بيت بتسعمائة ألف
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 4 من 8

الموضوع: بيت بتسعمائة ألف

  1. #1
    مشرفة الركن الإسلامي الصورة الرمزية ام سارة**
    تاريخ التسجيل
    Sep 2014
    المشاركات
    5,124
    معدل تقييم المستوى
    24

    بيت بتسعمائة ألف





    بيت بتسعمائة ألف

    ما أجمل أن تلبي دعوة من دعاك من إخوانك لتزوره في الله وتدخل السرور على قلبه المحب فتفوز بالخير الكثير في الدنيا والآخرة

    وحتى يمتد رباط الألفة ويزيد، وتقوى أواصر المحبة وتشتد، فقد لبّت أختنا دعوة صديقتها وأختها في الله (دينا) واستجابت لرغبتها في الزيارة بصحبة بعض الأخوات تهنئة لها بالبيت الجديد الذي انتقلت إليه مع أسرتها الصغيرة، كان استقبالاً حاراً منها لجميع المهنئات محفوفاً بكرم الضيافة العربية الأصيلة والتي عرف بها المسلم، وما هي إلا لحظات معدودات حتى ازدحمت السفرة بسائر أنواع المأكولات الطيبة والرزق الوفير مما تشتهيه النفس ويستحسنه الذوق، وتأكل منه العين قبل أن تمتد إليه الأيدي معانقات إياه بشوق شديد!

    البيت الواسع



    وقد أحسنت أختنا المضيفة فنّ أصول الطبخ وأجادت ترتيب المائدة ونالت إعجاب صديقاتها من الحاضرات لتقديم التهاني بالبيت الجديد الذي لا يسعك حين تنظر إليه إلا أن تشكر الله - تعالى -على نعمة الستر والحفظ والصيانة، وتدعوه شاكراً أن أنعمَ بالبيت الواسع الذي يذكرك بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنه أنه من السعادة التي ينشدها الإنسان في دنياه، إذ ما أجمل أن يكون البيت واسعاً مريحاً فترتاح أعصاب ساكنيه ويعم السكن المكان، فيسع الوالدان أولادهما في كل حال، ليكون الحب والعطف الدثارَ لهم، والرعاية والإحسان حظهم..
    إننا نحتاج بحق لسعة الصدور كما نحتاج لاتساع الدور.، تمنيت من أعماق قلبي أن يتسع هذا المنزل لأهله وأصحابه، كي تتسع معه صدورهم هم الآخرين لما يجري ويدور حولهم من أحداث، وما يحدث في دنياهم من أضداد، فيقبضون معها على دينهم ويثبتون عليه مهما كانت العوائق والعقبات، ووددتُ أن تتسع كذلك العقول لما تسمعه من علوم وما تعيه من مواعظ، فتحلم في ساعة الغيظ، وتكظم في أوقات الغضب، وتصبر على لأواء الحياة التي لا تستقر على حال.



    البنيان العظيم

    ثم جلسنا معاً على مائدة القرآن الكريم وارتشفنا منه ما يسر الله - تعالى -لنا ذكره، وبعدها تناولنا حديثا شريفا بمناسبة البيت الجديد يذكرنا بالبنيان لكنه هنا بنيان الإسلام العظيم، إذ ما أشبهه بالمناسبة، فكما أن هذا البيت الجديد يستند على قواعد وأساس، ويقوم على أصول وأركان، إن فقد بعضها أصبح ضعيفا واهنا يوشك أن يسقط، وبالفعل قد ينهار، فكذلك الإسلام بني على أصول ثابتة وقواعد راسخة ينبغي المحافظة عليها، فلننتبه لذلك، ولنحاول باستمرار تقوية أساسه، وحفظ قواعده، وصيانته عما يوهنه، تماما كما نفعل مع هذا البيت الجديد!


    بيت للبيع


    ودار بين الصديقات بعض الكلام والحوار الطيب، وكان من أعجبه ذلك الحديث الذي دار حول بيت كبير في شارع قريب من تلك الدار، قد وضعت عليه لافتة تعرضه للبيع، وليس في ذلك شيء غريب، إنما الغريب في الأمر أن هذا البيت قد عرض للبيع بتسعمائة!
    نعم بتسعمائة ألف جنيه (استرليني)!
    أي ما يقارب المليون من الجنيهات الإنجليزية!
    وتساءلت في نفسي.. بيت في دنيا الناس بمليون جنيه؟!
    أمر عجيب، ربما ليس عجيباً لدى فريق من الناس الذين اعتادوا أسواق البيوت وخاضوا غمارها، وحفظوا أسعارها وتنافسوا في شرائها وامتلاكها ربما بتلك الأسعار الملايينية، من هؤلاء من يريد الدنيا فيشتري رياء ومباهاة ومفاخرة، ومنهم من يريد الآخرة، فيجعل ذلك سبيلا إليها، فهو يملك الدنيا لكن الدنيا لا تملكه، وعندئذ فلا اعتراض فإنما الأعمال بالنيات، وعلى ذلك فلا جناح طالما كان كسبهم من حلال وكانت الحاجة منهم لذلك، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء.



    حوار النفس لأختها

    لكن ما أوقفني هنا هو حوار نفسي إلى بعضها كحوار الأخت لأختها، حيث استجمعتْ همتها وهمستْ في أذنها على استحياء
    دون أن يشعر بها أحد، محاولة أن تستلهم العبر من كل مناسبة وحدث، فكان همسها وحديثها عن ذلك البيت فهتفت قائلة.. إنه حقا لا بد وأن يكون ذلك البيت الكبير جميلا من الداخل وواسعا ومتعدد المرافق لكنه غالي الثمن، فإذا كان هذا ثمنه وهو مصنوع من الطوب والحجارة وأرضه من الخشب أو البلاط، وهو مع هذا في دنيا الفناء.. تُرَى كم سيكون ثمنه لو كان لبنة من ذهب ولبنة من فضة، أو كان ملاطه المسك وترابه الزعفران، وحصباؤه اللؤلؤ والياقوت، وكان بناؤه في أرض البقاء والخلود؟!

    بيت في دنيا الناس بهذا الثمن لا بد وأن له مميزات تميزه عن غيره من البيوتات الأخرى التي هي كثيرة، ومع ذلك فإن مما يعيبه ويزهد فيه أنه حكر على أغنياء الناس وعلية القوم ممن لا وزن للمال عندهم لما تتكدس به خزائنهم وتمتليء به جيوبهم، أما غيرهم من الفقراء فلن يستطيع فقير منهم أن يشتريه ولو ظل يحلم به السنين الطوال، أو يدخر له مالا في سنوات عمره كلها وإن طال، فليس لهؤلاء المساكين إذاً إلا أن يكحلوا أعينهم بالتمتع به من خارجه برؤية جدرانه، والنظر من بعيد إلى بنيانه!
    ثم واصلت النفس نجواها إلى أختها، وبثت لها شكواها وذرفت دمعها، لتثني بمقارنة غير متكافئة، وتعيد همسها غير عابئة، وتلقي بسؤال لأختها يعيد إليها ثقتها، ويعمر بحب الله قلبها، وكأني بها تقول.. إذا كان بيت بالمليون، وهو مع هذا قد لا تهدأ فيه النفس وقد لا تقر العيون، وليس فيه من أثاث يُذكر، أو أنهار تجري وعيون، فماذا لو كان بهذا البيت من المتاع والنعيم والخيرات مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر؟!



    وصلت النفس وهي قانعة إلى قمة تفكيرها وأحسنه، وقالت.. حقا إنه بيت في بنائه ما أتقنه.. لكن.. أين هذا البيت من ذلك الملك الكبير الذي بشر به الرسول - صلى الله عليه وسلم - في قوله: "إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة، طولها في السماء ستون ميلا، للمؤمن فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضا" البخاري.

    وأيقنت بذلك أنها للمؤمن مأوى ومسكن، فقيرا كان أم غنيا فهو في مأمن، فاستبشرتْ.. ثم تابعت سؤلها لأختها وواصلت نجواها وهي تقول لنفسها.. ألا يمكن لنا أن نكون من أصحاب تلك البيوت الواسعة، لامتلاكها والسكنى في قلبها، إنها تتطلب وتحتاج إلى تقديم الألوف والملايين؟
    - أقصد ملايين الحسنات وليس الجنيهات- نقدمها بطيب نفس دون تردد أو احتجاج، كما يقدم الخاطب المهر لعروسه رمزا لحبها، ورغبة في جوارها، مع أنها تفوق ذلك المهر بكثير، ولا تقدر بمال أو قناطير، فهل لنا أن نسعى لنملك بيت العز والبقاء في جنة الخلد التي لا تبيد، بيتا لن تجده في دنيا الفناء والزوال والبلى دنيا العبيد.



    نعم. أيها الإنسان.. فأنت مهما ملكت في هذه الحياة فإنك والله لعطاء ربك لفقير.. وأنت بحاجة في الآخرة إلى بيت يؤويك، أو قصر يحميك، من عذاب السموم ومن لفح نار جهنم،، ليطيب عيشك ويهنأ بالك ويذهب غمّك، في دارك الحقيقية الباقية دار السلام، لك فيها من الحب والرضا والإكرام، بعد طول جهاد وسهاد في دنيا البلاء والتمحيص.. بعد نصر على النفس الأمارة بالسوء وعلى إبليس.. أنت بحاجة لبيت تسكن فيه وتنعم دون قيود، بعد أن صرت في دار الخلود.. فهل لذلك من سبيل؟




    عقد الشراء والتمليك

    نعم.. السبيل معلوم لكل ذي لب حصيف، وما عليك إلا أن تكتب عقد الشراء والتمليك وتوقع عليه بمداد الإيمان والإحسان، موافقا على الشروط التي تؤهلك لامتلاكه والإقامة فيه، وتفي بمضمونه الذي يحفظه لك من الضياع، وتتعهد بما كتب على سطوره من ضرورة الالتزام بالعهد والوفاء ببنوده.. وتجيب مخلصا داعي الله لتهتدي إليه: ( والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم) (25- يونس)...
    فقط إعقد العزم وتوكل على ربك، و حاول ولا تبتئس..


    إن بإمكان أي منا أن يستعين بمولاه، ويطلب منه القوة والحول ليجعل له بيتا.. لكنه ليس كأي بيت من بيوت الدنيا.. لأنه من بيوت الجنة.. هو بيت يتملكه الفقير والغني، والرجل والمرأة، والضعيف والقوي.. بيت يتملكه الجميع على السواء مع اختلاف في درجاته وعلو طبقاته تبعا لساكنيه ومدى رغبتهم وهمتهم في طلب سكناه.. فهم كما قال - تعالى -: ( هم درجات عند الله والله بصير بما يعملون) 163- آل عمران..
    وهي كما قال - صلى الله عليه وسلم -: (( الجنة مائة درجة، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض)) (صحيح الجامع)..
    بيت قد يكون في طرف الجنة أو في وسطها، وقد يكون في أعلاها وهو أفضلها وأغلاها!
    ( وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا) (21- الإسراء)..
    وحينئذ في تلك الجنة سوف يكون مستقرك، ومنتهاك ومقرك، في بيتك الذي فزت به برحمة ربك ومولاك الذي عقدت معه صفقة البيع والشراء فوهبك إياه.. ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة)(التوبة)..



    سارع لدخول البيت



    فسارع معي لشراء ذلك البيت.. بنية لله وإخلاص، وإيمان صادق بلا شك أو التباس، بتوحيد خالص لله وحبّ.. وطاعة لرسوله فيما تكره وما تحب.

    قد يكون الشراء بسجدة طويلة نسجدها لله في جوف الليل بعد عناء وطول كدّ.. بدمعة من خشية الله في خلوة تسيل وتنحدر على الخدّ.. أو بصدقة تخرجها اليدان في السرّ دون إحصاء لها أو عدّ..



    بمسح رأس يتيم وإطعام مسكين ولو قدر مُدّ.. بجود وكرم وسخاء يد..

    بكلمة طيبة وخلق حسن ووفاء بالعهد.. بصلاح بيت وتربية ولد مذ كان في المهد..
    ببر والدين وصلة رحم وبذل للجهد.. بمجالسة الصالحين وأخذ النفس بالزهد..

    بإحسان للجار وإكرام للضيف.. بصلاة وزكاة وصيام في الصيف..



    بيت قد تناله وتشتريه بأخوة صادقة وعدل في القول.. بتطهير القلب والجوارح وتبرّي النفس من حولها والطول..
    بإفشاء السلام، وإطعام الطعام، والصلاة بالليل والناس نيام..
    تنأى وتنهي عن فعل المنكر، وتعمل بالمعروف وبه تأمر..
    ( قد أفلح المؤمنون)

    إنك إن فعلت ذلك فقد ربحت وجانبتَ الإفلاس، وأمسكت بطوق النجاة والخلاص، وها هي النفس المطمئنة تتأهب لدخول البيت قال - تعالى -: ( ونودوا أن تلكم الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون) (43- الأعراف)..
    عندها أبشر أخي.. وابشري أختاه.. فقد نالت النفس مناها، وسعدت بالجنة وسكناها.. و((من يدخل الجنة يحيى فيها لا يموت، وينعم فيها لا يبأس، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه)) كما قال - صلى الله عليه وسلم -.


    أما بناؤها فهي (( لبنة من ذهب، ولبنة من فضة، وملاطها المسك، وترابها الزعفران، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت)) (الطبراني).

    الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 3713
    خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره


    كاتبته إيمان مغازى الشرقاوى

  2. #2
    كوكب الشبكة
    تاريخ التسجيل
    Sep 2014
    المشاركات
    1,333
    معدل تقييم المستوى
    14
    يعطيك العافية

  3. #3
    المشرفة العامة محررة مبدعة الصورة الرمزية قلب راض
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    الدولة
    مع الراحلين بقلبي.
    المشاركات
    23,351
    معدل تقييم المستوى
    169
    "المال والبنون زينة الحياة الدنيا, والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا",,

    نسأل الله أن يجعلنا ممن يبتغون النعيم الدائم


    اللهم صلِّ على محمّد وعلى آل محمّد كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم, إنّك حميد مجيد،
    اللهم بارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم, إنك حميد مجيد.
    .




  4. #4
    مشرفه ركني الطب النبوي والصحة
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الدولة
    العراق بغداد
    المشاركات
    12,402
    معدل تقييم المستوى
    111
    وعليكم السلام ورحمةالله وبركاته ربي يبارك فيك غلاتي على حسن الانتقاء جزاك الله خيرا

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

مواقع النشر

مواقع النشر

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

أهم المواضيع

المطبخ

من مواقعنا

صفحاتنا الاجتماعية

المنتديات

ازياء | العناية بالبشرة | رجيم | فساتين زفاف 2017 | سوق نسائي | طريقة عمل البيتزا | غرف نوم 2017 | ازياء محجبات | العناية بالشعر | انقاص الوزن | فساتين سهرة | اجهزة منزلية | غرف نوم اطفال | صور ورد | ازياء اطفال | شتاء | زيادة الوزن | جمالك | كروشيه | رسائل حب 2017 | صور مساء الخير | رسائل مساء الخير | لانجري | تمارين | وظائف نسائية | اكسسوارات | جمعة مباركة | مكياج | تسريحات | عروس | تفسير الاحلام | مطبخ | رسائل صباح الخير | صور صباح الخير | اسماء بنات | اسماء اولاد | اتيكيت | اشغال يدوية | الحياة الزوجية | العناية بالطفل | الحمل والولادة | ديكورات | صور حب | طريقة عمل القرصان | طريقة عمل الكريب | طريقة عمل المندي |