الدرس الأخير(اللهم صل وسلم على نبينا محمد)
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 4 من 7

الموضوع: الدرس الأخير(اللهم صل وسلم على نبينا محمد)

  1. #1
    مشرفة الركن الإسلامي الصورة الرمزية ام سارة**
    تاريخ التسجيل
    Sep 2014
    المشاركات
    5,124
    معدل تقييم المستوى
    24

    الدرس الأخير(اللهم صل وسلم على نبينا محمد)




    الدرس الأخير(اللهم صل وسلم على نبينا محمد)


    الدرس23 والأخيرمن أذكارالصباح والمساء(اللهم صل وسلم على نبينا محمد)





    قال تعالى:
    ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
    [ سورة الأحزاب: 56 ]
    من لطائف تفسير هذه الآية أن الله عز وجل أوجب علينا أن نصلي على النبي، فالعلماء بين من يرى أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم واجب من الواجبات الدينية، وبين من يرى أنها سنة مؤكدة لأن الله عز وجل يقول:
    ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
    [ سورة الأحزاب: 56 ]
    الشيء الأول أن هذه الجملة
    ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ
    جملة اسمية، وكلكم يعلم أن الجملة نوعان؛ اسمية وفعلية، فالاسمية هي الجملة المصدرة باسم، والفعلية هي الجملة المصدرة بفعل، قد تأتي جملة اسمية وخبرها فعل، فهذه الآية: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
    [ سورة الأحزاب: 56 ]
    (إن) حرف مشبه بالفعل، (الله) لفظ جلالة اسمها منصوب، (وملائكته) معطوف، (يصلون) فعل مضارع خبر الجملة أي خبر اسم إن، فمع أن في هذه الجملة فعلاً مضارعاً إلا أنها جملة اسمية لأنها مصدرة باسم.
    ماذا تعني الجملة الاسمية في القرآن الكريم؟
    تعني الثبات والاستمرار،
    ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ
    ﴿ وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ
    أية جملة اسمية تعني في القرآن الكريم الثبات والاستمرار، لأن التركيب الاسمي من شأنه الثبات والاستمرار، أما التركيب الفعلي فمن شأنه الحدوث والانقطاع، تقول: العلم نافع، هذه حقيقة ثابتة دائمة، أما دخل طالب، فالدخول تم وانتهى، فالتركيب الاسمي يفيد الثبات والاستمرار، والتركيب الفعلي يفيد الحدوث والانقطاع.
    فالشيء المستمر الذي يعم نفعه ويتجدد فعله يأتي في القرآن الكريم بصيغة اسمية، فأول لطيفة أن هذا الأمر الإلهي جاء على صيغة جملة اسمية مصدرة باسم، وجاء خبرها فعلاً، وقد قال بعض العلماء: إن الخبر الفعلي يعني تجديد هذه الصلاة بشكل مستمر، أمر دائم والتجديد مستمر.

    ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
    [ سورة الأحزاب: 56 ]
    قال بعض العلماء: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ليس لحاجته إليها، هو لا يحتاجها لأن الله أكرمه، وأعلى شأنه، ورفع قدره، ورفع ذكره، وأعطاه، وجعله سيد الأنبياء وسيد الرسل، وجعل له مقاماً محموداً لا ينبغي إلا لواحد من خلقه، وأمرنا النبي عليه الصلاة والسلام أن ندعو له بالوسيلة، هو غني عن صلاتنا ولكن صلاتنا من أجلنا، قال العلماء: ليس النبي عليه الصلاة والسلام محتاجاً إلى صلاتنا بل وليس محتاجاً إلى صلاة الملائكة لأن الله صلى عليه، انتهى كل شيء.

    إنما الصلاة على النبي من قبل المسلمين هي تعظيم له، وانتفاع من رحمة الله التي تنزل على قلبه، لذلك ورد في بعض الأحاديث قول النبي عليه الصلاة والسلام: "اللهم لا تجعل لي خيراً على يد كافر أو منافق".

    لأنه لو قدم كافر خدمة عالية جداً وأنت ملت إليه بحكم فطرتك التي فطرت عليها هذا الميل إلى كافر مقطوع، بعيد، منكر، جاحد، هذا الميل إلى هذه النفس قد تقتبس منها بعدها، وضيقها، وضجرها، واضطرابها، لذلك عند ذكر الصالحين تتنزل الرحمات، والمعنى المخالف عند ذكر المنقطعين تشمئز القلوب، إذا إنسان دخل إلى بستان جميل، وحديقة ورود هذا جميل جداً يقف عند كل وردة، هذه حمراء، وهذه فواحة الرائحة، وهذه بيضاء ناصعة، أما إذا وقف على حاوية وأراد أن ينقب في الحاوية فطعام متفسخ، لحم نتن، قشور لها رائحة كريهة، لذلك بذكر الصالحين تتنزل الرحمات وبذكر المعرضين تتنزل الشقاوات.

    صلاة الله على النبي هي الرحمة أما صلاة المؤمنين فهي الدعاء

    المعاجم تقول: الصلاة دعاء، فإذا قلنا: إن الله وملائكته يصلون هذا المعنى لا يليق بالله عز وجل، الله من يدعو‍!
    أنت تدعو الله لكن الله من يدعو؟
    فالصلاة دعاء واستغفار ولكن هذا المعنى لا يليق بالله عز وجل، فإذا عزيت الصلاة إلى الله فهذا المعنى لا يليق بالله عز وجل.
    الصلاة من الله بمعنى الرحمة، الرحمة ما هي؟
    من أدق الأسماء، عطاء الله عز وجل إجمالاً يسمى رحمة، إذا طمأن قلبك رحمة، إذا أصحح لك جسمك رحمة، إذا ملأ قلبك سعادة رحمة، إذا ملأ نفسك بروداً رحمة، فرحمة الله تبدأ من الحالة النفسية إلى الحالة الجسمية إلى العلاقات الاجتماعية، أحياناً يدافع عنك إذاً رحمك، أحياناً يعلي قدرك إذاً رحمك، لذلك قالوا: صلاة الله عز وجل على النبي هي الرحمة، أما صلاة المؤمنين فهي الدعاء، الدعاء أو الاتصال أو التعظيم.

    وقال بعض العلماء: الصلاة من الله بمعنى الرحمة، ومن الملائكة بمعنى الاستغفار، وهما يشتركان بالعناية بالمرحوم والمستغفر له وهذا هو القاسم المشترك بينهما، العناية من الله تجليات الرحمة، من الملائكة الاستغفار، من المؤمنين الدعاء، لأن الآية:
    ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
    [ سورة الأحزاب: 56 ]

    المؤمنين دعاء، والملائكة استغفار، والله جلّ جلاله تجلّ وتنزل الرحمات.
    حقيقة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
    ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
    [ سورة الأحزاب: 56 ]

    أما الصلاة التي علمنا إياها النبي فهي: اللهم صلِّ على سيدنا محمد، قل أنت: أنا صليت عليك يا رسول الله، العلماء قالوا: لأنك لن تستطيع أن توفيه قدره ولا حقه ولا مكانته اطلب من الله أن يصلي عليه، لماذا عدلنا عن قول لقد صلينا عليه؟ تقول: صلينا عليه، لا.. تقول: اللهم صلِّ على محمد، لأننا يا رب عاجزون عن أن نوفيه حقه، أنت إذا صليت عليه وفيته حقه.

    إنك يا ربنا أعلم بما يليق به فنحن عاجزون عن توفيته حقه، قاصرون عن معرفة الثناء عليه، لقد أوكلنا الأمر إليك، تدبر سرّ هذه الجملة: اللهم صلِّ على محمد فإن هذا المعنى نفيس ودقيق، يقول لك: قدرني، أي أنا ليس بالإمكان أن أعطيك حقك يا رب اجزه عني كل خير، هذا هو المعنى.

    وبعضهم قال: معنى قولنا اللهم صلِّ على نبينا محمد أي يا رب عظمه في الدنيا بإعلاء ذكره، وإظهار دعوته، وإبقاء شريعته، وفي الآخرة بتشفيعه في أمته، وتضعيف أجره، ومثوبته، وإعطائه المقام المحمود.

    (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ وَالْبُشْرَى فِي وَجْهِهِ فَقُلْنَا إِنَّا لَنَرَى الْبُشْرَى فِي وَجْهِكَ فَقَالَ إِنَّهُ أَتَانِي الْمَلَكُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ رَبَّكَ يَقُولُ أَمَا يُرْضِيكَ أَنَّهُ لَا يُصَلِّي عَلَيْكَ أَحَدٌ إِلَّا صَلَّيْتُ عَلَيْهِ عَشْرًا وَلَا يُسَلِّمُ عَلَيْكَ أَحَدٌ إِلَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ عَشْرًا)

    [النسائي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَبِيهِ]


    وقال صلى الله عليه وسلم لما صعد درجات المنبر: آمين، ثم قال:
    ((رغم أنف عبد ذكرت عنده فلم يصل عليك))
    [ البيهقي عن أبي هريرة]

    رغم أنفه أي خاب وخسر.
    والحديث الثالث: يقول عليه الصلاة والسلام:
    (( إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليّ صلاة))
    [الترمذي عن عبد الله بن مسعود]

    إذا أردت أن توسع هذا المعنى هو المعنى اللهم صلِّ على سيدنا محمد، لو أردت أن توسعه أن تعيش في كمالات النبي، تعيش في رحمته، تعيش في رأفته، في عدله، في عبادته، في محبته، في تواضعه، في إنصافه، في مؤاثرته، إذا كنت تعيش مع أخلاق النبي فأنت تصلي عليه حقيقة، أنت لا حظ نفسك تسير في الطريق وحدك راكب سيارة، سافرت إلى حلب الحديث الذي يجري مع نفسك حول ماذا؟
    المؤمن أكثر حديثه مع نفسه عن رسول الله، هذه حقيقة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

    الصلاة على النبي لها أسرار كثيرة، أي لو أردنا أن نضيف معنى جديداً إذا صليت على النبي تذكر سنته الفعلية والقولية، إذا صليت على النبي تذكر كماله، إذا صليت على النبي تذكر رحمته، لا بدّ لكل إنسان من شخصية يعيشها، وشخصية يتمنى أن يكونها، وشخصية يكره أن يكونها، فإذا كانت شخصية النبي هي الشخصية التي تتمنى أن تكونها دائماً فأنت تصلي عليه حقيقة، أي حقيقة الصلاة عليه أن تجعله الشخصية التي تتمنى أن تكونها.

    فمعنى الصلاة على النبي أنت مع كمال النبي، مع أخلاق النبي، مع سمت النبي الحسن، مع رحمته الجياشة، مع حلمه الذي لا حدود له، مع رحمته، مع حلمه، مع وقاره مع هيبته، هذه هي الصلاة على النبي، أي بالإضافة إلى النظريات والمعلومات والعقائد والأفكار عندك شخص، فيه كمال بشري رفيع جداً، يمثل أعلى درجة من الكمال البشري، وهو قدوة لك، فالصلاة عليه تعني تذكر كماله، تذكر رحمته، تذكر حلمه، تذكر عفوه، هذا هو التذكر، فهذا يعد حقيقة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

    الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي



    اللهم صل وسلم على نبينا محمد" (عشر مرات)

    والحديث بتمامه: قوله : (من صلى علي حين يصبح عشراً، وحين يمسي عشراً، أدركته شفاعتي يوم القيامة).

    "اللهم صلِّ على محمد"
    قال ابن الأثير ‘ في النهاية: (معناه: عظمه في الدنيا بإعلاء ذكره وإظهار دعوته وإبقاء شريعته، وفي الآخرة بتشفيعه في أمته وتضعيف أجره ومثوبته)
    وقيل: المعنى لما أمر الله – تعالى – بالصلاة عليه، ولم نبلغ قدر الواجب من ذلك أحلناه على الله، وقلنا: اللهم صل أنت على محمد لأنك أعلم بما يليق به.
    وقيل: صلاة الله – سبحانه – على محمد رسوله وعبده؛ هي ذكره في الملأ الأعلى.
    قال الخطابي : (الصلاة التي بمعنى التعظيم والتكريم لا تقال لغيره، والتي بمعنى الدعاء والتبرك تقال لغيره؛ ومنه الحديث:(اللهم صلِّ على آل أبي أوفى)[7]
    أي: ترحم وبرك).







    معنى قولنا: "اللهم صلِّ على محمد" من تفسيرالعلماء ومشايخنا الاجلاء

    إذا قال القائل: "اللهم صلِّ على محمد" فإن معناه: اللهم أثن عليه في الملأ الأعلى، أي كرِّر مدحه في الملأ الأعلى، أي في الملائكة.
    هكذا قال أبو العالية رحمه الله وهو القول الحق، وهو أصح من قول من قال: "إن صلاة الله على عبده هي رحمته"، لأن هذا القول ضعيف لأن الله قال في كتابه: {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ}، فعطف الرحمة على الصلوات والعطف يقتضي المغايرة؛ ولأنه لو كانت الصلاة بمعنى الرحمة لكان الإنسان يصلي على كل أحد كما يدعو لكل أحد بالرحمة، والصلاة لا تكون إلا على النبي أو على غيره معه مثل قول: "اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد".

    أما الصلاة على غير النبي فقد اختلف العلماء في جوازها.
    منهم من قال: إنها جائزة لقول الله تبارك وتعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ}، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه قوم بصدقة قال: "اللهم صلِّ على آل فلان".
    ومنهم من قال: تجوز إذا كان لها سبب، ولم تتخذ شعاراً لشخص معين.
    ومنهم من قال: تجوز مطلقاً إذا لم تتخذ شعاراً.

    وعلى كل حال فهذا يدل على أن الصلاة ليست هي الرحمة، إذ لم يختلف العلماء في جواز الدعاء بالرحمة لكل مسلم، وعلى هذا يتبين بوضوح أن صلاة الله على عبده ثناؤه عليه في الملأ الأعلى.
    مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الثالث عشر - كتاب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.




    ما معنى الصلاة والسلام على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟.
    الحمد لله
    أولاً :
    أما " الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم " فمعناها - عند جمهور العلماء - : من الله تعالى : الرحمة ، ومن الملائكة : الاستغفار ، ومن الآدميين : الدعاء ، وذهب آخرون – ومنهم أبو العالية من المتقدمين ، وابن القيم من المتأخرين ، وابن عثيمين من المعاصرين – إلى أن معنى " الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم " هو الثناء عليه في الملأ الأعلى ، ويكون دعاء الملائكة ودعاء المسلمين بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم بأن يثني الله تعالى عليه في الملأ الأعلى ، وقد ألَّف ابن القيم – رحمه الله – كتاباً في هذه المسألة ، سمّاه " جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على خير الأنام " وقد توسع في بيان معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، وأحكامها ، وفوائدها ، فلينظره من أراد التوسع .
    قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
    " قوله : " صلِّ على محمد " قيل : إنَّ الصَّلاةَ مِن الله : الرحمة ، ومن الملائكة : الاستغفار ، ومن الآدميين : الدُّعاء .
    فإذا قيل : صَلَّتْ عليه الملائكة ، يعني : استغفرت له .
    وإذا قيل : صَلَّى عليه الخطيبُ ، يعني : دعا له بالصلاة .

    وإذا قيل : صَلَّى عليه الله ، يعني : رحمه .
    وهذا مشهورٌ بين أهل العلم ، لكن الصحيح خِلاف ذلك ، أن الصَّلاةَ أخصُّ من الرحمة ، ولذا أجمع المسلمون على جواز الدُّعاء بالرحمة لكلِّ مؤمن ، واختلفوا : هل يُصلَّى على غير الأنبياء ؟ ولو كانت الصَّلاةُ بمعنى الرحمة لم يكن بينهما فَرْقٌ ، فكما ندعو لفلان بالرحمة نُصلِّي عليه .
    وأيضاً : فقد قال الله تعالى : ( أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) البقرة157
    فعطف " الرحمة " على " الصلوات " والعطفُ يقتضي المغايرة فتبيَّن بدلالة الآية الكريمة ، واستعمال العلماء رحمهم الله للصلاة في موضع والرحمة في موضع : أن الصَّلاة ليست هي الرحمة .

    وأحسن ما قيل فيها : ما ذكره أبو العالية رحمه الله أنَّ صلاةَ الله على نبيِّه : ثناؤه عليه في الملأ الأعلى .
    فمعنى " اللَّهمَّ صَلِّ عليه " أي : أثنِ عليه في الملأ الأعلى ، أي : عند الملائكة المقرَّبين .
    فإذا قال قائل : هذا بعيد مِن اشتقاق اللفظ ؛ لأن الصَّلاة في اللُّغة الدُّعاء وليست الثناء : فالجواب على هذا : أن الصلاة أيضاً من الصِّلَة ، ولا شَكَّ أن الثناء على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الملأ الأعلى من أعظم الصِّلات ؛ لأن الثناء قد يكون أحياناً عند الإنسان أهمُّ من كُلِّ حال ، فالذِّكرى الحسنة صِلَة عظيمة .
    وعلى هذا فالقول الرَّاجح : أنَّ الصَّلاةَ عليه تعني : الثناء عليه في الملأ الأعلى " انتهى .
    " الشرح الممتع " ( 3 / 163 ، 164 ) .
    ثانياً :
    وأما معنى " السلام عليه صلى الله عليه وسلم " : فهو الدعاء بسلامة بدنه – في حال حياته - ، وسلامة دينه صلى الله عليه وسلم ، وسلامة بدنه في قبره ، وسلامته يوم القيامة .
    قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
    قوله : " السلام عليك " : " السَّلام " قيل : إنَّ المراد بالسَّلامِ : اسمُ الله ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إنَّ اللَّهَ هو السَّلامُ " كما قال الله تعالى في كتابه : ( الملك القدوس السلام ) الحشر/23
    وبناءً على هذا القول يكون المعنى : أنَّ الله على الرسول صلى الله عليه وسلم بالحِفظ والكَلاءة والعناية وغير ذلك ، فكأننا نقول : اللَّهُ عليك ، أي : رقيب حافظ مُعْتَنٍ بك ، وما أشبه ذلك .

    وقيل : السلام : اسم مصدر سَلَّمَ بمعنى التَّسليم ، كما قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) الأحزاب/56
    فمعنى التسليم على الرسول صلى الله عليه وسلم : أننا ندعو له بالسَّلامة مِن كُلِّ آفة .

    إذا قال قائل : قد يكون هذا الدُّعاء في حياته عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ واضحاً ، لكن بعد مماته كيف ندعو له بالسَّلامةِ وقد مات صلى الله عليه وسلم ؟
    فالجواب : ليس الدُّعاءُ بالسَّلامة مقصوراً في حال الحياة ، فهناك أهوال يوم القيامة ، ولهذا كان دعاء الرُّسل إذا عَبَرَ النَّاسُ على الصِّراط : " اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ " ، فلا ينتهي المرءُ مِن المخاوف والآفات بمجرد موته .
    إذاً ؛ ندعو للرَّسول صلى الله عليه وسلم بالسَّلامةِ من هول الموقف .
    ونقول - أيضاً - : قد يكون بمعنى أعم ، أي : أنَّ السَّلامَ عليه يشمَلُ السَّلامَ على شرعِه وسُنَّتِه ِ، وسلامتها من أن تنالها أيدي العابثين ؛ كما قال العلماءُ في قوله تعالى : ( فردوه إلى الله والرسول ) النساء/59
    قالوا : إليه في حياته ، وإلى سُنَّتِهِ بعد وفاته .

    وقوله : " السلام عليك " هل هو خَبَرٌ أو دعاءٌ ؟
    يعني : هل أنت تخبر بأن الرسولَ مُسَلَّمٌ ، أو تدعو بأن الله يُسلِّمُه ؟

    الجواب : هو دُعاءٌ تدعو بأنَّ الله يُسلِّمُه ، فهو خَبَرٌ بمعنى الدُّعاء .
    ثم هل هذا خطاب للرَّسول عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ كخطابِ النَّاسِ بعضهم بعضاً ؟ .
    الجواب : لا ، لو كان كذلك لبطلت الصَّلاة به ؛ لأن هذه الصلاة لا يصحُّ فيها شيء من كلام الآدميين ؛ ولأنَّه لو كان كذلك لجَهَرَ به الصَّحابةُ حتى يَسمعَ النبي صلى الله عليه وسلم ، ولردَّ عليهم السَّلام كما كان كذلك عند ملاقاتِهم إيَّاه ، ولكن كما قال شيخ الإسلام في كتاب " اقتضاء الصراط المستقيم " : لقوَّة استحضارك للرسول عليه الصَّلاةُ والسَّلام حين السَّلامِ عليه ، كأنه أمامك تخاطبه .
    ولهذا كان الصَّحابةُ يقولون : السلام عليك ، وهو لا يسمعهم ، ويقولون : السلام عليك ، وهم في بلد وهو في بلد آخر ، ونحن نقول : السلام عليك ، ونحن في بلد غير بلده ، وفي عصر غير عصره " انتهى .
    " الشرح الممتع " ( 3 / 149 ، 150 ) .
    والله أعلم .

    الإسلام سؤال وجواب
    الشيخ المنجد




    فضائل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم:

    1- عن أبي طلحة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء ذات يوم والبشرى في وجهه، فقلنا إنّا لنرى البشرى في وجهك!!
    فقال: «إنه أتاني الملك فقال يا محمد: إن ربك يقول: أما يرضيك أنه لا يصل عليك أحد إلا صليت عليه عشراً، ولا يسلّم عليك أحد إلا سلّمت عليه عشراً؟...».
    - وقال صلى الله عليه وسلم: «إنَّ أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليّ صلاة».
    - وقال صلى الله عليه وسلم: «البخيل الذي من ذكرتُ عنده فلم يصلّ عليّ».
    اللهمّ اجعل صلواتك، ورحمتك، وبركاتك، على سيّد المرسلين، وإمام المتقين، سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، إنك سميع مجيب الدعاء.
    الأحكام الشرعية:

    الحكم الأول: ما هي صيغة الصلاة والتسليم على النبي عليه السلام؟
    صيغة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وردت فيها طرق كثيرة من السنة النبوية المطهَّرة، وقد ذكرت فيها صور مختلفة عن كيفية الصلاة عليه من المؤمنين، واختلافُها يشعر بأن الغرض ليس تحديد (كيفية خاصة) وإنما هي ألوان من التعظيم والثناء له عليه السلام، وسنقتصر على بعض ما صحّ من هذه الكيفيات، لأنّ استيعابها يطول، فنقول ومن الله نستمد العون:
    أولاً: روى الشيخان عن كعب بن عُجْرة رضي الله عنه قال: قال رجل يا رسول الله: أمّا السلام عليك فقد عرفناه، فكيف الصلاة عليك؟
    قال قل: «اللهمّ صلّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد».

    ثانياً: وروى مالك وأحمد والشيخان عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه أنهم قالوا يا رسول الله: كيف نصلي عليك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قولوا: «اللهمّ صل على محمد وأزواجه وذريته، كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد».

    ثالثاً: وأخرج الجماعة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: أتانا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن في مجلس (سعد بن عُبادة) فقال له بشير بن سعد: أمرنا الله أن نصلي عليك يا رسول الله، فكيف نصلي عليك؟
    فسكت حتى تمنينا أنه لم يسأله، ثم قال قولوا: «اللهمّ صلّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد، والسلام كما علمتم».
    وفي بعض رواياته: «اللهم صل على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد».

    وهناك روايات أخرى دون هذه في الصحة وتخالفها بالزيادة والنقص في مواضع كثيرة.
    وما دام المراد تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم فأي عبارة تكون واردة من طريق صحيح كان لك أن تأخذ بها.
    وأما التسليم فصيغته معروفة وهي أن يقول المؤمنون: السلام عليك يا رسول الله.

    وفي التشهد يقول المصلي: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته.
    ومعنى التسليم: الدعاء بالسلامة من جميع البلايا والآفات والأسقام، وذهب ابن السائب إلى أن معنى التسليم: الانقياد وعدم المخالفة أي سلّموا لما يأمركم به والله أعلم.

    الحكم الثاني: ما معنى صلاة الله والملائكة على النبي عليه السلام؟

    تقدّم معنا أن الصلاة في اللغة تأتي بمعنى (الدعاء) وتأتي بمعنى (الرحمة) وتأتي بمعنى (التمجيد والثناء) ومن الأخير قوله تعالى: {أولئك عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ} [البقرة: 157].
    وقد ذهب بعض العلماء إلى أن الصلاة من الله تعالى على نبيه معناها تمجيده والثناء عليه وإلى هذا ذهب البخاري وطائفة من العلماء وهو أظهر.
    وقال آخرون: المراد بالصلاة على النبي رحمته ومغفرته إلى هذا ذهب الحسن البصري وسعيد بن جبير، وقيل: المراد بها البركة والكرامة.
    وأما صلاة الملائكة فمعناها: الدعاء له عليه السلام والاستغفار لأمته، وعلى جميع الأقوال فالصلاة من الله غير الصلاة من الملائكة.
    ولما جاء اللفظ مجموعاً مضافاً إلى واو الجماعة {إِنَّ الله وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النبي}
    وكانت الصلاة من الله غير الصلاة من الملائكة لذلك فقد اختلف المفسّرون في تأويل الآية على أقوال:
    أ- فذهب بعضهم إلى أنّ في الآية حذفاً دلّ عليه السياق تقديره: إن الله يصلي على النبي، وملائكته يصلون على النبي، فتكون واو الجماعة راجعة إلى الملائكة خاصة ويؤيد هذا قراءة الرفع (وملائكتُه) وليس اللفظ مشتركاً بين الله تعالى وملائكته.
    ب- وذهب بعضهم إلى أنه من باب (الجمع بين الحقيقة والمجاز) وهو اختيار الفخر الرازي ومذهب الإمام الشافعي رحمه الله، فعنهد يجوز استمال اللفظ المشترك في معنييه معاً كما يجوز الجمع بين الحقيقة والمجاز، فيكون لفظ (يُصلُّون) عائداً إلى الله وإلى الملائكة بالمعنيين معاً ويصبح معنى الآية: (إن الله تعالى يرحم نبيّه وملائكته يدعون له).
    ج- وذهب جماعة إلى القول بأنه من باب (عموم المجاز) لا من باب (الجمع بين الحقيقة والمجاز) فيقدِّرون معنى مجازياً عاماً، ينتظم أفراداً كثيرة يشملها هذا اللفظ، وهذا المعنى العام هو مثلاً (العناية بشأن النبي صلى الله عليه وسلم) فالاعتناء يكون من الله تعالى على وجه، ويكون من الملائكة على وجه آخر، وهذا اختيار أبي السعود وأبي حيان والزمخشري، وغيرهم من مشاهير المفسرين.

    قال أبو السعود: قوله تعالى: {
    يُصَلُّونَ عَلَى النبي} قيل: الصلاة من الله تعالى الرحمة، ومن الملائكة الاستغفار، وقال ابن عباس: أراد أن الله يرحمه، والملائكة يدعون له.. فينبغي أن يراد في {يُصَلُّونَ} معنى مجازي عام، يكون كل واحد من المعاني المذكورة فرداً حقيقاً له، أي يعتنون بما فيه خيره وصلاح أمره، ويهتمون بإظهار شرفه وتعظيم شأنه، وذلك من الله سبحانه بالرحمة، ومن الملائكة بالدعاء والاستغفار.

    وقال أبو حيان في (البحر المحيط): وصلاة الله غير صلاة الملائكة فكيف اشتركا؟
    والجواب: اشتركا في قدّرٍ مشترك وهو إرادة وصول الخير إليهم، فالله تعالى يريد برحمته إياهم وصول الخير إليهم، والملائكة يريدون بالاستغفار ذلك.

    الحكم الثالث: هل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم على سبيل الندب أو الفرض؟

    أمر الله سبحانه المؤمنين بالصلاة على نبيه الكريم، وهذا لأمر للوجوب فتكون الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم واجبة، ويكاد العلماء يجمعون على وجوب الصلاة والتسليم عليه مرّة في العمر، بل لقد حكى (القرطبي) الإجماع على ذلك، عملاً بما يقتضيه الأمر (صلّوا) من الوجوب، وتكون الصلاة والسلام في ذلك كالتلفظ بكلمة التوحيد، حيث لا يصح إسلام الإنسان إلا بالنطق بها.

    وقد اختلف العلماء في حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم واجبه، ويكاد العلماء يجمعون على وجوب الصلاة والتسليم عليه مرّة في العمر، بل لقد حكى (القرطبي) الإجماع على ذلك، عملاً بما يقتضيه الأمر (صلّوا) من الوجوب، وتكون الصلاة والسلام في ذلك كالتلفظ بكلمة التوحيد، حيث لا يصح إسلام الإنسان إلا بالنطق بها.

    وقد اختلف العلماء في حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هل تجب في كل مجلس، وكلما ذكر اسمه الشريف صلى الله عليه وسلم؟
    أم هي مندوبة؟
    وذلك بعد اتفاقهم على أنها واجبة في العمر مرة.
    أ- فقال بعضهم: إنها واجبة كلَّما ذُكر اسم النبي عليه السلام.

    ب- وقال آخرون: تجب في المجلس مرة واحدة ولو تكرَّر ذكره عليه السلام في ذلك المجلس مرات.
    ج- وقال آخرون: يجب الإكثار منها من غير تقييد بعدد أو مجلس، ولا يكفي أن يكون في العمر مرة.

    وحجة القائلين بالوجوب في المجلس، أو كلما ذكر اسم الرسول عليه الصلاة والسلام، أن الله عز وجلّ أمر بها، والأمر يفيد التكرار، ثمّ ما ورد من الوعيد الشديد لمن لم يصلّ على رسول الله عليه السلام، كقوله: «
    البخيل الذي من ذُكِرتُ عنده فلم يُصلِّ عليّ» رواه الترمذي. وقوله عليه السلام: «ما من قوم يجلسون في مجلسٍ ثم يقومون منه لا يذكرون الله ولا يصلُّون على نبيه إلاّ كان تِرَةً عليهم يوم القيامة».
    وقول جبريل للنبي عليه السلام: «بَعُدَ من ذكرتَ عنده فلم يصلّ عليك، فقلت آمين». فهذه تفيد الوجوب عندهم.

    وذهب جمهور العلماء إلى أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم قربة وعبادة، كالذكر والتسبيح والتحميد، وأنها واجبة في العمر مرة، ومندوبة ومسنونة في كل وقت وحين، وأنه ينبغي الإكثار منها لما صحّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «
    من صلى عليّ صلاة واحدة صلّى الله عليه بها عشراً»
    وغير ذلك من الأحاديث الكثيرة الشهيرة في فضل الصلاة على النبي عليه السلام، فهي مطلوبة ولكن لا على سبيل (الوجوب) بل على سبيل (الندب) والاستحباب.

    قال العلامة أبو السعود: والذي يقتضيه الاحتياط، ويستدعيه معرفة علو شأنه عليه الصلاة والسلام، أن يصلي عليه كلما جرى ذكره الرفيع.

    وما ذهب إليه الجمهور هو الصح والأرجح والله تعالى أعلم.

    الحكم الرابع: هل تجب الصلاة على النبي عليه السلام في الصلاة؟
    اختلف الفقهاء في حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة على مذهبين:
    أ- مذهب الشافعي وأحمد: أنها واجبة في الصلاة ولا تصح الصلاة بدونها.
    ب- مذهب مالك وأبي حنيفة: أنها سنّة مؤكدة في الصلاة وتصح الصلاة بدونها مع الكراهة والإساءة.
    أدلة الشافعية والحنابلة:
    استدل الشافعية والحنابلة على أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم واجبة في الصلاة بأدلة نوجزها فيما يلي:
    أ- الأمر الوارد في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ} والأمر يقتضي الوجوب، ولا وجوب في غير التشهد، فتكون الصلاة على النبي واجبة في الصلاة.
    ب- حديث كعب بن عجرة: (قلنا يا رسول الله قد عرفنا التسليم عليك، فكيف نصلي عليك؟ فقال:
    قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد...) الحديث وقد تقدم.
    قال ابن كثير رحمه الله: ذهب الشافعي رحمه الله إلى أنه يجب على المصلي أن يصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير، فإن تركه لم تصحّ صلاته، وهو ظاهر الآية، ومفسّر بهذا الحديث عن جماعة من الصحابة، وهو مذهب الإمام أحمد، وإليه ذهب ابن مسعود وجابر بن عبد الله.

    أدلة المالكية والأحناف:
    واستدل المالكية والأحناف على مذهبهم ببضعة أدلة نوجزها فيما يلي:
    أ- قوله تعالى: {يا أيها الذين آمَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ} قالوا: قد تضمنت هذه الآية الأمر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وظاهره يقتضي الوجوب، فمتى فعلها الإنسان مرة واحدة في صلاة أو غير صلاة فقد أدّى فرضه، وهو مثل كلمة التوحيد والتصديق بالنبي صلى الله عليه وسلم متى فعله الإنسان مرة واحدة في عمره فقد أدى فرضه، والأمر يقتضي الوجوب لا التكرار.

    ب- حديث ابن مسعود حين علّمه صلى الله عليه وسلم التشهد فقال: «إذا فعلتَ هذا، أو قلتَ هذا، فقد تمت صلاتك، فإن شئت أن تقوم فقم، ثم اختر من أطيب الكلام ما شئت» ولم يأمره بالصلاة على النبي عليه السلام.

    ج- حديث معاوية السلمي وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هي التسبيح والتهليل وقراءة القرآن» ولم يذكر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

    د- ما روي عن كثير من الصحابة أنهم كانوا يكتفون بالتشهد في الصلاة وهو (السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته) ولا يوجبون الصلوات الإبراهيمية.

    قال أبو بكر الرازي: وزعم الشافعي أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فرض في الصلاة، وهذا قول لم يسبقه إليه أحد من أهل العلم- فبما نعلمه- وهو خلاف الآثار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم لفرضها في الصلاة....

    ثم ساق بعض الأدلة في تفسيره (أحكام القرآن)- وقد ذكرنا بعضها- ثم قال: وقد استقصينا الكلام في هذه المسألة في (شرح مختصر الطحاوي).

    الحكم الخامس: هل تجوز الصلاة على غير الأنبياء عليهم الصلاة والسلام؟

    يرى بعض العلماء أن الصلاة تجوز على غير الأنبياء، لأن الصلاة معناها الدعاء، والدعاء يجوز للأنبياء ولغير الأنبياء، واستدلوا بما ورد عنه صلى الله عليه وسلم من قوله: «اللهم صلِّ على آل أبي أوفى».

    وذهب الأكثرون إلى أن الصلاة (شعار) وهي خاصة بالأنبياء، فلا تجوز لغيرهم فلا يصح أن تقول: اللهم صلّ على الشافعي مثلاً أو على أبي حنيفة، وإنما تترحم عليهما، ويجوز الترضي عن الصحابة والتابعين ولا تجوز الصلاة عليهم لأنها شعار الأنبياء والمرسلين.
    قال العلامة أبو السعود: وأمّا الصلاة على غير الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فتجوز تبعاً، وتكره استقلالاً، لأنه في العرف شعار ذكر الرسل، ولذلك لا يجوز أن يقال: (محمدٌ عزَّ وجل) مع كونه صلى الله عليه وسلم عزيزاً جليلاً.

    والمراد بقوله تبعاً أن تقول مثلاً: اللهم صلّ على محمد وآله وذريته وأتباعه المؤمنين، فلا يصح أن تقول: اللهم صل على ذرية محمد، ولا اللهم صلّ على أزواج محمد، وإنما إذا صليت على الرسول يجوز لك أن تضيف تبعاً من شئت من عباد الله الصالحين، والله أعلم.

    من كتاب: روائع البيان في تفسير آيات الأحكام
    الدكتور محمد علي الصابوني







  2. #2
    مشرفة الركن الإسلامي الصورة الرمزية ام سارة**
    تاريخ التسجيل
    Sep 2014
    المشاركات
    5,124
    معدل تقييم المستوى
    24

    ما كان في هذه الدرس وغيرها من الدروس هو تجميع لاقوال العلماء وطلاب العلم وشروحهم ليس لنا فيه الى الجهد في جمع المادة فقط وربما التصرف اليسير ببعض الشروح او الاقوال دون الاخلال بالمعنى



    تمت بحمد الله ومنته دروس شرح أذكار الصباح والمساء

    نفعنا الله جميعاً بها وبأجرها
    ويسرها لنا ووفقنا جميعاً لمرضاته

    نترككن برعاية الله وحفظه

    أخوتكن زهور .... ام سارة


  3. #3
    إدارية ومشرفة الركن الإسلامي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    19,702
    معدل تقييم المستوى
    10
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

    درس قيم ,, معلومات وافيه ومن روائع الشروح لهذا الذكر العظيم ..


    أحسن الله اليك ورفع قدرك وكتب اجرك ..اختي الغاليه ..

    نسأل الله أن ينفع بهذه الدروس وهذه الشروح ,, ويجعلها خالصة لوجهه الكريم ,, ويكتب اجرنا واجر كل متابعة ومستفيدة منه .. ويوفقنا واياكم لما يحبه ويرضاه ..
    دخول متقطع ،، ارجو المعذره ،،
    نسأل الله العفو والعافيه في الدنيا والاخره
    (رحمك الله ياأبتاه وغفر لك وجعل مأواك جنة الفردوس الاعلى وجمعنا بك فيها )

    للمحتشمات ( أعجبني )
    هذا البهاءُ الذي يزدانُ رونقُـــــــهُ
    فيكن من يا تُرى بالطهـر حلاه ؟
    هل مثلكن نساء الارض قاطبـة
    أم خصكن بهذي الفتنــــةِ الله ؟
    (د. فواز اللعبون )


  4. #4
    كوكب الشبكة الصورة الرمزية basmt Aml
    تاريخ التسجيل
    Dec 2013
    الدولة
    طنطا
    المشاركات
    1,759
    معدل تقييم المستوى
    27



صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 09-08-2010, 10:42 AM
  2. []----[] اللهم صلي وسلم على نبينا محمد[]----[]
    بواسطة **السوري** في المنتدى استراحة
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 23-08-2008, 03:02 PM
  3. اللهم صلي على نبينا محمد
    بواسطة (راحله لامحاله) في المنتدى المجلس العام
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 08-06-2008, 10:01 PM
  4. لفظة اللهم صلي وسلم على نبينا محمد ألف ألف وسلاما 00 هل تبلغ العدد
    بواسطة لا بد من العبور في المنتدى الركن الاسلامي,6
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 30-05-2006, 07:31 AM
  5. اللهم صل على نبينا محمد
    بواسطة ريما في المنتدى منتديات اسلامية,( على منهج أهل السنة والجماعة)
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-04-2004, 08:00 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

مواقع النشر

مواقع النشر

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

أهم المواضيع

المطبخ

من مواقعنا

صفحاتنا الاجتماعية

المنتديات

ازياء | العناية بالبشرة | رجيم | فساتين زفاف 2017 | سوق نسائي | طريقة عمل البيتزا | غرف نوم 2017 | ازياء محجبات | العناية بالشعر | انقاص الوزن | فساتين سهرة | اجهزة منزلية | غرف نوم اطفال | صور ورد | ازياء اطفال | شتاء | زيادة الوزن | جمالك | كروشيه | رسائل حب 2017 | صور مساء الخير | رسائل مساء الخير | لانجري | تمارين | وظائف نسائية | اكسسوارات | جمعة مباركة | مكياج | تسريحات | عروس | تفسير الاحلام | مطبخ | رسائل صباح الخير | صور صباح الخير | اسماء بنات | اسماء اولاد | اتيكيت | اشغال يدوية | الحياة الزوجية | العناية بالطفل | الحمل والولادة | ديكورات | صور حب | طريقة عمل القرصان | طريقة عمل الكريب | طريقة عمل المندي |