الأم وابنتها الكبرى.. علاقة شائكه..
الأم وابنتها الكبرى.. علاقة شائكة
الأم وابنتها الكبرى.. علاقة شائكة
الأم وابنتها الكبرى.. علاقة شائكة
علاقة الأم بابنتها الكبرى، موضوع شائك كثيراً ما يتم تجنب الحديث عنه، قديماً قالوا: "محظوظة تلك التي تكون بكرها فتاة". ولا شك أن في ذلك ميزة كبيرة؛ لأنّ البنت تعين أمها على مسؤوليات البيت والأولاد. كما أن الفارق العمري الذي غالباً ما يكون بينهما غير كبير. يجعل العلاقة مؤهلة لتكون علاقة صداقة.
لكن ما يحصل في كثير من البيوت أن هذه العلاقة يشوبها التوتر والغيرة والعداء، فبدلاً من أن تجد الفتاة الكبرى الحضن الدافئ والعقل الراشد والنصيحة السديدة من أمها، تجد التحطيم، والمشاعر السلبية والكلمات الجارحة والصد والتفرقة بينها وبين أخوتها، وكذلك الأم تتعرض لضغوط أخرى من ابنتها الكبرى، فبدلاُ من أن تجد الأم من ابنتها الكبرى الدعم النفسي، وتقديم العون ومشاركتها في تحمل المسؤوليات تجد العناد والتذمر والعدائية.هذه العلاقة المعقدة والمصبوغة أحياناً بالتناقض حيرت علماء النفس والاجتماع. ما بين رافض وموافق ومحلل لأسبابها.إذ يرى البعض أن البنت تتعلق في البدء بوالدتها. ولكن عندما تبلغ ثلاث سنوات، وحتى خمس سنوات تتعلق بوالدها تعلّقاً عاطفياً ليبيدياً. وتدخل في منافسة مع والدتها بهدف أخذ مكانتها.ويعيدون اضطراب هذه العلاقة لهذا المنطق. ومنهم من يرى أن التربية الخاطئة أو المعاملة القاسية التي تلقتها الأم في طفولتها، ساهمت في ترسيخ هذه المشكلة، ومنهم من يعزوها لافتقاد بعض الأمهات للثقافة التربوية الصحيحة التي تؤهلهن للتعامل مع بناتهن بالشكل الصحيح. وأياً كانت الأسباب الحقيقية التي تجعل هذه العلاقة متوترة ومتناقضة، لا بد لكل الأطراف أن تساهم في تصويبها، وإلا نتج عندنا مجتمع مريض نفسياً. يتوارث العقد ويصدرها للأجيال القادمة وحيث إن الأم عماد المنزل، وفيها قوامه وصلاحه، فعليها أن تكون مبادرة في هذا الموضوع، فتحتوي ابنتها خاصة في مرحلة المراهقة. وإن وجدت منها صداً أو عدائية، وألا تجعل من سلوكيات ابنتها الخاطئة مسوغاً للنفور منها؛ إذ واجب على الأم أن تتفهم هذه السلوكيات واحتمالية حصولها خاصة في هذه المرحلة العمرية، وأن تفتح قلبها وعقلها لابنتها وتحتوي مشاعرها المتباينة والمتناقضة،
وأن تعي أنها مرحلة مؤقتة إن استطاعت أن تنجح في عبور ابنتها شط الأمان كسبتها العمر كله. وإن عصي على الأم حقيقة أن تقوم بذلك بمشاعر صادقة واقتناع تام، لابد أن تجاهد نفسها وتحكم عقلها، حتى وإن اصطنعت التقبل والود وكما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (وإنما العلم بالتعلّم والحلم بالتحلّم) وهي قاعدة يمكن أن نستند عليها كثيراً في حياتنا اليومية.
كما على الأب أن يشمل ابنته بحبه ورعايته، وبالوقت نفسه لا يضعها في موضع منافسة مع أمها، فالبنت في هذا العمر لا تدرك معنى العلاقة الزوجية والخصوصية التي يتمتع بها الزوجان، ويتلخص الأمر عندها باهتمام رجل بأنثى. فتجد أنها في مرحلة المراهقة اقتربت من الفتاة الأنثى، فتعتقد أن عليها أن تحصل على ذات الميزات الموجودة عند أمها، وأن تحظى بذات القبول من والدها. وهنا يأتي دور الأب في إفهام ابنته بذكاء وود واحتواء، بأن كل منهما له مكانته وخصوصيته، ويسوق من مكانة أمه وأخته مثلاً لتنوع الأدوار والعلاقات والواجبات والحقوق.
ثم على البنت أيضاَ أن تفهم أن ما من أم تكره ابنتها التي حملتها وهناً على وهن. وأن تراعي المشكلات النفسية والاجتماعية التي تمر بها الأم، سواء نتيجة المرحلة العمرية، أو نتيجة ضغط المسؤوليات، أو نتيجة الخلافات التي لا يخلو بيت منها، وألا تعتقد أن كل انفعال أو عتاب أو انتقاد يعني كرهاً أو غيرة أو ما شابه من هذه الأحكام. ولا بد للبنت أن تدرك تمام الإدراك أن أكثر من يتمنى لها الخير والسعادة هي أمها. نتيجة ستصل إليها لاحقاً عندما تصبح أماً، لكن جميل أن ندرك الأمور قبل فوات الأوان؛ حتى نستمتع بحياة مستقرة وجميلة.
رد مع اقتباس
مواقع النشر