الزوجة*.. ‬ والحرمان العاطفي

--------------------------------------------------------------------------------

ليس الحفاظ على جذوة حميمية العلاقة الزوجية مشتعلة بالأمر المستحيل،* ‬فبإمكان الأزواج أن* ‬يظلوا عاشقين على الدوام في* ‬حالة ما إذا عرف كل طرف ما* ‬يحب وما* ‬يكره الطرف الآخر،* ‬وغالبا ما* ‬يقحم الرجال في* ‬عالم العاطفة قيم الفعل،* ‬والسلطة،* ‬والكفاءة،* ‬فيما تفضل النساء البوح،* ‬بالعواطف،* ‬والتناغم في* ‬التبادلات العلائقية،* ‬والإبداع*. ‬إنها بعض من التباينات البيئية والقوية بين الرجل والمرأة*. ‬وهي* ‬اختلافات قد تشكل،* ‬في* ‬حالة عدم الانتباه إليها وأخذها بعين الاعتبار،* ‬أساس مشاكل حقيقية تهدد بناء الحياة الزوجية*.‬

يعني* ‬الارتباط في* ‬إطار علاقة زوجية أن شخصين عاقلين* ذكر وأنثى ‬وافقا،* ‬بمحض ارادتهما،* ‬على المضي* ‬في* ‬طريق واحد وبالرغم م أنهما قد* ‬يتعاهدا في* ‬البداية بصيانة استمرار هذا الارتباط،* ‬فإن طريق الحياة حافل بما قد* ‬يفرق بينهما*.‬
ولأن بناء الزواج ليس بالشيء الهين والاستمرار في* ‬هذه العلاقة القدسية ليس بالسهل،* ‬فإنه من الضروري* ‬أن* ‬يعمل الطرفان على ابتداع الوسائل الكفيلة بجعل سحر البدايات* ‬يفضي* ‬إلى علاقة دائمة*.‬

إنها قضية عادية،* ‬لكنها،* ‬مع ذلك،* ‬كونية،* ‬تلك المرتبطة بخمود جذوة الحب بمجرد الارتباط والعيش تحت سقف واحد في* ‬قلب أكثر العشاق ولهاً* ‬وحماسة*.‬

فهل هو قدر محتوم لا محيد عنه ونكسة لا* ‬يمكن تجاوزها؟

لحسن الحظ أن موقف العلماء النفسيين والمتخصصين في* ‬دراسة العلاقات الزوجية،* ‬يبعث على الاطمئنان ويدفئ القلوب ويعيد لها الأمل،* ‬لا سيما قلوب الزوجات،* ‬اللواتي* ‬يحبذن أن* ‬يظل الازواج عشاقا على الدوام،* ‬ذلك أن الأمر ليس بالمستحيل لاسيما اذا تضافرت جهود الزوجين في* ‬اتجاه ربط علاقات حيوية ومبتكرة من شأنها بث الديناميكية في* ‬علاقتهما كزوجين*.‬

وترتكز هذه الديناميكية بالأساس على احترام شروط محددة تتصل بمعرفة ما* ‬يحب وما* ‬يكره الطرف الآخر،* ‬ثم أخذه بعين الاعتبار،* ‬والاتفاق على ميثاق خاص،* ‬واثبات الشخصية الجنسية الخاصة،* ‬استعمال الغضب واستغلال الصراعات والاعتراف بالجميل،* ‬الذي* ‬لا* ‬يعرفه وضع أو ظرفية معينة وإنما* ‬يكون تعبيرا خاصا وتلقائيا لا* ‬يتوقعة الشريك*.‬

فالتعبير عن الغضب مثلا،* ‬يقضي* ‬على الاحساس بالذنب أو بالضغينة،* ‬وكلاهما شعوران قاتلان للحياة الزوجية،* ‬ثم أن علاقة حية هي* ‬علاقة تسمح في* ‬أن* ‬يتم في* ‬خضمها التعبير عن الغضب وعدم الرضا،* ‬وكي* ‬يعرف الصراع نهاية ايجابية لابد من اتخاذ تدابير ملموسة*. ‬إذ،* ‬كما* ‬يمكن الاعتذار للشريك* ‬يمكن كذلك،* ‬وهذا هو الأساسي،* ‬امتلاك نية الاصلاح وتصحيح المسار*. ‬وتحتاج المرأة باستمرار لأن* ‬يعبر الرجل لها عن مشاعره،* ‬وهي* ‬حاجة* ‬يعتبرها الرجل ترفا أو تفاهة من لدنها،* ‬فتلح ليعتبرها لجوجة لكن أيضا متصابية*. ‬وحينما تحتاج اليه كي* ‬ينصت إليها* ‬يبادرها بالنصح ليحولها الى طفلة صغيرة بحاجة للارشاد أكثر منها امرأة،* ‬أو قد* ‬يلوذ بالصمت أمام كل دفق حديثها*. ‬وفيما تحلم المرأة أن* ‬يتكهن الرجل انتظاراتها إلا أنه لا* ‬يستجيب إلا للطلبات المحددة الصادرة عنها*.‬

وغالبا ما* ‬يقحم الرجال في* ‬عالم العاطفة قيم الفعل،* ‬فيما تفضل النساء التناغم والابداع وهذه الاختلافات قد تشكل في* ‬حالة عدم الانتباه إليها مشاكل حقيقية تهدد الحياة الزوجية*. ‬هذا،* ‬وحينما تتصل الاختلافات بالحياة الحميمية للزوجين،* ‬فإن المشكل* ‬يتعقد أكثر،* ‬لأن الايقاعات والاستيهامات تختلف بين الرجل والمرأة،* ‬وهذا تحديداً* ‬ما* ‬يجعل العلاقة الجنسية وما تحبل به من تبادلات تتميز بكونها صعبة وثمينة في* ‬الآن ذاته،* ‬ويظل الهدف الأسمى في* ‬العلاقة بين الزوجين هو تحقيق التناغم الحسي* ‬والعاطفي* ‬مع تجاوز كافة الاختلافات الخاصة بكل جنس*.‬

منقول