يشكو الملايين من البشر في كافة أنحاء المعمورة من حالات هشاشة العظام. ومع كون هذه الحالة من
تلك التي يمكن للمرء إتقائها ومعالجتها إلا أن الكثيرين لا يعلمون أنهم مصابون بها كونها لا تسبب لهم أي أعراض ولا يتم الانتباه إليها إلا بعد حدوث مضاعفات تكون أغلبها على شكل كسور في عظام الفخذ أو الفقرات.
ويمكن تعريف هشاشة العظام على أنها إحدى الحالات المرضية التي تمتاز ب “قلّة الكتلة العظمية وتهتّك النسيج الدقيق للعظام” مما يؤدي إلى هشاشتها وسرعة تعرضها للكسر.
تدل الأحصائيات المتوفرة عالمياً أن حالات هشاشة العظام هي السبب خلف أكثر من مليون ونصف المليون حالة من حالات كسور العظام سنوياً، في أرجاء العالم المختلفة.
ومن الحقائق المعروفة أن الجهاز العظمي هو أحد أجهزة الجسم الحية الحركية التي تعمل على تجديد نفسها دائماً. يضاف إلى ذلك أن الكثافة العظمية (أو القوة العظمية) تزداد خلال فترتي الطفولة والبلوغ ويستمر ذلك حتى بلوغ المرء الخامسة والعشرين الثلاثين من عمره حيث تبلغ الكثافة العظمية أوجَها.
وتختلف الكثافة العظمية من شخص لآخر، وبصورة عامة تكون أقل في النساء منها في الرجال.
وبعد بلوغ القمة، تبدأ الكثافة العظمية بالانحدار التدريجي سنوياً ويتسارع ذلك الانحدار عند النساء عند وصولهن فترة انقطاع الحيض وابتداء قلة كمية الهورمونات الأنثوية في الجسم (خاصة هورمون الأيستروجين) إذ أن فترة التسارع في الانحدار قد تأخذ 5-10 سنوات.
الأعراض
لا توجد أعراض لهشاشة العظام، لذا لا يعلم المصابون أنهم مصابون بهذه الحالة حتى ظهور المضاعفات التي تكون على شكل كسور في عظامهم. وتكمن خطورة حالات هشاشة العظام في كون المصابين معرضين لحدوث كسور عظمية أكثرها شيوعاً هي كسور الفقرات أو زوائدها مسببة حدوث آلام في الظهر. وتسبب كسور الفقرات انضغاطا فيها مع إمكانية حدوث تحدّب في الظهر وازدياد حجم البطن إضافة إلى فقدان بعضٍ من طول القامة يتراوح بين 10-20 سنتيمتراً.
وتُعتبر كسور عظام الحوض أحد أهم أنواع الكسور التي تسببها حالات هشاشة العظام إذ أن ما يقارب 20% من تلك الكسور تؤدي إلى الوفاة خلال السنة الأولى من حدوث الكسور وإن نصف المتبقين على قيد الحياة من المصابين لا يمكنهم العودة إلى حياتهم السابقة دون مساعدة الآخرين، ناهيك عن حدوث أعراض مرافقة أخرى كالشعور بالكآبة وشعور المريض بأنه أصبح عالة على أهله ومجتمعه.
تدل الإحصائيات في الولايات المتحدة الأمريكية أن ما يقارب 10 ملايين شخص مصاب بهشاشة العظام وأن 18 مليون شخص آخرين يشكون من قلة الكتلة العظمية والتي تؤدي بدورها إلى هشاشة العظام.
وتعتمد الكتلة العظمية للشخص على عدة عوامل منها الجنس والعنصر إضافة إلى وجود عوامل جينية أخرى. تصل تلك الكتلة قمتها في أعمار تختلف من شخص لآخر. من المعلوم أن تكوين 80% من تلك الكتلة يعتمد على العوامل الجينية بينما تعتمد نسبة ال 20%المتبقية على الظروف المعيشية التي يعيشها الشخص نفسه
مواقع النشر