الـــسلآم عـــلـــيــكم و رحـــمة الله وبـــركـــآته


صـــبـــآحـــكم / مســـآكـــــم ورد




الهوينا كان يمشي
كان يمشي فوق رمشي


اقتلوه بهدوءٍ
و أنا أعطيه نعشي


هنالك أبيات تمر على الإنسان فيتعلق بها تعلقاً عجيباً..


أبيات تندمج مع شيفرته الوراثية..


قد لا يكون السبب اتفاق سماعها مع حدث شخصي أو شيء من هذا القبيل..




فقط سمع هذا البيت و عشقه..


لا أستطيع ان أخبركم حكايتي بالضبط مع هذا البيت..


فهو مجرد بيت قالته امرأة مفجوعة في حبيبها الذي قتلوه شر قلته..


الهوينا كان يمشي
كان يمشي فوق رمشي..



أحياناً عندما تطغى الموسيقى في الشعر يتغافل الإنسان عن المعنى و الجوهر و أكبر مثال هو تعلق الشباب بالأغاني الهابطة بسبب ألحانها الجميلة..


لكن هذا البيت جمع الحسنيين..


المعنى و المبنى..


إذا أردنا نثر معنى البيت سيكون أن هذا الحبيب كان يعاملها بكل لطف و كل حب بحنية فائقة الهوينا حتى أن رقته هذه لو مشى بها على رمشيها الرقيقين لما أضرهما و في إيراد لفظة الرمش تجد الشاعرة الملهمة تشير بأنها أوطئته رمشيها بمعنى انها وضعته في عينيها و احتضنته بكل ما تحمل من شعور..


الهوينا كان يمشي
كان يمشي فوق رمشي..



نبرة الحزن طاغية على الموسيقى و على القافية حتى لو سمعه الأعجمي سيصاب بالكآبة..


اقتلوه بهدوءٍ
و أنا أعطيه نعشي



ربما سبب تعلقي في هذا الأبيات هو بحثي المتواصل عن معانيها و التعمق بها..


يبدو هنا أن مصيبتها بالطريقة الوحشيه التي قتل بها أكبر من مصيبة فقدانه..


أو بعد كل هذه الرقة و الطيبة التي عاملني بها ألا يستحق ميتة هادئة سلسة بالتأكيد هذا الحبيب الجميل لا يستحق هذا العذاب..


فلو كنتم قتلتموه بالسم أو بطعنه بسيطة لإأخذته منكم و دفنته بيدي في نعشي..


أما الآن فأنا لا أحتمل النظر إليه مشوهاً..


شاعرتنا الجميلة فقدت عقلها فصارت تهذي بهذه الأبيات..






بيت في منتهى الروعه كلما أحسست بالجفاف الإبداعي أسترجعه في عقلي فتنقدح آلاف الشرارات في مخيلتي..