* عرسان آخر زمن ! *
في اليوم التالي للقائنا الأول، ذهبت إلى الجامعة و أنا غاية في الحزن...
و لا شعوريا، بكيت أمام إحدى صديقاتي...
" لمى ! أرجوك كفى ! كيف تحكمين عليه من اللقاء الأول ؟ "
" صدّقيني يا شجن، إنه شخص لا يناسبني ! لا يشبه أيا من فرسان أحلامي ! "
" أي فرسان و أي أحلام ! لو سألت أي فتاة ارتبطت، ستخبرك بأن خطيبها ليس كفارس أحلامها ! لا يوجد فارس إلا في الاحلام، أما في الواقع، فنحن نبحث عن الرجل الحقيقي، صاحب الدين و الأخلاق "
" لم أعب دينه و لا حلقه، بل يبو متدينا و كريم الخلق، ألا أن أسلوبه في الكلام، و طريقة تفكيره، و حتى أكله و شربه لم تعجبني ! لا أصدّق أنه زوجي ! لا أريد زوجا كهذا "
كنت محبطة جدا..و حق لي أن أحبط، فقد حلمت بأشياء، و تمنّيت أشياء، و وجدت أشياء أخرى.. مختلفة تماما..
شجن ظلّت تشجعني و تواسيني، و تضرب لي الأمثال عن بعض زميلاتنا و معارفنا ، اللواتي مررن بنفس المرحلة ( مرحلة الرفض ) ثم تأقلمن شيئا فشيئا مع عرسانهم !
" سترين، لقاء بعد لقاء، و مكالمة بعد مكالمة، و ستعتادينه ! صدقيني هذه ردة فعل متوقّعة ، مهما كان عريسك ! "
و تركتني، أفكّر بعمق... تفكيرا أسود اللون !
لماذا حكمت علي الأقدار بزوج كهذا ؟؟ أنا أستحق رجلا أفضل منه ! رجلا مختلفا عنه.. رجلا كما أتمنى...
( يا القدر ..يكفي مرارة يا القدر ،،
يا القدر يكفيني حسرات أو قهر
ليه مستخسر تسرني يا القدر ؟؟
ماني مخلوقة مثل باقي البشر ؟؟
يا القدر هدّيت حيلي ،،
ويلي من ما جبت ويلي
يمّة شيلي همومي شيلي ،،
وااا على بنتك ... سلام ! )
أعتقد .. أنني أتعس مخطوبة على وجه الأرض !
لماذا رمتني الأقدار على هذا الرجل ؟؟
ما أكبر مدينتنا !
كم عدد الرجال فيها ؟؟
أمعقول .. أنه لا يوجد من بينهم رجل واحد ، واحد فقط، يستوفي شروطي !؟؟
فقط رجل خلوق، و جامعي ، وسيم و جذّاب، و راقي الأسلوب !
البارحة، قال أنه سيتصل هذا اليوم... الأمر الذي جعلني ( ألصق ) هاتفي الجوال بجسدي منذ الصباح !
الساعة تمر تلو الأخرى، و بين الفينة و الفينة ألقي نظرة على هاتفي !
( لا مسد كول و لا سينت ماسيج ! وش ها الخطيب ! )
أتذكّر، أن الرسائل كانت تصل شقيقتي كالمطر، أيام خطوبتها، و ازدحم هاتفها بها حتى كاد ينفجر !
( إش معنى أنا ناسيني !؟ )
عدت إلى البيت، مهمومة حزينة... جلست أمام مكتبي و وضعت الهاتف أمام عيني ...
انتصف الليل، و لم يتّصل ( بعلنا في الله ) !
( راحت عليه نومة ؟؟ و إلا نسى أنه خاطب وحدة !؟ )
شعرت بغيظ ، و أبعدت الهاتف عني ، ثم شغلت ببعض الأمور علّها تساعدني على استقطاب النعاس !
الثانية و النصف، غلبني النعاس أخيرا، فأويت إلى الفراش...
قبل أن أضع رأسي على الوسادة، القيت نظرة يأس أخيرة على هاتفي، و فوجئت بـ ( ميسد كول ) مكالمة فائتة من طرف مجد !
لقد اتصل قبل نصف ساعة تقريبا، و أنا بعيدة عن الهاتف !
الثانية صباحا ؟؟
( أقول ، تو الناس ! وش فيك مستعجل يا أخي ؟؟ )
أغلقت جهازي، و نمت ( قريرة العين، أو ... نصف قريرة العين ! )
على الأقل، تذكّر أن له خطيبة ما تنتظر مكالمة ما !
في اليوم التالي، اتصل بي نهارا ، و كانت مكالمة عاجلة و مختصرة جدا، لنصف دقيقة :
" سوف أتصل بك ِ ليلا ، قبيل منتصف الليل ! "
( يا مصبّر الموعود ! )
انتظرت مكالمته الموعودة، يجب أن أحضّر الكلام الذي سأقوله، و سأصغي جيدا لما سيقول، و سأعيد التدقيق في أسلوبه و أعطيه فرصة أخرى !
آخ ... متى يحل الليل !
في العصر، تجرأت و أرسلت له رسالة قصيرة ، أخبره بأنه ( على البال ) !
أرسلت الرسالة الهاتفية، و انتظرت...الرد !
انتظرت و انتظرت و انتظرت ...
( يا حجّي وينك ؟ مطنّشني من أوّلها ؟؟ يا أخي جاملني شوي ! ترى أنا زوجتك ! و إلا مستحي منّي ؟؟ )
بعد عدذة ساعات وصلني رد لا يمت لرسالتي بصلة !
( يا الله يا كريم ! خير و بركة ! أقلها ما طنّشني ! )
و أخيرا اقتربت الساعة من الثانية عشر منتصف الليل !
و أخيرا وردتني المكالمة المتظرة !
" مرحبا يا لمى، كيف حالك يا زوجتي يا حبيبتي ؟ "
( الله الله ! حبيبتي مرّة وحدة ! يا عيني على الروقان ! إيه كذا ! حسّسني إني مخطوبة ! )
" الحمد لله بخير، كيف أنت ؟ "
" بخير و سعيد لسماع صوتك ! "
( آخ منكم يا أولاد آدم ! ما تتوبون ! )
و تحدّث ببعض الجمل، رفعت معنوياتي قليلا ، ثم قال :
" لن أطيل في الحديث عبر هاتفي الجوال، فقط وددت الإطمئنان عليك و سماع صوتك ! أتأمرين بشيء ؟ "
( كذا ؟ بالسرعة ذي !؟ و ش عندك شاغلنّك عنّي ؟؟ يا أخي أوّل مرّة تكلمني على الهاتف ما أسرع ما زهقت ؟؟ )
شعرت بإحباط بعد كلامه هذا ، إنها لم تكن 10 دقائق تلك التي حدّثني فيها !
قال :
" لدي عمل في الصباح و سآوي للنوم ، ألا تودين شيئا ؟ قولي ! لا تخجلي ! "
( لا سلامتك ! بس لو سمحت قبل تقفّل الهاتف وش رايك تطلّقني ؟؟ )
" سلامتك ، شكرا "
" إذن ، بلّغي سلامي لوالديك و أخوتك ! "
" الله يسلّمك "
" تصبحين على خير "
" و أنت من أهله ! مع السلامة "
" في أمان الله "
أهذا كل ما لديك !
كم أنا محبطة من مكالمتك هذه ! هل يتصرّف جميع الخاطبين بطريقة مماثلة ؟؟
أذكر أن شقيقتي ، و صديقاتي، كن يقضين ساعات في التحدّث إلى عرسانهم !
أي خطيب أنت يا مجد ؟؟
لا رسائل و لا مكالمات ( زي الناس ) !
يا برودك يا أخي !
من أوّلها كذا ؟؟؟
أجل الله يستر من بكرة !
قبل أن أنام، أرسلت له رسالة أشكره مجددا على باقة الورد الجميلة، ( يمكن يحس شوي )
و لا حس و لا هم يشعرون !
و إلى عصر اليوم التالي و أنا في انتظار أي تعليق منه على الرسالة، أو أي بادرة منه... لكن ...
* عرسان آخر زمن ! *
>> ما لم تلاطفها في فترة الخطوبة، فمتى ؟ بالله عليك !!؟؟ <<
مواقع النشر