفسك بين الحياة و الموت , بغض النظر عن اسباب هذا المرض ان كانت نفسية او روحية فالعلاج واحد – من وجهة نظري طبعا- ادعي لنفسك بالشفاء كل صلاة و تذكر ان ما تعانيه ليس احساسا حقيقيا بقرب الاجل انما هومرض شأنه شأن باقي الامراض يستوجب العلاج .
تجاهل هذا اللعين و افعل اي شيئ مفيد , اجلس مع عائلتك و اصدقائك , اجعل لك وردا يوميا من القران , استغل الوقت بين الفجر و الصبح و اخرج و استنشق هواء نقيا انظر الى السماء و عظمة الخالق ,ادعي لنفسك و للمسلمين, تذكر هذه ليست حياتنا الباقية , فنحن بامتحان اذا اجتزناه فزنا بالجنة و رضا الرحمن , لماذا تضيع وقتك بالتفكير و الحزن , تذكر كم من الساعات قضيتها تبكي و تننظر اجلك و توقفت عندها دنياك !كن اقوى من هذا الضعيف و لا ترضى لنفسك الحزن و الكابة, صدقوني الحل سهل .. سهل جدا
فقط كن اقوى .. تجاهل .. توكل على الله
اختصرها بهذه الكلمات لانه من وجهة نظري لا توجد خطوات متتابعة للعلاج , كل منا ادرى بنفسه و الحالة التي وصل اليها , عقلك نعمة من الله , اجلس مع نفسك و خذ القرار " قررت ان اكون قويا و لن اخاف من الموت , انا سأعمل للموت لانه قدر محتوم , سأرضي ربي , توكلت عليه و لن يخذلني"
انا الحمد لله استطيع ان اقول انني شفيت بنسبة 99% , منذ ان قررت ان اصارح امي و قررت ان اكون قوية على نفسي و الشيطان , بدات حالتي تتحسن تدريجيا , و انا الان و الحمدلله افضل بكثييييييييير.
... بصراحة لا ادري هل هذا هو المكان المناسب للموضوع اعذروني لم اشارك بأي منتدى من قبل
شكرا جزيلا
مواقع النشر