بمجرد رؤية المرأة للخط الثاني على شباك اختبار الحمل المنزلي يبدأ القلق، فكثيرًا ما تعاني الحامل من القلق لكل ما سبق أن تناولته أو مارسته قبل علمها بحدوث الحمل، مثل كوبين من القهوة يوميًا أو عبوتين من المشروبات الغازية أو الدواء الذي تعاطته لتخفيف الصداع من يومين، فهل هذا القلق في محله؟




الحمل من أكبر العطايا التي تختبرها المرأة في حياتها، والحفاظ على صحة الجسم وسلامته وعدم تعريضه لما قد يؤثر على صحة الأم وجنينها واجب على كل امرأة، لكن المبالغة في القلق من كل صغيرة وكبيرة تتعرض لها الأم أو تتناولها قد يؤدي لمرورها بحمل صعب، وكذلك القلق من كل ما سبق حدوثه قبل العلم بالحمل لن يكون ذا فائدة تذكر للأم أو الجنين.
كل المحاذير المتداولة بين النساء عما يجب على الحامل أن تتناوله أو تفعله يجب أن يخضع دائمًا للتحقق، ولا يبنى على أوهام أو شائعات متداولة بين الناس، وأن يستند على أساس علمي، ويمكنكِ دائمًا الرجوع إلى طبيبكِ لتقرير مدى تأثير عاداتكِ الغذائية وأنشطتكِ اليومية على حملكِ.


المنتجات الغذائية التي تحتوى على المُحليات الصناعية

كل ما يحتوي على المحليات الصناعية، مثل الاسبرتام، تُعد على رأس قائمة المنتجات التي تدور حولها التكهنات دائمًا بقدرتها على التسبب بأضرار للأم والجنين أثناء الحمل، ووجود الاسبرتام يكون دائمًا مصاحبًا بوجود مادة الفينيل ألانين، وهي نوع من البروتينات التي تدخل في بناء خلايا الجسم.

هذه المادة التي يدور حولها الجدل لا تكون ضارة إلا في حالة واحدة، وهي حالة فينيلكيتون يوريا (PKU)، وهي حالة لا يتمكن فيها الجسم من التمثيل الغذائي لهذا البروتين، فيما عدا ذلك لم يثبت علميًا وجود أضرار واضحة على جسم الإنسان من المُحليات الصناعية أو الفينيل ألانين.
أشهر المنتجات التي تحتوي على الاسبرتام تشمل كثيرًا من اللبان والحلوى المتاحة في الأسواق، وأيضًا المشروبات الغازية المخصصة للريجيم (الدايت).
المشروبات الغازية

من المنتجات التي يدور حولها كثير من اللغط أيضًا، وحول مدى صلاحيتها للتناول في أثناء الحمل، والمتهم الرئيسي هنا هو الكافيين، الذي يؤثر إذا تم تناوله في جرعات كبيرة على كفاءة عمل المشيمة، وكذلك كميات كبيرة من السكر المستعمل للتحلية والصودا وبعض الألوان الصناعية، لكن مرة أخرى لم يثبت علميًا وجود أضرار مباشرة من هذه المواد على الأم الحامل وجنينها، إلا في حالة الإفراط في التناول.
المنبهات

لعل المنبهات، مثل القهوة بأنواعها والشاي العادي والأخضر، تمثل أيضًا مصدرًا لبعض التأثيرات غير المرغوبة مثل الأرق، وإدرار البول بما يؤدي إلى فقد بعض العناصر الحيوية والفيتامينات، مثل الكالسيوم.


لعل المفتاح في تناول هذه المنتجات التي تدور التكهنات حول صلاحيتها للاستعمال من عدمه في أثناء الحمل هو الاعتدال وعدم الإفراط، فعبوة من المشروبات الغازية أو كوب من القهوة أو لبانة واحدة لن يؤثر على جسم الأم أو حالة الجنين، بشرط عدم الاستهلاك اليومي.

الأدوية

تدخل قطعًا ضمن المواد المثيرة للجدل إذا تناولتها الأم في أثناء الحمل، لكن في بعض الأمراض المزمنة التي قد تعاني منها الأم، مثل أمراض الحساسية أو الضغط المرتفع، لا يوجد بديل عن تناول العلاج المناسب خلال الحمل، ويكون ذلك بالتنسيق مع الطبيب المعالج.
الألوان الصناعية والمواد الحافظة

للأمهات اللاتي تعانين من القلق المفرط، لا تترددي في اختيار الأغذية الطبيعية والخالية من المواد الحافظة والألوان والنكهات الصناعية، واستبدلي المشروبات الغازية بالعصير الطبيعي، ولا تحرمي نفسكِ من كوب من القهوة كل حين وآخر، لكن احرصي على الابتعاد عن القلق الذي قد يؤذيك بتأثيره السيئ على حالتكِ النفسية في أثناء الحمل.