يعرف بعض الأمهات بخبر الحمل في أثناء فترة إرضاع طفلها الصغير، وغالبًا ما يحدث الحمل دون تخطيط من الأم، فتبدأ بالارتباك والتساؤل حول ما عليها فعله، وهل تستمر بإرضاع طفلها وهي حامل، أم تتوقف وتلجأ للفطام؟ خاصة وأن حدوث الحمل خلال فترة الرضاعة الطبيعية أمر شائع جدًا بين الأمهات، اللاتي يعتمدن على الرضاعة الطبيعية فقط كوسيلة لمنع الحمل.






أما عن إجابة السؤال، فيؤكد الأطباء على ضرورة معرفة الأم أسابيع أو شهور الحمل بالضبط، فإذا كان الحمل ما زال في الثلاثة أشهر الأولى، فلا يوجد قلق من الاستمرار في الرضاعة الطبيعية، ولا يوجد ضرر على الرضيع أو الجنين، بينما إذا وصل الحمل للشهر الرابع فيجب التوقف عن الرضاعة الطبيعية لصحة الأم والجنين، وكذلك الرضيع.
لماذا تقتصر إمكانية الرضاعة على الأربعة أشهر الأولى فقط من الحمل؟

في هذه الأشهر لا يوجد أي ضرر من الرضاعة الطبيعية على الجنين الذي ما يزال في طور التكوين، وكذلك لا يتغير قوام حليب الأم أو مذاقه أو خصائصه، وبالتالي لا يوجد ضرر على الرضيع، والشخص الوحيد الذي يقع عليه العبء هنا هو الأم، التي يصبح عليها عبء الرضاعة الطبيعية، ومجهودها النفسي والجسماني، وضرورة الالتزام بالتغذية الجيدة، مع متاعب الحمل والوحم في الشهور الأولى.

لماذا تصبح الرضاعة الطبيعية خطرًا يجب التوقف عنه بعد أربعة أشهر؟

لأن مذاق حليب الأم وخصائصه وقوامه يتغير تمامًا مع تغير هرمونات الجسم بسبب الحمل، ويصبح غير مفيد للرضيع، كما يقل إدرار اللبن لينقطع تمامًا مع تقدم شهور الحمل، وقد تجدين طفلكِ رفضه من تلقاء نفسه، كما إن الاستمرار في الرضاعة بعد الشهر الرابع يهدد حياة الأم والجنين وصحتهما، وقد يعرض الأم للأنيميا وفقر الدم ونقص الكالسيوم، ويسبب الإجهاض –لاقدر الله- بسبب الإنهاك الشديد.
لذلك ينصح الأطباء بفطام الطفل من الرضاعة الطبيعية بعد أربعة أشهر على الأكثر من الحمل، وتعويضه بالحليب الصناعي، أو إذا كان الطفل أكبر من سن العام فيمكن إدخال الحليب البقري ومختلف أنواع الحليب والأطعمة لنظام الطفل الغذائي، وذلك لسلامة الأم والجنين، وللاستعداد لبدء رحلة الرضاعة الطبيعية مرة أخرى للمولود الجديد.