لـمـسـات بـيـانـية
==========================
توجد ظاهرة في آيات التسبيح في القرآن كله.
إذا كرّر (ما) فالكلام بعدها يكون على أهل الأرض.
وإذا لم يكرر (ما) فالكلام ليس على أهل الآرض وإنما على الله تعالى أو على شيء آخر.
يقول تعالى :{ سبح لله ما في السموات والأرض }
ومرة يقول { سبح لله ما في السموات وما في الأرض }
فهل هناك فارق بينهما ؟
إذا كرر (ما) يعقب الآية بالكلام على أهل الأرضفي كل القرآن في آيات التسبيح كلها،
اي إذا قال { ما في السموات وما في الأرض }
يعقب الكلام لأهل الأرض
مثلا في سورة الصف{ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) }
لأهل الأرض ،
كذلك في سورة الحشر{ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)
هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ (2)}
لأهل الأرض.
في سورة التغابن{ يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ۖ
وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (2) }
لأهل الأرض.
وإذا لم يكرر (ما).لا يذكر أهل الأرض ولا يعقبها.
وإنما يعقبها بشيء عن نفسه سبحانه وتعالى أو شئ آخر
مثلا في سورة الحديد :{ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)
لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (2)}
وليس الكلام هنا عن أهل الأرض وإنما هو عن الله تعالى .
هذه قاعدة عامة في القرآن والتعبير القرآني مقصود قصداً فنياً وهذا في مقام التسبيح.
والله تعالى أعلم
مواقع النشر