قصص خياليه للاطفال
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: قصص خياليه للاطفال

  1. #1
    مشرفة
    تاريخ التسجيل
    Nov 2015
    المشاركات
    60,653
    معدل تقييم المستوى
    69

    قصص خياليه للاطفال





    يُحكى أن بنتاً صغيرةً كانتْ تعملُ في بيتِ القاضي


    تنظِّفُ الأرضَ وتطهو الطعامَ


    وعندما انتهتْ ذاتَ يومٍ من عملها أعطاها القاضي ليرةً


    ومع أن الأجرَ كان قليلاً، فقد أخذتْها وانصرفت


    ومع أن الأجرَ كان قليلاً، فقد أخذتْها وانصرفت
    في المنزلِ، قالتْ البنتُ لأُمِّها:‏ القاضي أعطاني ليرةً
    قالتِ الأمُّ:‏ تستحقينَ أكثرَ من ذلك
    قالتِ البنتُ:‏ ولكنِّي ذهبتُ إلى الدكانِ واشتريتُ دبسا‏
    حسناً فعلتِ
    وقد وضعتُ إناءَ الدبسِ في الشبَّاكِ
    بنتٌ مدبرةٌ
    وقد غطيّتُ الدبسَ بالغربالِ حتى لا تأكلُهُ الذبابة‏




    خيراً صنعت‏
    نامتِ البنتُ تلك الليلةَ نوماً هنيئاً، وفي الصباحِ نهضتْ وغسلتْ وجهَهَا ويدها
    وجلستْ جانبَ الجدارِ تستمتعُ بأشعَّةِ الشمسِ. لكنَّها بعد ساعةٍ أحسّتْ بالجوعِ
    فنادتْ أُمَّها وقالتْ:‏ أنا جائعةٌ يا أُمي. سأحضرُ الخبزَ والدبسَ لنتناولَ الفطورَ
    مضتِ البنتُ إلى الشبَّاكِ، ورفعتْ الغربالَ عن الوعاءِ فوجدتِ الذبابةَ
    قد دخلتْ من ثقب الغربالِ، وأكلتِ الدبسَ
    فحزنتْ وقالتْ لأُمها:‏ الذبابةُ أكلتِ الدبسَ
    قالت الأمُّ:‏ ظالمةٌ معتديةٌ‏
    سأذهبُ وأشكوها إلى القاضي‏
    حقَّكِ تطلبين
    وانطلقتِ البنتُ إلى المحكمةِ وقالتْ للقاضي:‏ أنتَ تعلمُ أنني بنتٌ صغيرةٌ
    قالَ القاضي:‏ ستكبرين‏
    وأسكنُ مع أُمي بيتاً من طينٍ
    أنتِ وأُمكِ بالقليلِ تقنعينِ‏
    واشتريتُ بليرةٍ دبساً للفطورِ
    حلواً تأكلين‏
    ثم وضعتُهُ في إناءٍ ووضعتُ الإناءَ في الشباك وغطيتُهُ بالغربالِ
    نِعْمَ ما تدبّرين‏




    في الصباحِ أحسستُ بالجوع
    دبساً تُحضرين
    لكنني وجدتُ الذبابةَ قد التهمتِ الدبس
    معتديةٌ وظالمةٌ تأكلُ حقَّ الآخرين
    لذلكِ جئتُ أطلبُ إنزالَ العقابَ بالذباب‏
    فكَّرَ القاضي طويلاً... إنها مسألةٌ صعبةٌ... ثم أمسك القلمَ
    وأخذ ينظرُ في الأوراقِ، وبعد فترةٍ من التفكيرِ قالَ:‏ يا بنتُ يا صغيرةُ‏
    أجلْ يا قاضيَ البلدِ
    إنْ رأيتِ ذبابةً فاقتليها
    انزعجتِ البنتُ من هذا الحكمِ الذي لا يؤذي الذبابةَ ولا يُرجع لها الحلاوةَ، فظلّتْ واقفةً
    أمامَ القاضي. تنظرُ إلى ملامحهِ الجادَّةِ الجامدةِ، فرأتْ ذبابةً تحطُّ على أَنفهِ من
    دون أن يتحرَّك... عندئذٍ قرَّرتْ تنفيذَ الحكمِ في الحالِ، فأمسكتْ منديلها
    وضربتْ به الذبابة. فانتفضَ القاضي مذعوراً، ونَهَرَها قائلاً:‏ ماذا فعلتِ يا بنتُ يا صغيرة
    فردَّتْ مبتسمةً:‏ نفذتُ حكمَكَ، وقتلتُ الذبابةَ


    توته توته خلصت الحدوته حلوه ولا ملتوته


    القصه الثانيه




    قصص قصيره خياليه اتركم مع هذه القصص القصيره و الخياليه
    في مساء تلك الليلة الشاتيه وتحت زخات المطر وصوت الرعد يجلجل المكان وضوء البرق يكاد يخطف الابصار حاولت ان اسيطر على نفسي ولكن للاسف خانني شعوري ورفض قلبي المكوث وهب فزعا خائفا اسرعت لاادري الى اين ساقتني قدماي الى المجهول لاقف وكأنني صنم او قل جماد لااستطيع الحراك انظر هنا وهناك علني بشيء اهتدي به ولكن للاسف واذا بذاك الصوت يقطع علي تفكيري يحول المكان الى صرخات وتأوهات اصابني الخوف سيطر على كل جسمي ياالهي ماذا عملت لالقى كل هذا هل انا مذنب هل سيكونو اخر ايامي هل وهل بدأت اراجع الماضي اقلب في صفحات الماضي ماذا اقترفت ليصير كل هذا فجأه قطع تفكيري ذلك الصوت الرهيب الذي قادني الى الوراء اسرعت احاول الاستغاثه ولكن بمن هيهات ان يستجيب احد سمعت صوت بكاء انه طفل يبكي سمعته يقول ماما امتلكني شعور غريب خارت معه قواي لماذا انا جبان لماذا لااحاول الانقاذ لماذا ولماذا اسئلة كثيره استجمعت ماتبقى لي من شجاعه ورجعت ادراجي الى منبع ذالك الصوت وفي لحظه هدء الصوت ولم اعد اسمع شيئا هرعت مسرعا واذا انا امام ذلك البيت الخاوي على عروشه بيت وكأنه لم يسكن من مئات السنين بدأت في التفكير هل ادخل ام لا واخيرا عزمت الى المضي للامام اما حياة او موت فتحت الباب واذا به يصدر صوتا مخيفا يدل على انه مهجور ولجت الى البيت رباه ماهذا ليتني لم اكن ليتني لم اتي الى هنا لقد رأيت اما ممددة على الارض الدم في كل مكان من جسدها وزوجها او ابوها مرمي في الطرف الاخر حتى قدمه لم تعد معه لقد مزق وكأنه وحش ضاري خيل الي انها النهايه ولكن مازلت اسمع صوتا غريبا اهات وونات اقتربت من الصوت ياالهي انه طفل نعم لقد نجى رأيته في حضن امه يبكي حملته ولكنه لايريد مفارقتها مازال متشبثا بها احاول تهديته ولكن للاسف صرخ وصرخ ولكن دون فائده لقد ماتت امك ماتت ولكن كيف يفهمني حملته وهو لايزال ينظر اليها ويداه تسابق عبراته يريدها معه ماما ماما ماما بكيت وبكيت تمنيت لو دخلت لانقذ مااستطيع انقاذه ولكن فات الاوان حملت الطفل ومشيت خارجا وهو مازال يصرخ ولكنه اظنه فهم شيئا مماقلته ماما انتهت ماتت حبيبي نظر الي وارخى راسه على صدري وبكى بكيت معه تأوهت ولكنه نظر الي وكـأنه يسألني لما تبكي ورجع على كتفي واغمض عينه ونام وهو مازال يردد ماما ماما ويبكي مع تحيات السكب الى اللقاء





    القصه الثاله





    الشجرة الأم


    استيقظ طارق يوم عيد الشجرة متأخراً على غير عادته... وكان يبدو عليه الحزن. ولما سأل أمه عن أخوته وقالت له انهم ذهبوا ليغرسوا اشجاراً اضطرب وقلق. قال بغيظ:‏


    ـ ومتى ذهبوا ياأمي؟‏


    أجابت:‏


    - منذ الصباح الباكر .. ألم يوصوكم في المدرسة أنه يجب أن يغرس كل منكم شجرة ؟ ألم ينبهوكم إلى أهمية الشجرة؟‏


    قال :‏


    ـ نعم.. لقد أوصتنا المعلمة بذلك... وشرحت لنا عن غرس الشجرة في عيد الشجرة، أما أنا فلا أريد أن أفعل.‏


    قالت الأم بهدوء وحنان:‏


    ـ ولماذا ياصغيري الحبيب؟... كنت أتوقع أن تستيقظ قبلهم، وتذهب معهم. لم يبق أحد من أولاد الجيران إلا وقد حمل غرسته وذهب.. ليتك نظرت إلى تلاميذ المدراس وهم يمرون من أمام البيت في الباصات مع أشجارهم وهو يغنون ويضحكون في طريقهم إلى الجبل لغرسها. إنه عيد يابني فلاتحرم نفسك منه..!‏


    قال طارق وقد بدأ يشعر بالغيرة والندم:‏


    ـ لكن الطقس باردجداً ياأمي. ستتجمد أصابعي لو حفرت التراب، وأقدامي ستصقع.‏


    أجابت:‏


    ـ ومعطفك السميك ذو القبعة هل نسيته؟ وقفازاتك الصوفية ألا تحمي أصابعك؟ أما قدماك فما أظن أنهما ستصقعان وأنت تحتذي حذاءك الجلدي المبطن بالفرو!‏


    صمت طارق حائراً وأخذ يجول في أنحاء البيت حتى وقعت عينه على التحفة الزجاجية الجميلة التي تحفظ صور العائلة وهي على شكل شجرة، ووقف يتأملها.‏


    قالت الأم:‏


    ـ هل ترى إلى شجرة العائلة هذه؟ إن الأشجار كذلك.. هي عائلات... أم وأب وأولاد. وهي تسعد مثلنا إن اجتمعت مع بعضها بعضاً وتكاثرت، فأعطت أشجاراً صغيرة. إن الشجرة هي الحياة يابني ولولاها ماعرفنا الفواكه والثمار.. ولا الظلال ومناظر الجمال. إضافة إلى أننا ننتفع بأخشابها وبما تسببه لنا من أمطار، ثم هل نسيت أن الأشجار تنقي الهواء وتساعدنا على أن نعيش بصحة جيدة.‏


    صمت طارق مفكراً وقال:‏


    ـ حسناً... أنا أريد إذن أن أغرس شجرة.. فهل شجرتي ستصبح أماً؟‏


    أجابت الأم بفرح:‏


    ـ طبعاً... طبعاًيابني. كلما كبرت ستكبر شجرتك معك، وعندما تصبح أنت أباً تصبح هي أماً لأشجار صغيرة أخرى هي عائلتها، وستكون فخوراً جداً بأنك زرعتها.‏


    أسرع طارق إلى خزانة ثيابه ليخرج معطفه وقفازاته، سأل أمه بلهفة:‏


    ـ هل أستطيع أن ألحق... أخوتي والجميع؟‏


    ضحكت الأم وقالت:‏


    ـ كنت أعرف أنك ستطلب مني ذلك... شجرتك في الحوض أمام الباب في كيس صغير شفاف... وإنا كما تراني قد ارتديت ثيابي هيا بنا...‏


    وانطلق طارق مع أمه فرحاً يقفز بخطوات واسعة... واتجها نحو الجبل وهما يغنيان للشجرة... شجرة الحياة أنشودة الحياة.


    القصه الرابعه








    رائحة طبخ الجيران








    أغلقت هند الباب بقوة، بعدما دخلت إلى البيت عائدة من المدرسة.


    وفجأة وإذا برائحة قوية تداهم أنفها.


    هند وحديث يدور بداخلها: ما هذه الرائحة؟ إنها رائحة غريبة لعلها رائحة طبخ.


    تقدمت خطوات نحو غرفة جلوس شقيقاتها ووالدتها.


    هند: ما هذه الرائحة ؟!


    ـ رائحة ماذا ؟!


    ـ ألا تشمونها ؟! قالتها بتعجب.


    ـ نعم نعم عجباً ما هذه الرائحة ؟! تبدو رائحة طبخ، لابد وأنهم جيراننا في الطابق الأسفل، يا لهم من أشقياء لا يتورعون عن حرق طبخهم.


    ثم قالت أخرى: (( بالأمس القريب احرقوا طبخة لهم، واحرقوا معها النافذة، وقبل ذلك احرقوا أريكتهم، أف لهم كم هم مشاكسون)).


    ثم داخله صوت آخر: (( إنهم مهملون حقا لا ينتبهون لما يفعلون)).


    وقامت إحداهن من وسط هذا الجدال الطويل، لتحملها خطاها خارج الغرفة لتزداد الرائحة قوة، فتتقدم للإمام نحو المطبخ وإذا برائحة خضار.


    صرخت الأخت قائلة (( واهٍ يا أمي، ما هذا؟!! لم تركتم القدر على النار وغفلتم عنه ؟! لقد أصبح الخضار فحماً اسود، والدخان المتصاعد من القدر الشديد السواد)).


    ـ يا إلهي الم اقل لكم منذ البداية أنني وضعت الطبخة على النار؟ الم اقل لكم ذلك ؟ كم انتن مهملات.
    مما راق لي


    القصه الخامسه





    كانَتْ هُناكَ أَميرةٌ رائعةُ الجَمالِ. ماتَتْ أمُّهَا عندَ وِلادَتِها. كانَتِ الأَميرةُ لطيفةً جداً. وذاتَ شعرٍ ذهبيٍّ براقٍ.
    أرادَ والدُها الملكُ ، في يومٍ منَ الأيامِ ، إجبارها على الزَّواجِ من أميرٍ لا تحبُّهُ، ففكَّرتْ بِخِطَّةٍ لإلغاءِ العُرسِ، و طلبتْ أنْ تُصنعَ لَهَا ثلاثةُ فساتينَ جديدةً، أحدُها يجبُ أَنْ يكونَ ذهبياً كالشَّمسِ، وثانيها يجبُ أَنْ يكونَ فِضِّيَّاً كالقَمرِ ، و ثالثُها يجبُ أَنْ يكونَ مُشِعَّاً كالنُّجومِ.
    وَ طَلبَتْ أيضاً أَنْ يُصنَعَ لها مِعطفٌ من الفروِ ، بِقُبَّعَةٍ، و أَنْ يكونَ الفِراءُ مأخوذاً مِنْ جِلدِ أَلْفِ نَوْعٍ مِنَ الحيَوانَاتِ.
    ظنَّتِ الأميرةُ أنَّ طلباتِها مُستحِيْلةَ التَّحْقِيْقِ، أَوْ أَنَّ تنفِيْذَها يَستغرِقُ وقتَاً طويلاً يتأخرُ بهِ حفلُ زفافِها المشؤُوْمِ.
    لَكِنَّ والدَها الملِكُ الجبَّارُ سخَّرَ أَمْهَرَ الخيَّاطِيْنَ لتَجْهِيْزِ أَثْوابِها الثَّلاثةِ ، و طلبَ من صيَّاديهِ إحضارَ الفروِ مِنْ أَلْفِ نوعٍ منَ الحيواناتِ.
    و لمْ يستغرِقِ الأَمرُ طويلاً، حتى صارتْ الفساتينُ و معطفُ الفراءِ جاهزين، و أصبحَ الزَّواجُ قريباً أكثرَ مِمَّا توقَّعَتِ الأميرةُ المِسكينةُ.
    في اللَّيلِ، أفاقَتِ الأميرةُ سِرَّاً ، و فتحَتْ صندوقَ مُجَوهَرَاتِها وأخذَتْ مِنْهُ خاتَماً ذهبيَّاً، و قِرطاً ذهبياً أيضاً ،و كذلك عِقْدَاً ذهبيَّاً.
    ثُمَّ أخذَتِ الثَّوبَ الذَّهبِيَّ الذي يُشبِهُ الشَّمسَ ، و الثَّوبَ الفِضيَّ الذي يُشبِهُ ضوءَ القَمرِ، والثَّوبَ المُشعَّ الذي يُشبِهُ ضِياءَ نُجومِ السَّماءِ ، و وضعَتْهُم فوقَ بعضِهِم بعضاً ،بعدَ أنْ طَوَتْهُم بِإِتقانٍ.
    كانوا يسطَعُوْنَ و يَسحرُوْنَ ، حتَّى أَنَّهَا استَطَاعَتْ وضْعَهُم في قِشْرِةِ ثَمَرَةِ جَوْزٍ جَوْفَاءٍ، ثُمَّ ارتَدَت مِعطفَ الفِراءِ، و طَلَتْ وجهَهَا و يدَيْها بِهُبابِ الفَحمِ ، حتَّى لا يستطيعُ أحدٌ التَّعرُّفَ عليها، ثُمَّ تركَتْ قصرَ والدِها الملكِ الجبَّارِ.
    سارَتِ الأميرةُ وحيدةً في الغاباتِ حتَّى تعِبَتْ، فنامَتْ في جوفِ شجرةِ دِلْبٍ كبيرةٍ طوالَ اللَّيلِ.
    في اليَومِ التَّالي، كانَ الملكُ الشَّابُّ الذي يحكِمُ الغابةَ يصيدُ مع رجالِهِ، فوجدوا الأميرةَ النَّائمةَ، واتَّجهُوْا نحوَها.
    عِندَما سمِعَتْ الأميرةُ نُباحَ كِلابِ الصَّيدِ ، ووقْعَ حَوَافرِ الخيلِ، استيقظَتْ خائِفةً ، وقالَتْ لَهُمْ:
    - أَنَا فتاةٌ فقيرةٌ ، و يتيمةٌ ، خُذونِي معَكُمْ!"
    فأخذَها الصَّيَّادُوْنَ معَهُم إِلى قصرِ الملِكِ ، وأسْكَنُوْهَا في غُرفةٍ صغِيرةٍ مُظلِمَةٍ ، تَقَعُ تحتَ السُّلَّمِ ، بعدَ أنْ ظنُّوْا أَنَّها غُرفةٌ مُنَاسِبةٌ لِفَتَاةٍ ذات وجهٍ و يدينِ مَطلِيَّتَينِ بالشُّحَّار.
    كانَتْ تعملُ كثيراً في المطبخِ ، و كانَتْ تجلِبُ الماءَ ، والحطبَ، و تراقبُ نارَ الموقِدِ ، و تُنظِّفُ الرمادَ حولهُ.
    في اللَّيلِ كانَتْ تبكي مُعظَمَ الوقْتِ في غُرفتِهَا الصَّغيرةِ المُظلِمَةِ.


    في أَحدِ الأيَّامِ أُقيمَ احتفالٌ كبيرٌ في قصرِ ملِكِ الغابةِ الشَّابِّ،فقالَتِ الأميرةُ لكبيرِ الطبَّاخِينَ:
    - هَلْ أَستطيعُ التَّفَرُّجَ على السَّيِّداتِ الجميلاتِ و السَّادةِ في القصرِ؟
    قالَ كبيرُ الطبَّاخين:
    - اذهبي لِنصفِ ساعةٍ فقطْ، ثُمَّ عُودِي لمُِراقبَةِ نارِ الموقِدِ، وإزاحةِ الرَّمادِ عنْهُ.
    ذهبَتِ الفتاةُ المِسكينةُ إلى غُرفتِهَا ، و نظَّفَتْ نفسَهَا جيَّدَاً وأَزالَتِ الشُّحَّارَ عنْ وجهِهَا وَيديْهَا، ثُمَّ فَتحَتْ قِشْرَةَ ثَمَرَةِ الجَوْزِ ، وَسحَبَتْ مِنْهَا الثَّوبَ الذَّهَبِيَّ، و ارتدَتْهُ ، وَ نَشَرَتْ شَعْرَهَا الذَّهَبِيَّ علَى كتِفَيْهَا،وانْطَلَقَتْ إِلى قاعَةِ الاحتِفَالِ دونَ أنْ يعرِفَهَا أَحَدٌ.


    أُعْجِبَ الملكُ الشَّابُّ بِها كثيراً، لأَنَّهَا كانتْ رائعةَ الجمالِِ، فرقَصَ معَهَا!
    بعدَ انتِهاءِ الرَّقصِ تسلَّلَتْ راجِعَةً إِلى غُرفتِهَا الصَّغيرةِ ، و خَلَعَتْ ثَوْبَهَا الذَّهَبِيَّ ، و ارتَدَتْ بدلاً مِنْهُ مِعطَفَ الفراءِ، وسَوَّدَتْ يَدَيْهَا وَ وَجْهَهَا بِالشَّحَّارِ، وَبدَأَتْ تُزِيْلُ الرَّمادَ عَنِ النَّارِ، كَمَا أَمَرَهَا كبيرُ الطبَّاخِين و الطُّهاةِ.
    أَرادَ كبيرُ الطبَّاخِينَ الفُرْجَةَ أَيضَاً فأَمَرَهَا بِتَسْخِينِ حِساءِ الملِكِ وحذَّرَها بِشِدَّةٍ قائِلاً: "سَخِّنِي حِسَاءَ الملِكِ جَيِّدَاً وَ حذَارِ أَنْ تَسْقٌطَ فيْهِ شَعْرَةٌ واحِدَةٌ، وَ إِلاَّ وَقَعْتِ في ورطَةٍ كبيرَةٍ! "
    و هكذا سَخَّنَتِ الفَتَاةُ حِسَاءَ الملِكِ، وَنزَعَتْ خاتَمَهَا الذَّهَبَيَّ ثُمَّ وضَعَتْهُ فِيْ قَعْرِ صَحْنِ الحِسَاءِ.
    احتَسَى الملِكُ الحِساءَ فَأُعْجِبَ بِهِ ، لأَنَّهُ لَمْ يكُنْ قَدْ تذَوَّقَ مِنْ قَبْلُ حِساءًا ألذَّ مِنْهُ، فأَنْهَى كُلَّ الحِساءِ ، وَ وَجَدَ في قَعْرِ الإِناءِ خاتَمَاً مِنَ الذَّهبِ الخَالِصِ، جميلَ التَّصْمِيمِ ، بديعَ المَنْظَرِ، فازدادَ إِعجابُهُ و عَجَبُهُ و سألَ: مَنْ طَبَخَ الحِساءَ؟
    قال الطَّاهِي: أَنَا يا سيِّدِي!
    قالَ الملِكُ: هذا غيرُ صحِيحٍ، فطَعْمُ هذا الحِساءِ ألَذُّ مِنْ طَعْمِ الحساءِ الذي تقومُ أَنتَ بِطَهْيِهِ !
    عِندئِذٍ اعترَفَ الطاهي و هو نفسه كبيرُ الطبَّاخين، أَنَّ الفتاةَ المسكينةَ هي التي طَهَتْ الحِساءَ.
    فطلبَ الملِكُ الفتاةَ و سأَلَهَا مَنْ تكونُ.
    كانَ جوابُ الفتاةِ أَنَّها فقيرةٌ و يتيمةٌ وَ لا تنفَعُ لِشَيءٍ في الطَّبخِ.
    ثُمَّ سَأَلَهَا إِنْ كانَتْ تعلمُ شَيْئَاً عَنْ وجودِ الخَاتَمِ الذَّهَبِيِّ في صحنِ الحِساءِ، فَهَزَّتْ كَتِفَيْهَا و لَمْ تُجِبْ.
    بعدَ عِدَّةِ أَسابِيْعٍ، أُقِيمَتْ في القَصْرِ حَفْلَةٌ ثانِيةٌ، فطلبَتِ الفتاةُ ثانيةً من الطَّاهِي، أَنْ تَذْهَبِ للفُرْجَةِ على الحَفْلِ، فقالَ لَهَا:
    - حَسَنَاً ، اذهَبِي لِنِصْفِ ساعةٍ فَقَطَ، ثُمَّ عُودي بعدَ ذلِكَ لطهْيِ حِساءَ الملِكِ ، فهو يُحِبُّ الحِساءَ الذي تَطهينَ.
    و هكذا رَكَضَتْ الفتاةُ إِلى غُرفتِها الصَّغيرةِ ، و غسلَتْ وجهَهَا ويديهَا جيِّداً ، ثُمَّ فتَحَتْ قِشْرَةَ ثَمَرَةِ الجَوزِ، وَسَحَبَتْ مِنْهَا الثَّوبَ الفِضيَّ و ارتَدَتْهُ.
    عِنْدَمَا رَآهَا الملِكُ ثَانِيَةً سُرَّ بِهَا كَثِيرَاً، وَ رَقَصَ معَهَا كَثِيرَاً حتَّى انتَهَى وقتُ الرَّقْصِ. عندَئِذٍ تسلَّلَتْ إِلى غُرفتِهَا الصَّغيرةِ، و خَلَعَتْ الفُسْتانَ الفِضيَّ وَارْتَدَتْ بدَلاً مِنْهُ مِعْطَفَ الفِراءِ المؤَلَّفَ منْ أَلفِ قِطعَةٍ مُختَلِفةٍ منْ فِراءِ حيواناتٍ الغابةِ، ثُمَّ طَلَتْ وجهَهَا و يدَيْهَا بِهُبَابِ الفحمِ كالعادةِ، وَ خرجَتْ إِلى المطبخِ فَأَعدَّتْ الحِساءَ للملِكِ ، وَ وضعَتْ في أَسفَلِ إِناءِ الحِساءِ أَقراطَهَا الذَّهبِيَّةَ.
    لمَّا وجدَ الملِكُ أَقراطاً ذهبيَّةً في قعرِ إِناءِ الحساءِ، أَرسلَ يطلبُهَا وسأَلَهَا إِنْ كانَتْ تعلمُ شيئاً عن الذَّهبِ في حِسائِهِ، فأَجابَتْهُ كالسَّابقِ أّنَّهَا فتاةٌ فقيرةٌ يتيمةٌ و لا تنفعُ لشيءٍ في الطَّبْخِ و لا تعلمُ شيئاً عنْ أَقراطِ الذَّهبِ.
    بعدَ ذلكَ بِوقتٍ قصيرٍ أَمرَ الملِكُ بإِقامةِ سهرةٍ في قَصرِهِ، فاسْتعدَّتْ الفتاةُ ، ونظَّفَتْ نفْسَهَا جيِّداً وَ فتحَتْ قِشْرَةَ الجوزِ ، وَ سحبَتْ مِنْهَا الفستانَ البرَّاقَ كنُجومِ السَّماءِ، وَ ارتَدَتْهُ، مِمَّا أَثارَ إِعجابَ الملِكِ ، وَ جعلَهُ في غايةِ السَّعادَةِ، فَأَمسَكَ يدَهَا وَ ضغطَ علَيْهَا بقُوَّةٍ و هوَ يقودُهَا للرَّقْصِ.
    و عندَمَا لاحَظَتْ أَنَّ أَحَدَاً لا ينْتَبِهُ إِلَيْهَا وضعَتْ خَاتَمَاً ذهبِيَّاً في إِصبَعِهَا.
    هذهِ المرَّةُ تأَخَّرَتْ بالعودةِ إِلى غرفتِها، وكانَ الوقتُ ضيِّقَاً جِداً لِنَزعِ فستانِها الرَّائِعِ الجمالِ و ارتداءِ معطفَ الفراءِ، فاضطَرَّتْ لارتداءِ معطفِهَا فوقَ الفستانِ المُشِعِّ كنجومِ السَّماءِ، و لَمْ تدهنْ أيضاً كاملَ وجهِهَا و يديْهَا بِهُبَابِ الفَحْمِ( الشُّحارِ) فبقيَ أحدُ أصابِعِهَا أَبْيَضَاً كالثَّلْجِ ، و بقيَ فيهِ الخاتمُ الذَّهبِيُّ الذي نسيَتْ أِنْ تخْلَعَهُ، وَ أَسرعَتْ لإِعدادِ طبقِ الحساءِ كالعادةِ، و هذه المرَّةُ وضعَتْ عِقدَها الذَّهبِيَّ في قعرِ طبقِ الحساءِ.
    عندَما انتَهى الملكُ مِنْ تناوُلِ الحساءِ
    وَ وجدَ العِقْدَ في أسفلِ الإِناءِ ،أرسلَ يطلبُ الفتاةَ فحضرَتْ أمامَهُ ، و لاحظَ بِسُرعةٍ إِصْبَعَهَا الأَبْيَضَ و الخاتمَ الذَّهبيَّ.
    وضعَ الملِكُ يدَها بيدِهِ و حاولَ نزعَ الخاتمَ مِنْ إِصبعِهَا فانزاحَ قليلاً مِعطفُ الفِراءِ عن فستانِها المشعِّ الذي ملأَ المكانَ ضياءً و نوراً كالنجومِ. فخلعَ الملكُ عنها معطفَ الفِراءِ ،و لاحظَ كَمْ هي جميلةً وجذَّابَةً بشَعرِها الذَّهبِيِّ ، و ثوبِهَا البرَّاقِ، فوقعَ بحبِّها في الحالِ، عندئذٍ غسَلَتْ وجهَهَا ويَديْهَا ، فبدَتْ أكثرَ جمالاً مِمَّا كانتْ عليهِ منْ قبل.
    عندَما رآهَا الجميعُ قالوا أَنَّهَا أميرةٌ حقيقيةٌ ، فحكَتْ قِصَّتَها بالتفصيلِ للملِكِ المُعجَبِ بِهَا .
    بعدَ بضعةِ أيَّامٍ أَقامَ الملكُ احتفالاً كبيراً بمناسبةِ زواجِهِ بِها وعاشَا حياةً رغيدةً سعيدةً مليئةً بالرَّغَدِ و الحُبِّ.

  2. #2
    مشرفة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2017
    المشاركات
    300
    معدل تقييم المستوى
    8

  3. #3
    مساعدة ادارية الصورة الرمزية Miss.Reem
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    حضرموت نبض قلبي و جدة أنفاس صدري
    المشاركات
    45,067
    معدل تقييم المستوى
    10
    تسلمي يالغلا ماننحرم







المواضيع المتشابهه

  1. اهميه القصص للاطفال ، فائده الحكايات للاطفال
    بواسطة قطرة ندى في المنتدى القصص , روايات
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-12-2016, 10:50 PM
  2. قصه خياليه
    بواسطة عاشقة M في المنتدى الأدب
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-09-2009, 02:45 AM
  3. مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 20-06-2009, 01:36 PM
  4. صور خياليه روووووعه
    بواسطة نبع الوفاء في المنتدى صورXصور
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 26-01-2006, 12:59 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

مواقع النشر

مواقع النشر

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

أهم المواضيع

المطبخ

من مواقعنا

صفحاتنا الاجتماعية

المنتديات

ازياء | العناية بالبشرة | رجيم | فساتين زفاف 2017 | سوق نسائي | طريقة عمل البيتزا | غرف نوم 2017 | ازياء محجبات | العناية بالشعر | انقاص الوزن | فساتين سهرة | اجهزة منزلية | غرف نوم اطفال | صور ورد | ازياء اطفال | شتاء | زيادة الوزن | جمالك | كروشيه | رسائل حب 2017 | صور مساء الخير | رسائل مساء الخير | لانجري | تمارين | وظائف نسائية | اكسسوارات | جمعة مباركة | مكياج | تسريحات | عروس | تفسير الاحلام | مطبخ | رسائل صباح الخير | صور صباح الخير | اسماء بنات | اسماء اولاد | اتيكيت | اشغال يدوية | الحياة الزوجية | العناية بالطفل | الحمل والولادة | ديكورات | صور حب | طريقة عمل القرصان | طريقة عمل الكريب | طريقة عمل المندي |